د. شريف خاطر خلال حواره مع «الأخبار»
د. شريف خاطر خلال حواره مع «الأخبار»


د. شريف خاطر رئيس جامعة المنصورة: الرئيس السيسى قرَّر دعم مركز زراعة الكبد

حازم نصر

السبت، 21 يناير 2023 - 05:55 م

أتاحة التمويل لإنهائه وافتتاحه منتصف هذا العام
المركز الأول من نوعه بالشرق الأوسط وأفريقيا وتُقدَّر تكاليفه بـ460 مليون جنيه
المنصورة أول جامعة مصرية حكومية تحصل على اعتماد جودة التعليم 
خطة لتحقيق الاكتفاء الذاتى للمستشفيات والمدن الجامعية من منتجات كلية الزراعة الغذائية
مستشفيات الجامعة تُقدم الخدمة الصحية لـ 1.8 مليون مواطن سنويًا 
رقمنة أنظمة الحجز للكشف بالعيادات والمراكز الطبية

 

تولى مسئولية الجامعة منذ شهرين فقط ..

حرص خلالهما على دراسة جميع ملفات الجامعة الحيوية بالتزامن مع متابعة العملية التعليمية والبحث العلمى والتفاعل مع الطلاب بصورة يومية..

لم يبتعد عن الجامعة يومًا ما، حيث ظل على تواصل بها عندما عمل ملحقًا ثقافيًا لمصر بباريس..

وعندما عاد إليها فتولى عمادة كلية الحقوق لدورتين متتاليتين حتى صدر القرار الجمهورى بتعيينه رئيسًا للجامعة..

د. شريف خاطر، رئيس جامعة المنصورة.. وفى أول حواراته أكد على أن الجامعة إحدى الجامعات الحكومية المتميزة وتقوم بدور بارز فى تنمية محافظات الدلتا على جميع القطاعات التعليمية والخدمية وفقًا لرؤية مصر 2030..

كما أكد على أن الرئيس عبد الفتاح السيسى قرَّر إنجاز مشروع مركز زراعة الكبد وأعطى توجيهاته بإتاحة التمويل اللازم لسرعة إنجازه للقضاء على قوائم الانتظار، ومن المتوقع افتتاحه منتصف هذا العام.. كما يُجرى تطوير ودعم كل عناصر المنظومة الطبية..

وتسعى الجامعة لتحقيق الاكتفاء الذاتى للمدن الجامعية ومستشفياتها ذاتيًا بالمنتجات الغذائية لكلية الزراعة.. فإلى الحوار:

جامعة المنصورة كانت من بين الجامعات التى انتهت من إقامة جامعتها الأهلية وبدأت الدراسة بها هذا العام.. فهل كانت إقامتها إضافة حقيقية للجامعة؟
بالفعل.. جامعة المنصورة الأهلية كانت تُمثل إضافة نوعية كبيرة للتعليم العالى بالمنطقة مؤخرًا..

ورغم أنها جامعة مستقلة بحكم القانون إلا أن جامعة المنصورة تُقدم لها جميع أنواع الدعم والقوة البشرية للنهوض بها ولتكون قادرة على الاستقلال باستكمال مقوماته.

والجامعة كان لها مميزات من حيث الموقع حيث تم إنشاؤها على مساحة 42 فدانًا وتقع على الطريق الدولى الساحلى بمنطقة 15 مايو السكنية بمدينة جمصة وتبعد عن مدينة المنصورة نحو 40 دقيقة فقط.

وعدد الكليات بالقرار الجمهورى 7 كليات بدأت الدراسة بها بالعام الجامعى الحالى بأربع كليات هى:

كلية الطب البشرى وكلية طب الفم والأسنان وكلية الصيدلة (فارم دى كلينكال)، وكلية الهندسة فى تخصصات هندسة الذكاء الاصطناعى وهندسة الميكاترونكس وهندسة البناء والتشييد.

وقد بلغت تكاليف مرحلتها الأولى حوالى 2٫4 مليار جنيه، وسيتم بدء الدراسة بباقى الكليات بالعام الجامعى القادم.. خاصة وأن العام الدراسى بها هذا العام انتظم منذ يومه الأول دون أى معوقات.

وماذا عن الأنشطة الطلابية.. وكيف يتم ربط الطلاب بقضايا مجتمعهم وحمايتهم من الأفكار المتطرفة والهدامة؟

هناك حرص كبير من قبل إدارة الجامعة على تنفيذ خطط الأنشطة الطلابية التى تستهدف صقل شخصية الطلاب وتزويدهم بالمهارات والقدرات التى تُمكنهم من الإبداع والقدرة على تحمل المسئولية.. كما تقرَّر تكثيف الزيارات الطلابية الميدانية للمشروعات القومية الكبرى وتسليط الضوء على ما يتم إنجازه داخل ربوع الوطن.

وتم هذا العام الاهتمام ببرامج وأنشطة التوعية التى تستهدف تنمية وعى الطلاب فى جميع التحديات التى تُواجه الوطن وتنفيذ خطة تنمية الوعى الطلابى للتوعية بالتحديات التى تُواجه الدولة فى ظل بناء الجمهورية الجديدة.

كما أن هناك فريقًا من نخبة من الأساتذة للأمن القومى ومكافحة الإرهاب والتطرف، حيث يتم تنظيم سلسلة من الندوات والمؤتمرات وورش العمل الدينية والشبابية وعقد المسابقات الفنية والأدبية والرياضية وإنتاج فيديوهات وثائقية وكلها تستهدف التوعية بخطر الإرهاب والتطرف وتدعيم قيم الولاء والانتماء لدى الطلاب.

كما تمت إضافة محور جديد متعلق بالترهيب الاقتصادى، حيث تقرَّر عقد ندوات توعوية للطلاب من قبل أطراف مجتمعية ملهمة قريبة من عقول الشباب لتكون ذات تأثير مقنع للرد على كل الشائعات التى تستهدف النيل من الاقتصاد المصرى وبيان حقيقة التحديات التى تُواجهه دون تهويل أو تهوين.
رقمنة الخدمة الطبية

الجامعة حولت المنصورة لقلعة الطب فى مصر بمراكزها الطبية المتخصصة.. فما هى خطة الجامعة لمواجهة الإقبال المتزايد على العلاج بها؟

الجامعة أصبحت قلعة للطب بما تملكه من صروح طبية فريدة وأساتذة وكوادر طبية لهم سمعة عالمية، فالقطاع الطبى بالجامعة أصبح من العلامات المضيئة فى مصر ولديه مسئوليات وأعباء كبيرة؛ نظرًا لثقة المرضى فى مستوى الخدمات الطبية المتميزة التى تُقدم للمترددين من جميع محافظات الدلتا، بل من مختلف محافظات مصر ومن بعض الدول العربية والأفريقية، حيث يبلغ عدد المترددين على مستشفيات ومراكز الجامعة الطبية حوالى 1٫8 مليون مواطن سنويًا.

والجامعة حريصة على استكمال مسيرة التطوير والبناء فى ظل توجهات الدولة بتطوير الخدمات الطبية والتيسير على المرضى والقضاء على قوائم الانتظار والتحول الرقمى الكامل للخدمات الطبية بالمستشفيات والمراكز الطبية.

وبناءً على توجيهات القيادة السياسية يتم حاليًا بحث كافة التفاصيل لمد العمل لفترة مسائية بالعيادات الخارجية بالمستشفيات والمراكز الطبية؛ حرصًا على راحة المواطن المصرى وتخفيف العبء عن العيادات الخارجية فى الفترة الصباحية واستثمار الإمكانات وموارد المستشفيات الجامعية بالفترة المسائية.

كما يُجرى حاليًا الانتهاء من تفاصيل خطة رقمنة المستشفيات والتى بدأ تنفيذ جانب كبير منها وستنتهى بالكامل قريبًا وتشمل عمل تطبيق رقمى للحجز والمتابعة واستدعاء الأطباء بما يضمن تنظيم دخول المرضى للعيادات بالمستشفيات والمراكز الطبية لتخفيف العبء عن المترددين وستتم عملية الحجز والدفع إلكترونيًا، وسوف يتلقى المريض رسالة نصية على الهاتف المحمول بالإجراءات الواجب اتخاذها للكشف بعيادات المستشفيات والمراكز الطبية.
كما تتم عملية رقمنة العمل داخل المستشفيات والمراكز الطبية بالتنسيق مع المشروع القومى لرقمنة العمل داخل المستشفيات الجامعية لتداول التقارير الطبية الرقمية بين جميع المستشفيات الجامعية التابعة لوزارة التعليم العالى تمهيدًا لربطها بجميع المستشفيات على مستوى الجمهورية.. وهى مرحلة المنصة الإلكترونية المتوافقة مع المعايير العالمية لتداول التقارير الطبية الرقمية.

مركز زراعة الكبد

وهل تم الانتهاء من مركز زراعة الكبد الجديد.. ومتى سيدخل الخدمة للحد من قوائم الانتظار؟

العمل يسير على قدم وساق بالمركز الذى يُعد الأول من نوعه بالشرق الأوسط وأفريقيا.. والسبب الرئيسى وراء سرعة العمل للانتهاء منه قريبًا هو الدعم الرئيس عبد الفتاح السيسى للمشروع، حيث أصدر توجيهاته بإتاحة التمويل اللازم لسرعة الانتهاء منه للقضاء على قوائم الانتظار نهائيًا لكل المرضى من أبناء مصر بجانب أبناء الدول العربية والأفريقية الشقيقة.. ومن المتوقع افتتاح المركز منتصف هذا العام.

وماذا عن مشروع زراعة الكبد بالجامعة؟

مشروع زراعة الكبد بمركز جراحة الجهاز الهضمى بالجامعة حقق نجاحًا كبيرًا بعد أن تم الانتهاء من زراعة 1000 حالة من متبرعين أحياء بنسبة نجاح عالمية تصل إلى 90 %..

ويعتبر هذا الرقم من الأرقام العالمية فى زراعة كبد من حى إلى حى فى مركز واحد، لذا يُعد من بين الـ5 مراكز الأولى عالميًا.

والمشروع لم يبدأ من فراغ بل سبقه خبرة طويلة فى جراحات الجهاز الهضمى والكبد، حيث كان مركز الجهاز الهضمى من أوائل المركز الطبية التى بدأت فى علاج دوالى المرىء بإجراء الجراحات المتطورة لما له من خبرة كبيرة خلال 25 عامًا فى جراحة الكبد والبنكرياس والقنوات المرارية، حيث أُجريت بالمركز أكثر من 3000 جراحة فى هذا المجال.

وبعد هذه الخبرة فى مجال استئصال أورام الكبد خلال 20 عامًا، بدأت تظهر أعداد كبيرة من المرضى لا يصلح لهم التدخل الجراحى، من هنا بدأ المركز فى تكوين فريق زراعة الكبد بالجامعة وتأسست وحدة لزراعة الكبد قامت على الأسس العلمية والأخلاقية، حسب المعايير العالمية لزراعة الأعضاء.

وهل تخدم وحدة زراعة الكبد المرضى المصريين فحسب؟

تم إجراء 70 حالة زراعة كبد للمرضى من 8 دول عربية وأفريقية؛ هى: اليمن وليبيا وسوريا وفلسطين والعراق والأردن والسودان والسنغال.. وقد تم إجراء معظم هذه الحالات دون تحميل المرضى تكاليف تلك العمليات.

لماذا كان إذن إنشاء مبنى جديد لزراعة الكبد طالما أن الوحدة الحالية نجحت فى مهمتها؟

السبب الرئيسى هو زيادة أعداد المرضى المترددين على وحدة زراعة الكبد بالجامعة من جميع محافظات الجمهورية، وكذلك من بعض الدول العربية المجاورة مما ترتب عليه زيادة أعداد المرضى فى قائمة الانتظار لزراعة الكبد بعد إجراء الفحوصات اللازمة لهم واستخراج موافقة لجنة زراعة الأعضاء، وكذا زيادة أعداد المرضى تحت التحضير للعملية الذين وصل عددهم إلى 300 مريض الآن، وهذا من الممكن أن يؤدى إلى وفاة أعداد منهم قبل إجراء العملية لعدم قدرة الوحدة الحالية على استيعاب كل تلك الأعداد، حيث إن زراعة الكبد تُجرى حاليًا فى يومين فقط فى الأسبوع، أى 8 حالات شهريًا، وهذا يعنى أن المريض ينتظر مدة طويلة تصل إلى عام تقريبًا لإجراء العملية.

وماذا عن مكونات المشروع وهل سيستوعب الزيادة المضطردة فى أعداد المرضى؟

المشروع بدأ بقيام متبرع مصرى بسداد تكلفة البناء، حيث يُقام على مساحة 700م بجوار الجهاز الهضمى بالجامعة ويتكون من 9 طوابق تضم خدمات المركز والعيادات وغرف العمليات والإفاقة وإقامة المرضى، وقاعات للتعليم وعرض العمليات عن طريق دائرة تليفزيونية مغلقة وأماكن المتابعة الطبية للمرضى على مدى الحياة، كما تم تخصيص طابق كامل للبحث العلمى فى مجال أمراض وزراعة الكبد، وتُقدر تكاليف الإنشاء والتجهيزات حوالى 460 مليون جنيه شاملة التشطيب الداخلى والخارجى والأعمال الكهربية والميكانيكية والأثاث الطبى والأجهزة الطبية.

