أحمد الإمام
أحمد الإمام


عصير القلم

المهنة .. مشروع شهيد

أخبار الحوادث

الثلاثاء، 24 يناير 2023 - 11:59 ص

فى اللحظة التى يتوجه فيها أى شاب الى اكاديمية الشرطة لسحب ملف الالتحاق بالاكاديمية وبدء اختبارات القبول يكون قد نذر نفسه وروحه لخدمة الوطن ، ووقع وثيقة غيرمكتوبه بأنه مشروع شهيد.
بمعنى انه مستعد لتقديم روحه عن طيب خاطر للحفاظ على أمن واستقرار الوطن ضد أى خطر يقترب منه ويهدد سلامته.

ولرجل الامن المحترف سمات خاصة بعضها تولد معه وتعد جزء من شخصيته وتكوينه وهى سمات لا يستطيع احد ان يكتسبها لانها كما قلت سمات تولد مع الانسان وهذه السمات هى التى تبحث عنها ادارة الاكاديمية وتكتشفها من خلال الاختبارات التى يخضع لها الطالب ويجب عليه اجتيازها قبل قبوله فى الاكاديمية.
ومن أبرز هذه السمات اللياقة البدنية العالية ورشاقة القوام وطول القامة وسلامة الحواس مثل النظر والسمع والكلام ، وهناك سمات شخصية مثل الثقافة العامة والجرأة والشجاعة والثقة بالنفس.
وهناك صفات اخرى لرجل الامن المحترف يكتسبها الطالب داخل الاكاديمية بعد القبول وبعد التأكد من سلامته البدنية والنفسية والذهنية .
حيث يبدأ على الفور القادة والضباط والأفراد العاملين بالاكاديمية فى مرحلة تجهيز الطلاب المستجدين للخروج من الحياة المدنية بكل ما فيها من ترف ونعومة وتكاسل وعادات سيئة مثل السهر وخلافه ، وإدخالهم تدريجيا الى الحياة العسكرية الخشنة بكل ما تتطلبه من انضباط والتزام فى مواعيد الاكل والنوم والاستيقاظ والتدريبات العنيفة .
وهذا التحول المفاجئ من الحياة المدنية بكل تفاصيلها الى الحياة العسكرية بكل متطلباتها أمر صعب قد لا يتحمله بعض الطلاب الجدد الذين يطالبون أسرهم فى أول زيارة بعدم استكمال الدراسة فى الاكاديمية ، ولكن هذا الشعور يتلاشى مع الوقت بعد اعتيادهم على نمط الحياة داخل الاكاديمية.
وتبدأ بعد ذلك مرحلة تأهيل الطلاب لحياة ضابط الشرطة التى تختلف عن حياة أى مواطن آخر.
حيث يجب على الطالب ان يدرك انه بمجرد انتقاله للحياة العملية سيودع الراحة نهائيا.
عدد ساعات عمله ستكون غير محدودة .. تناول الطعام من المحلات والمطاعم سيكون اسلوب حياة بالنسبة له .. الاجازات والاعياد بالنسبة له حالة طوارئ تلغى فيها اجازاته وراحاته ..عندما يخلد الناس للنوم يبدأ عمله لتأمين أرواحهم وممتلكاتهم .. يغيب عن اللقاءات العائلية المعتادة بسبب ظروف عمله.
نمط حياة صعب ما كان ليتحمله أى شخص عادى لم يتم اعداده بكفاءة فى مصنع الرجال داخل اكاديمية الشرطة.
رحلة طويلة يقطعها حراس الوطن تنتهى بنهايتين لا ثالث لهما .
النهاية الاولى أن ينهى خدمته ويغادر موقعه حاملا تاريخه المشرف على كتفيه ومشيعا بالاحترام والتقدير من زملائه وتلاميذه.
والنهاية الثانية ان يموت شهيدا ليظل رمزا ونموذجا فى الاخلاص والتفانى وبطلا خالدا لايمحى اسمه من الذاكرة الوطنية.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة