الكاتب الصحفي فيصل مصطفى
الكاتب الصحفي فيصل مصطفى


بدون روتوش..

فيصل مصطفى يكتب: آفاق جديدة للعلاقات المصرية الهندية

بوابة أخبار اليوم

السبت، 28 يناير 2023 - 04:59 م


[ جاءت زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى للهند مؤخرا لتعيد ذكريات وطنية جميلة وعزيزة إلى الذاكرة الوطنية .


فزيارة الرئيس السيسى ، أعادت مرة أخرى الدفء والقوة للعلاقات التاريخية المصرية الهندية ، والتى تعُد نموذجا رائعا فى علاقات الود والصداقة الأخوية بين واحدة من أكبر دول قارة آسيا ، وواحدة من أكبر دول أفريقيا ، بجانب أنها الدولة العربية الأولى بلا منازع .
[ وتعود العلاقات المصرية الهندية على المستوى الشعبى من لحظة التعاطف المتبادل بين أبناء الشعب المصرى فى ثورة 1919 وما بعدها بقيادة سعد زغلول ، وإلى ثورة الشعب الهندى وتجربته الإنسانية العميقة فى التحرر الوطنى بقيادة المهاتما غاندى ، والذى إنتهج فيها أسلوب الثورة السلمية الإنسانية الراقية .


وتدعمت العلاقات منذ منتصف خمسينات القرن الماضى ، وتحديدا منذ قمة مؤتمر باندونج عام 1955 ، والتى نتج عنها قيام دول عدم الإنحياز والحياد الإيجابى بقيادة الثلاثى التاريخى ، جمال عبدالناصر (مصر) ، وجواهر لال نهرو (الهند) ، وجوزيف تيتو (يوغسلافيا) ، وهو التجمع الذى استمر مؤثرا وقويا فى السياسة العالمية حتى ثمانينات القرن الماضى وبعد رحيل الزعماء الثلاثة بسنوات عديدة .


[ وقد كانت العلاقات المصرية الهندية ، ومازالت نموذجا يُحتذى فى قوة ومتانة العلاقات بين بلدين ، ينتميان إلى منظومة الدول النامية فى العالم . وكانت الهند دوما من أقرب الدول فى العالم إلى مصر فى تبنيها ودعمها للقضايا العربية ، وعلى رأسها القضية الفلسطينية فى كافة مراحل التاريخ ومنذ خمسينات القرن الماضى وحتى يومنا هذا .


[ ولم تقتصر العلاقة الرسمية على المجال السياسى الدولى فحسب ، وإنما امتدت إلى كافة أشكال التعاون الاقتصادى والثقافى والإعلامى ، وشملت مجالات عدة ، وتم تبادل خبرات هائلة بين البلدين . وشهدت العلاقات العديد من المشروعات المشتركة ، وأوجه التعاون المتعددة .
[ ونظرا لهذا الزخم الشديد فى العلاقات القوية والمتشابكة بين مصر والهند حكوميا وشعبيا ، تأتى أهمية الزيارة التاريخية للرئيس عبدالفتاح السيسى للهند ، وهى الزيارة التى أعادت ذكرى الأمجاد الجميلة للبلدين ، وأعادت الآمال مرة أخرى فى ازدهار العلاقات الثنائية على غرار ما كانت عليه فى الحقب الماضية . 


فقد شهدت الزيارة  اتفاقات عديدة للتعاون بين البلدين فى العديد من المجالات الحيوية بما ينبىء عن تطور وتقدم ملموس سوف يلمسه أبناء شعبينا فى المرحلة المقبلة لهذا التعاون الهام مع الهند . تلك الدولة القوية ، والتى تُعد بحق من النمور ليس الآسيوية فحسب ، وإنما من النمور العالمية .

فالهند دولة نووية، وتكاد تكون الدولة الأولى فى العالم فى صناعة البرمجيات بما تحمله من أوجه تطور هائلة فى عشرات المجالات الحيوية ، وهى إحدى الدول الخمس المكونة لتجمع دول البريكس ، والتى تضم روسيا الاتحادية والصين الشعبية والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا ، وهو تجمع عالمى اقتصادى ، يحقق التوازن المنشود فى العلاقات الاقتصادية فى العالم ، ويُشكل رئة لتنفس إقتصاديات دول العالم الثالث والدول الصغيرة حتى لا يبتلعها الحوت الأمريكى الغربى الشره .


[ ويكفى للإشارة إلى أهمية هذا التجمع وعلاقاته القوية بمصر وغيرها من الدول العربية الهامة كالسعودية والإمارات ، قرار هذه الدول بالتعاون مع مصر فى الإتفاقيات الإقتصادية للعملة الوطنية ، أى بالجنيه المصرى ، مقابل الروبية الهندية ، والروبل الروسى ، واليوان الصينى ، وهو قرار استراتيجى ، سوف يقلب موازين إقتصادية عديدة فى العالم ، ويقلل الطلب على الدولار ويقوى من موقف الجنيه المصرى ، وهو ما يتيح الفرصة لبعض الدول أن تخصص جزء من إمكانياتها المالية للإستثمارات الداخلية بما يُكفل رفع مستوى المعيشة للمواطنين .


[ وعلى كلٍ .. فقد حظيت زيارة الرئيس السيسى ، بحفاوة هائلة من قبل الأصدقاء الهنود ، وأظهرت أننا ندخل سويا نحن والهند إلى مرحلة دافئة فى العلاقات بين البلدين ، تعيد الأمجاد ، وتحقق الإنطلاقات ، وتؤكد وترسخ على الدور المصرى الواضح تماما فى السياسة الخارجية لمصر ، والقائم على التوازن وإقامة علاقات صداقة قوية مع كافة الدول الكبرى فى العالم (روسيا والصين والهند وأمريكا واليابان والاتحاد الأوروبى) ، بما يؤكد على استقلالية وريادة الدور المصرى ، وهو الأمر الواضح فى السياسة الخارجية المصرية من يونية 2014 وحتى اليوم .
[email protected]

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة