هشام عطية
هشام عطية


هشام عطية يكتب: تساؤلات تبحث عن إجابات

أخبار اليوم

الجمعة، 20 يناير 2023 - 06:28 م

دروس التاريخ والإرث الحضاري لهذه الأمة تخبرنا بأن كل المحن ستمر وسيعبرها المصريون  كما عبروا من قبلها عشرات المحن، ولكن لكى تمر يبقى لزاما علينا أن نخوض تحديات أنانية لا تحتمل التأجيل، واخرى مستقبلية اذا لم نخوضها فإننا من المؤكد سنظل ندور فى فلك الضيق والعسر.

أما عن التحديات الوقتية فإن علينا الاعتراف ان الازمة الاقتصادية الخانقة التى تضرب العالم كله تركت سخطا فى النفوس وقلقا فى الصدور من قادم مجهول، وتبقى المسئولية الأهم على عاتق الحكومة هو كيف تبث الأمل رغم أجواء الاحباط التى نشرتها الازمة الاقتصادية العالمية؟ كيف نستولد الرجاء فى غد افضل من عتمة الاختناقات؟ كيف نحمى القلوب من أن يتسلل اليها اليأس؟! ما أقوله ليس ترفا ولكنه أولوية قصوى تضمن لنا بقاء المصريين صفا واحدا كبنيان مرصوص لا تصدعه مكابدات الغلاء وضيق الحال ولا تخترقه شائعات الخونة الإخوان التى يصدقها الأغبياء.

أما التحديات المستقبلية التى يتحتم علينا أن نخوضها بجسارة وإصرار  أن نعيد النظر فى قناعات ومسلمات فرضناها على أنفسنا وتعاملنا معها وكأنها مقدسات لايجوز المساس بها فى مقدمتها خطأ تاريخى وقعنا فيه منذ عقود عندما استبدلنا الإنتاج بالاستيراد وكانت النتيجة الكارثية أننا أصبحنا نستورد ما يزيد على 60٪ من طعامنا.
 كارثة أن نقبل باستيراد 98% من احتياجاتنا من سلعة اساسية كالزيوت!.

هل كان صحيحا ومجديا الانتقال من سيادة الاقتصاد الوطنى على أقوات وارزاق العباد إلى رأسمالية متوحشة أبطالها سماسرة ومحتكرين لا يبغون الا السيطرة على خيرات هذا الوطن ومص دماء أهله وادخالهم فى مسغبة ارتفاع الأسعار وشح الدولار؟!.

ويبقى علينا كمواطنين أن نحاسب أنفسنا ونتساءل عن حجم مسئوليتنا عما نعانيه من أزمات ولا ندفن رؤسنا فى الرمال فمن الذى يكتنز الدولار والذهب ويضاربون فيهما غير نفر منا؟ ليجنى من ورائهما المليارات الحرام ويقذفون بنا فى جحيم ارتفاعات الأسعار وليذهب الفقراء إلى النار.

جميعنا مسئولون عن هذه الأزمة ولن نخرج منها الا عندما نتقى الله فى أنفسنا وفى وطننا والذى لانملك سوى  ثراه نحيا عليه ويحتضننا عندما نموت.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة