الأحد، 22 يناير 2023 - 03:29 م

أشرقت الشمس على الأسيرين كريم يونس وابنه عمه ماهر يونس، وهما خارج سجون الاحتلال الإسرائيلي المظلمة، بعدما مكثا في غيابات سجون الاحتلال أربعين سنة من عمرهما، خلف القضبان الحديدية.

والأسير كريم يونس، الذي انتُخب عضوًا في اللجنة المركزية لحركة "فتح"، وهو داخل محبسه في سجون الاحتلال، كان عميدًا للأسرى في سجون الاحتلال، وظلّ ذلك حتى خروجه في 5 يناير الجاري، ليتسلم الراية من بعده ابنه عمه ماهر يونس لبضعة أيام قبل أن يخرج الأخير هون الآخر من سجن الاحتلال في 19 يناير الجاري.

وبخروج الأسيرين كريم وماهر يونس تقلّص عدد الأسرى المتواجدين في سجون الاحتلال منذ ما قبل اتفاقية أوسلو إلى 23 أسيرًا بدلًا من 25، ليصبح الأسير محمد الطوس هو عميد الأسرى الجديد في سجون الاحتلال.

اقرأ أيضًا: «كريم وماهر يونس».. أربعون عامًا خلف قضبان سجون الاحتلال الإسرائيلي

عميد الأسرى في سجون الاحتلال

وبعد خروج الأسيرين كريم وماهر يونس من سجون الاحتلال، نشرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، قائمة بأسماء الأسرى المتبقين في سجون الاحتلال، منذ قبل عقد اتفاقية أوسلو

وقالت هيئة شؤون الأسرى، إنه بعد خروج الأسير ماهر يونس يبقى 23 أسيرًا فلسطينيًا معتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ ما قبل اتفاقية "أوسلو"، ومن بينهم 9 أسرى من الداخل المحتل.

وأضافت: "يعتبر الأسير محمد الطوس أبو شادي، المعتقل منذ 6 أكتوبر 1985 هو عميد الأسرى اليوم وأقدمهم في سجون الاحتلال".

قصة الأسير محمد الطوس

واعتقل الأسير محمد الطوس عام 1985، على خلفية مقاومته للاحتلال، وأصيب في حينه إصابات بليغة، وصدر بحقه حُكم بالسّجن مدى الحياة.

وبحسب نادي الأسير الفلسطيني، فقد واجه الأسير الطوس خلال سنوات اعتقاله عمليات تنكيل وانتقام على كافة المستويات، فعدا عن الإصابات الخطيرة التي تعرض لها خلال عملية اعتقاله برصاص قوات الاحتلال، والتحقيق الطويل والقاسي معه، فقد هدم الاحتلال منزل عائلته ثلاث مرات.

ورفض الاحتلال الإفراج عنه في كافة صفقات التبادل والإفراجات التي تمت على مدار سنوات اعتقاله، إلى جانب رفاقه من الأسرى القدامى وكان آخرها عام 2014، حينما رفض الاحتلال الإفراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى القدامى في حينه وهو من بينهم.

وبعد عام على رفض الاحتلال الإفراج عنه تفاقم الوضع الصحي لزوجته "أم شادي" ودخلت بغيبوبة لمدة عام كامل إلى أن توفيت عام 2015 دون أن يتمكن من وداعها، يذكر أن للأسير ثلاثة أبناء وهم شادي وحينما اعتقل كان يبلغ من العمر ثلاث سنوات، وابنته فداء وكان عمرها سنة ونصف، وابنه الأصغر ثائر ولد وهو مطارد ولم يتمكن من رؤيته إلا من خلال زيارات السجن، واليوم للأسير عشرة أحفاد تحرمهم سلطات الاحتلال من رؤيته على اعتبار أنهم من الدرجة الثانية في العائلة.

يذكر أنه في ذكرى اعتقاله الـ36 في 6 أكتوبر عام 2021، أطلق الأأسير محمد الطوس كتابه "عين الجبل"، يروي خلالها حكايته داخل سجون الاحتلال.