وماذا عن جهود الارتقاء بجودة التعليم بالجامعة؟

جامعة المنصورة هى أول جامعة مصرية حكومية تحصل على الاعتماد من الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد وهذا يلقى بعبء كبير على الجامعة بضرورة الحفاظ على هذا التميز سواء من حيث التطوير الدائم والمستمر للبنية الأساسية والإلكترونية أو من حيث الجوانب التعليمية والبحثية وخدمة المجتمع.. ويتم بالتوازى مع ذلك بحث إجراءات تقدم الكليات التى لم تحصل على الاعتماد بعد للحصول على الاعتماد من الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد واعتماد البرامج النوعية بالكليات.

كما تم التأكيد مع مجالس الكليات على أهمية حصول الكليات على ملف الأيزو؛ نظرًا لما تتميز به الكليات من مقومات علمية وعملية تؤهلها للحصول على الأيزو..

كما تقوم الجامعة بتشجيع باحثيها على النشر الدولى لأبحاثهم، وحققت الجامعة إنجازًا كبيرًا فى تقدم ترتيبها بجميع التصنيفات العالمية للجامعات.

قوافل جسور الخير

وما أبرز جوانب خطة الجامعة لخدمة المجتمع؟

للجامعة تميز كبير فى خدمة المجتمع، ولعل أبرز جوانب هذا التميز خدماتها الطبية ـ التى سبق وأن أشرنا لجانب منها ـ كما كان للجامعة إسهام كبير فى كل المبادرات الرئاسية، خاصة المبادرات الصحية وحياة كريمة..

كما كانت سبّاقة فى تنظيم القوافل الطبية المتكاملة «جسور الخير» لجميع المناطق النائية والحدودية، حيث تم تنظيم 17 قافلة توجهت لمحافظات سيناء والبحر الأحمر والوادى الجديد والصعيد، حيث لم تقتصر على تقديم الخدمة الطبية بل قدمت بجانب ذلك خدمات توعوية وبيطرية وزراعية.

وهل هناك تعاون مع المحافظة؟

الجامعة تُعد بيت خبرة لمحافظة الدقهلية وغيرها من المحافظات وأى جهة من جهات الدولة ويُجرى حاليًا تطوير الاتفاقات المبرمة مع المحافظة لتقديم الجامعة الخدمات والاستشارات الهندسية والطبية والزراعية والعلمية للمحافظة للعمل سواء للنهوض بالمحافظة ورفع مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين.

الاكتفاء الذاتى للجامعة

وهل حققت الجامعة الاكتفاء الذاتى داخلها خاصة فى المرحلة الراهنة؟

للجامعة خطة طموحة لتحقيق الاكتفاء الذاتى من منتجات كلية الزراعة الغذائية ـ الألبان والزبادى والجبن والدواجن والبيض والخبز والعسل والمربات ـ ويتم حاليًا تزويد المدن الجامعية بهذه المنتجات وسيتم تزويد المستشفيات الجامعية بها، وحدث تقدم كبير فى هذا الصدد فوحدة المخبوزات تقوم بتوريد 2.5 مليون رغيف سنوياً ومصنع الألبان يقوم بتوريد 230 ألف قطعة جبن فيتا تترباك ونحو 600 ألف علبة زبادى ووحدة التصنيع الغذائى تقوم بتوريد حوالى 1.1 مليون عبوة مربى سنويًا ونحو 25 طنًا من المخللات.. وسيتم مضاعفة تلك المنتجات وإضافة منتجات جديدة لسد كافة احتياجات الجامعة.

رعاية فائقة للوافدين

وماذا عن الطلاب الوافدين الدارسين بالجامعة؟

الجامعة قامت بإنشاء إدارة مركزية للطلاب الوافدين تهتم بشئونهم وتعمل على حل كل مشاكلهم اقتناعًا من جانبها بأنهم أفضل سفراء لمصر بدولهم خاصة أن الجامعة يدرس بها قرابة الـ10 آلاف طالب وافد يُمثلون 51 دولة من بينهم قرابة الـ3 آلاف بالدراسات العليا.. وهناك تعاون وتواصل دائم مع سفارات هؤلاء الطلاب.

إقرأ أيضاً|انطلاق المؤتمر القومي التاسع والعشرون لأمراض الحميات والكبد بالمنوفية

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة