عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب


شىء من الأمل

قبل الشقيق!

‬عبدالقادر شهيب

الخميس، 19 يناير 2023 - 05:57 م

قبل سنوات مضت عندما تعرضت اليونان لأزمة اقتصادية حادة جعلتها غير قادرة على سداد ديونها الخارجية هرعت إلى الأشقاء الأوربيين تطلب العون والمساعدة لتجاوز هذه الأزمة وحمايتها من إشهار إفلاسها، غير أن هؤلاء الأشقاء بزعامة ألمانيا اشترطوا عليها أولا أن تساعد هى نفسها أولا  وأن تلتزم بتنفيذ إجراءات تقشف قاسية وصارمة بالاتفاق مع صندوق النقد الدولى.. ونفذ الأشقاء الأوربيون شروطهم بالفعل بعد أن قبلت حكومة يونانية أخيرا بها، بعد تمنع لم يدم طويلا لتنجو اليونان من الأزمة الاقتصادية الحادة التى ألمت بها.. وكان هذا درسا لكل الدول النامية ليس فقط وهى تواجه أزمات اقتصادية حادة وإنما وهى تسعى للنهوض اقتصاديا وإنجاز تنمية مستدامة.. وهو درس الاعتماد على الذات قبل الاعتماد على الغير ولو كانوا أشقاء. 

غير أن الصين حينما قررت أن تخوض تجربة التنمية الاقتصادية المستدامة كانت تستوعب  هذا  الدرس مبكرا وقبل أن تبرزه خبرة اليونان وهى تواجه أكبر أزمة اقتصادية ألمت بها فى العصر الحديث.. ولذلك مضت الصين فى بناء اقتصادها بخطى وئيدة ولكن ثابتة وقوية معتمدة على نفسها وقدراتها الذاتية فقط.. وسنة وراء أخرى كانت تحقق تقدما وراء الآخر حتى تمكنت من أن تحقق أعلى معدل نمو اقتصادى فى العالم كله تجاوز ١٠ فى المائة لعدة سنوات متتالية، لتصير كما توصف الآن بأنها مصنع العالم والمتحكم الأساسى فى سلاسل الإمدادات العالمية بالسلع، و لتقفز إلى مقدمة الاقتصاد العالمى وتصبح ثانى أكبر اقتصاد فى العالم بعد الاقتصاد الأمريكى وهى مرشحة لأن تقصى أمريكا بعد سنوات قليلة من قمة الاقتصاد العالمى وتحتل هى مكانها.. 

وإذا كان ذلك استغرق وقتا لا يقل عن أربعة عقود متتالية من العمل والجهد والاجتهاد  والمثابرة إلا أنه أثمر فى نهاية المطاف نتيجة مذهلة لم تحقق فيها الصين فقط صعودا كبيرا الى قمة الاقتصاد العالمى وإنما نجحت أيضا فى انتشال نحو نصف مليار من الصينيين من تحت خط الفقر الذين كانوا يعيشون فيه.. أى أنها مع الصعود الاقتصادى حققت صعودا اجتماعيا ايضا ضخما ومذهلا.

وهكذا.. إذا كان الاعتماد على الأشقاء يفيد فى تجاوز الأزمات فإن الاعتماد على الذات يصنع وحده التقدم والنهضة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة