علاء عبدالوهاب
علاء عبدالوهاب


انتباه

فيتامين (ص)

علاء عبدالوهاب

الأربعاء، 18 يناير 2023 - 07:47 م

لا ينتمى هذا النوع من الفيتامينات إلى عالم الطب والصيدلة، وإنما إلى دنيا الاقتصاد!

أرمز بالحرف (ص) إلى أول حروف كلمة صناعة، إذ هى بالنسبة للاقتصاد الوطنى أقرب ما تكون إلى الدور الذى يلعبه أهم الفيتامينات للجسد، باعتبارها العنصر الأساسى لسلامة الصحة العامة، وتحقيق النمو، وأداء العضلات والأعصاب دورها، ومن ثم إبقاء حيوية الأنسجة المختلفة فى الجسم.

أتصور أن وجه الشبه دقيق إلى حد بعيد، فالصناعة تمثل قاطرة التقدم لأى اقتصاد يتطلع مجتمعه لإحراز نهضة قومية، للحاق بركب المستقبل، ودعم الاستقلال والتحرر الاقتصادى. من ثم فإن دعم توطين الصناعات الاستراتيجية، وتعميق التصنيع المحلى، والتركيز على القطاعات التى تحرز إنتاجا وتصديرا أضخم، من شأن هذا التوجه التأسيس الحقيقى لاقتصاد قوى، قادر على مواجهة الأزمات التى تنعكس سلبا على النمو الاقتصادى ككل، سواء بفعل عوامل محلية أو وافدة.

مصر تحتاج إلى إنجاز طفرة صناعية عبر تسريع النضج التكنولوجى لمصانعها، وصولا إلى تبنى منجزات الثورة الصناعية الرابعة، لرفع كفاءة الإنتاج، وتنافسية المنتج، لاسيما فى القطاعات الواعدة، وهنا لابد أن يكون القطاع الخاص منخرطا تماما فى هذا التحول الطموح، عبر مبادرات جادة، مع مساندة حكومية من خلال حوافز مغرية، ومنظومة تشريعية عصرية تتناسب مع الغايات والأهداف التى نتطلع لبلوغها.

وإذا كان الجسد البشرى لا يحتاج إلا إلى قدر يسير من الفيتامينات، فإن جسد الاقتصاد يطلب فورا هائلا من فيتامين (ص) بالتحديد، حتى تتحول أحلام التحديث والنهضة إلى واقع، عبر اقتصاد قائم على الصناعة، وتنحية عوامل التعثر التى صاحبت عملية التصنيع فى العقود القريبة الماضية.

فيتامين (ص)، أو إنجاز نهضة صناعية تواكب أحدث التقنيات تستدعى التحرك على العديد من المحاور، لعل أهمها بناء قاعدة من الشراكة مع الخبرات العالمية من جانب، والتأسيس لتعاون وثيق بين الهيئات الحكومية والتعليمية والبحثية، والقطاع الخاص من جانب آخر.

فيتامين (ص) ينقل مصر من خانة المستهلك إلى مربع المنتجين الكبار.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة