السبت، 14 يناير 2023 - 06:37 م

ما حدث فى قرية بهوت التابعة لمركز نبروه بمحافظة الدقهلية لا يمت لأخلاق المصريين بصلة. واقعة مشينة للقيم والأعراف التى تربينا عليها. واقعة تخالف النخوة والرجولة والشهامة.

واقعة غريبة على مجتمعنا المتدين المتسامح. ليست هذه أخلاق القرية التى نعرفها. ما حدث أن مجموعة من الأشخاص اختطفت شابًا، وقامت بتجريده من ملابسه أمام الناس، وإلباسه قميص نوم نسائيًا، كما قاموا بضربه بالأسلحة البيضاء والتمثيل به.

وعندما تجرأ مواطن للدفاع عنه أطلقوا عليه النار وتوفى بالمستشفى.

الواقعة بالتفصيل، كما ثبتت من تحريات الأمن أن المتهمين ارتكبوا تلك الجريمة لتأديب الشاب المختطف. والسبب أنه تقدم لإحدى فتيات عائلتهم ورفضوه، لكنه حاول التواصل معها مرة أخرى. من هنا عقدت مجموعة من العائلة النية لتأديب الشاب.

وترصدت له وكان يجلس على أحد المقاهى. جاءت المجموعة تحمل أسلحة نارية وبيضاء إلى المقهى فى القرية، وأمسكوا بالشاب وأوسعوه ضربًا.

ليس هذا فقط، بل روعوا من يحاول الدفاع عنه. أطلق المتهمون النار على شاب آخر حاول ملاحقتهم فأصابوه إصابات بالغة تم نقله على إثرها للمستشفى. وفر المتهمون بعد أن خطفوا الشاب، ثم جردوه من ملابسه وألبسوه رداء نوم نسائيًا، وتجولوا به فى الشوارع. كما قاموا بتصوير الواقعة ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعى.

ألقت الشرطة القبض على المتهمين الـ6 الذين شاركوا فى ارتكاب الجريمة وبحوزتهم الأسلحة المستخدمة. واعترفوا بارتكاب الواقعة وتمت إحالتهم للنيابة العامة للتحقيق. من المؤكد أن القانون سيأخذ مجراه، فلا أحد فوق القانون.

لكن المأساة أن الواقعة مأخوذة من مسلسل للممثل محمد رمضان، وقد ربط البعض بين أفلام ومسلسلات محمد رمضان وتشكيل الوعى البلطجى لدى بعض الشباب والأطفال.

وربما هناك بعض الحقيقة فى هذا الرأى، لكن هناك إشكالية مهمة، الفن يعبر عن وجدان الأمة، كما أنه يعبر عن الواقع. كما أننى اتهم السوشيال ميديا بتشجيع هذه الظواهر الغريبة.
دعاء: اللهم احفظنا من الفتن.