إلهام فاروق شبانة
إلهام فاروق شبانة


إلهام فاروق شبانة تكتب: ذنوب الخلوات سبب الانتكاسات

الأخبار

الخميس، 26 يناير 2023 - 08:25 م

ينام وقد تشبعت أذنه من سماع الحرام، وجفَّ ريقه من أحاديث العشق والغرام، وشرد تفكيره من تخيل الملذات والشهوات، وتألمت عيناه من رؤية الإباحيات.
نام وقد نسى أن عين الله لا تغفل ولا تنام، نام وقد ارتكب ذنوبا متتابعة يجرُّ بعضها بعضًا، تبدأ بالسمع والبصر ثم باليد واللسان، ثم يموت القلب ويُغَلَّف بالرَّان.. ذنوبٌ استهان بها وألِفها واعتاد عليها ظنًا منه أنها صغائر ولن يُحاسَب عليها؛ ولكنها فى الحقيقة من المهلكات الموبقات.

إنها مُحقِّرات الذنوب التى حذرنا منها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم لما قال: «إياكم ومُحَقَّراتِ الذنوبِ، فإِنَّما مثَلُ مُحَقَّرَاتِ الذنوبِ كَمَثَلِ قَوْمٍ نزلُوا بَطْنَ وادٍ، فجاءَ ذَا بعودٍ، وجاءَ ذَا بعودٍ، حتى حمَلُوا ما أنضجُوا بِهِ خبزَهُم، وإِنَّ مُحَقَّراتِ الذنوبِ متَى يُؤْخَذْ بِها صاحبُها تُهْلِكْهُ» (النسائي).. فقد يرى الإنسان أن ذنوبه صغيرة ويحتقرها ظنًا منه أنها لا تضر، ويظل متعجبًا لماذا لا يستجيب الله لدعائه؟ ولماذا تتعسر أموره؟ ولماذا لا يوجد بركة فى رزقه؟.
ولا يدرى أن السبب هى تلك الذنوب التى فعلها ولم يُلقِ لها بالًا؛ صارت عليه وبالًا.

الكل مُعرَّض للخطأ والزلل، ولكن الكيِّس الفطن هو من استيقظ من غفلته مبكرًا، وعقد العزم على الندم والتوبة والاستقامة، والناصح الأمين هو من حاسب نفسه وأدبها وقال لها توبى فى شبابك.. فقد لا يكون لكِ مشيب، والذى هو من رأى فى نفسه أنه يهوى المعصية؛ فتذكَّر رؤية الله له فى الدنيا، ومقامه بين يديه فى الآخرة.. فترك الدنيا لأجل الآخرة.

الأمر جدُّ خطير، فيجب علينا أن نقف مع أنفسنا وقفة المحاسب لنفسه؛ فمن طبيعة الخلق أن يُذنِبوا ويُخطِئوا، ولكن العاقل مَن إذا وجد نفسه مصرًا على ذنب أو مستصغر لبعض الذنوب، رجع وتاب وأناب، وتأمل يوما اسمه (يوم الحساب)، قد يتفاجأ فيه بذنوب ومعاصي لم تكن فى حسبانه، وتذكر لحظة خروج الروح وما قد يسبقه إليه قلبه أو لسانه فينطق به حينها، فعلى المؤمن أن يُنقِّى قلبه أولًا بأول، قبل أن يقف بين يدى الله، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة