إبراهيم عبدالمجيد
إبراهيم عبدالمجيد


إبراهيم عبدالمجيد يكتب: معرض الكتاب والكتب!

إبراهيم عبدالمجيد

الخميس، 26 يناير 2023 - 08:43 م

لن أتحدث عن ارتفاع الأسعار هذا العام بسبب ارتفاع سعر الورق وأدوات الطباعة وغير ذلك مما كتبنا عنه كثيرا. سأتحدث عن ظاهرة أعداد الكتب الجديدة. منذ أسبوعين أو أكثر أتابع على السوشيال ميديا أخبار الكتب الجديدة لعدد كبير جدا من الكتاب. كتب فكرية وروايات ودواوين وغير ذلك. الكل صارت أمامهم فرصة الترويج لأعمالهم بدون مقابل على السوشيال ميديا وأنا منهم. من يرى أعداد الكتب يقول إن مصر بخير.

لكن الحقيقة غير ذلك. فلو أن هناك عشرة آلاف كتاب جديد فهذا يعنى صفرا قياسا على عدد السكان. ولو أخذنا القياس على فئة من يقرأون وأعمارهم لن نبتعد عن الصفر كثيرا، ورغم ذلك فالموضوع أثار القلق عند البعض، فالكل يفكر فى كتابه وكل دار نشر تفكر فى إصداراتها .

عادة بعد معرض الكتاب تتوقف دور النشر عن النشر ثلاثة أو أربعة أشهر كأن الناس فى حاجة إلى استراحة. ثم تبدأ النشر بأعداد قليلة تزيد فى أشهر الصيف، لكنها تعود إلى الانحسار مع نهاية العام استعدادا لمعرض الكتاب. أنا شخصيا لم أكن حتى عشر سنوات سابقة من محبى النشر فى المعرض.

كنت أحب النشر مع أشهر الصيف لأن من يذهب إلى المعرض لا يشترى كتابا واحدا، بل العديد من الكتب ولا تعرف هل سيقرأها كلها أم لا. وهل سيكون كتابك من بين ما يقرأ أم لا. النشر فى غير المعرض يعنى أن من يشترى الكتاب سيقرأه لأنه يذهب إلى المكتبة من أجله أو على الأكثر من أجل كتابين. كنت من أنصار ذلك ثم سحبنى الموج إلى بقية الكتّاب فأصبحت أفضل النشر فى المعرض لأن الناشر الذى يقوم بتخفيضات جميلة يهمه أن يبيع، وعلى الكاتب أن يقف مع الناشر الذى تحمل النشر.

هناك حالة خوف من قلة المبيعات هذا العام بسبب الأسعار كما قلت، وبسبب أن الأسعار لا تشمل الكتب فقط، لكن تشمل كل شىء من الأكل والشرب والملابس وغيره، ومن ثم قد يستغنى القارئ عن شراء الكتب ليستطيع شراء ما تقوم عليه حياته من مأكل ومشرب.

أنا أرى الأمر مختلفا. محبو القراءة سيجدون طريقة لتوفير سعر الكتب من أموالهم إذا كانوا يعملون، أومن أموال أهلهم إذا كانوا طلابا أو شبابا صغيرا. محبو الكتب سيستغنون عن أشياء أخرى فى حياتهم من أجل الكتاب. وبالتالى لن يكون الإقبال قليلا إلا فى أيام الامتحانات التى لا أعرف هل ستكون اثناء المعرض أم لا.

يحدث كل مرة أن تكون امتحانات نصف العام شاغلة لبعض أيام المعرض فيقل الإقبال حتى تنتهى الامتحانات ثم يزيد وينفجر.  فى النهاية أنا متفائل بالحضور مهما قل، والأهم الآن أن دور النشر صارت تنشر الأعمال قبل صدورها على مواقع إلكترونية مثل «أبجد» وغيرها نظير اشتراكات بسيطة لمن يقرأها، ومن ثم فالقراءة لا تقل وإن أخذت منحى آخر.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة