الأربعاء، 25 يناير 2023 - 08:11 م

 قال الشيخ أسامة الأزهري مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية أنه تابع مع العالم أجمع وقائع حرق نسخة من المصحف الشريف في دولة السويد أثناء إحدى التظاهرات التي تزعمها يمينيون متطرفون.

وأكد الأزهري أنه لا يسعنا إلا استنكار مثل هذه الأفعال البربرية التي تغذي قيم الكراهية، وتتنكر للحضارة الإنسانية بكل قيمها ومواثيقها، لافتاً إن الإقدام على حرق كتاب مقدس لدى طائفة هو عمل مجرد من دعاوى الفكر أو الرفض الثقافي أو السياسي أو حتى الديني لهذه الطائفة أو لبعض المنتسبين إليها.

وتابع " لا يمكن النظر إليه إلا كاستفزاز وتطاول ومساس بمعتقد يدين به ربع سكان الكوكب من المسلمين الذين لا يقبلون مساسا بالقرآن العظيم، لقد آلمني وهالني بصورة شخصية كما آلم وهال كل مسلم تألم لهذا الحادث البشع وهو ينال من معتقده ومن أقدس ما يؤمن به في حياته".

وشدد مستشار الرئيس على أنه "إذ نرفض بصورة صارمة وبغضب بالغ أي نيل من مقدسات المسلمين، ندعو حكومات الدول التي ترعى أو تدعم أو توفر غطاء فكريا وتسبغ نزاهة مفتعلة على أفعال كراهية محضة، بتوصيفها من أعمال "حرية الرأي والتعبير"، ندعوها إلى إعادة النظر في تأجيج الكراهية جراء هذه التصرفات العدوانية الهمجية".

وأشار الأزهري" إن التصرف بمسؤولية حضارية وسياسية وإنسانية ذوقية، ينبغي أن يمنع كل هذه الممارسات ويجهضها في مهدها. وإن النظر إليها كحرية رأي وتعبير إنما هو تلاعب وتغليف لكراهية محضة على عكس ما هي عليه حقيقة".

وأضاف " إذ كانت الإنسانية في هذا القرن تبذل مساعيها لأجل خلق مسار حواري بين الحضارات والأديان والثقافات، فإننا كمسلمين نرفض شكلا وموضوعا أي مساس بمقدساتنا، ونراه هدما لجسور الحوار وارتدادا عن أخلاقيات الحضارات والأديان".

وطالب الأزهري الحكومات الأوروبية التي تتساهل مع مثل هذه الممارسات، في حين تنتفض ثائرة ضد ممارسات شبيهة تنال من أديان أو أعراق أخرى، أن تعيد النظر في مكاييلها الجائرة.

إن العالم الإسلامي بأكمله لحمة واحدة وبيت واحد، يتأذى على نحو بالغ من هذه الواقعة المشينة، ويرتقب -في أقل تقدير- اعتذارًا لائقًا.