خالد محمود
خالد محمود


نيران الحروب تصيب « بانوراما برلين 73 »

أخبار النجوم

الأحد، 05 فبراير 2023 - 11:18 ص

تعكس مسابقة “بانوراما” مهرجان برلين السينمائي بدورته الـ73 التي تقام في الفترة من 16 إلى 26 فبراير المقبل، نبض السينما العالمية المعاصرة، وتطوراتها الفنية باتجاهاتها المختلفة من حيث الرؤى والمناطق الجغرافية، والتي ترصد نظرة المخرجين لواقعهم السياسي والاجتماعي، وكيف ألقت تلك النظرة الضوء على تفاصيل مهمة، صغيرة كانت أم كبيرة، لكنها تحمل أبعادا فنية وفكرية، وبالأخص الأفلام التي تناقش قضايا إنسانية مؤرقة، وتقدم لمشاهديها تحديات لأفكارهم وعاداتهم، يختار القسم أيضاً عرض أفلام تشجع على البحث بصورة أعمق في الأمور الفنية كأدوات للمقاومة.

وكشف “برلين السينمائي” عن الدفعة الأولى من الأفلام التي تشارك ضمن “البانوراما” في دورته الجديدة، والتي تضم 11 فيلمًا تم اختيارها من 19 دولة، لتعرض عالميا لأول مرة، ويقول رئيس قسم “البانوراما”، مايكل ستوتز: “يتميز هذا العام بصناعة أفلام مستقلة رائعة ومدهشة من جميع أنحاء العالم، يبرز فيها صناعها موقفهم لتحدي الحرب والإضطهاد المنهجي، كل هذا يخلق أرضًا خصبة لـ(بانوراما 2023)، واسعة النطاق وموضوعية للغاية”.
“الحضور الأول لليمن”
تضم القائمة الفيلم اليمني السوداني “المرهقون’’، للمخرج عمرو جمال، الذي شارك في كتابة السيناريو مع مازن رفعت، وبطولة خالد حمدان وعبير محمد وسماح العمراني وأوسام عبد الرحمن وشهد القنفدي.
قصة الفيلم مؤثرة من منطقة الأزمات التي غالبًا ما يتم نسيانها، ويركز المخرج في فيلمه على الإنحدار الذي يلوح في الأفق لعائلة من الطبقة الوسطى في اليمن الذي مزقته الحرب الأهلية، حيث يثير حمل غير المرغوب فيه العديد من التساؤلات المؤرقة، فالفيلم الذي يعد أول مشاركة يمنية في المهرجان، يستند على أحداث حقيقية في عدن وسط الحرب الأهلية عام 2019، إذ تتبع القصة معاناة زوجين وأطفالهما الثلاثة بعد خسارة الأب والأم لعملهما جراء أزمة اقتصادية تمر بها الدولة، وبعد اكتشاف الأم “إثراء” حملها في الطفل الرابع، يحاول الأبوان إيجاد طريقة للإجهاض رغم موقف مجتمعهما المحافظ تجاه هذا الأمر، مما يجبر العائلة على اتخاذ قرارات صعبة للنجاة من هذا المأزق.
يعد “المرهقون’’ ثاني فيلم روائي طويل لمخرجه بعد “10 أيام قبل الزفة” الذي تم إنتاجه عام 2018.  
“النهوض من الرماد “
ضمن “البانوراما” أيضا هناك الفيلم الوثائقي “مقبرة السينما”،  إنتاج فرنسي سنغالي غيني سعودي مشترك، وفي الفيلم ينطلق المخرج ثيرنو سليمان ديالو بكاميرته بحثًا عن ولادة صناعة الأفلام في غينيا، وبصورة ساحرة يتتبع تراث أفلام بلاده وتاريخها ويكشف عن أهمية أرشيف الأفلام من خلال شخصية “مملو” الذي يسافر عبر غينيا بحثًا عن فيلم “موراماني”، الذي يعد أول فيلم صور عام 1953 لرجل أسود من إفريقيا الناطقة بالفرنسية. في مواجهة الكاميرا مع التاريخ، يبحث المخرج في فرنسا عن نسخة من هذا الفيلم المفقود، وخلال الرحلة يكتشف السينما التي كانت في بلاده وكيف أصبحت، ويعيد النظر في تاريخ السينما الغينية المهددة بالإنقراض، ويحاول أن يفهم لماذا تكافح من أجل النهوض من رمادها.
“مفاجأت قلعة الأرجنتين”
ينافس الفيلم الأرجنتيني الفرنسي “القلعة” إخراج مارتن بينشيمول، ضمن “البانورما” أضيا، وهو بطولة جوستينا أوليفو وأليكسيا أوليفو، ويقدم قصة خيالية قاتمة، ففي يوم زفافهما، ينهار “مايكل” و”كاثرين” في مكان مجهول، حيث يمشون لعدة كيلومترات، وعندها يكتشفون قلعة قديمة، حيث يقنع “مايكل” “كاثرين” بقضاء الليل، وبمجرد دخولها القلعة تشعر وكأن شيئا ما يراقبها، وستكتشف في القلعة ما سيغير مجرى حياتها إلى الأبد  .
ضمن “البانوراما” أيضا هناك الفيلم الأسترالي “مرحبا يا رفاق”، إخراج صودا جيرك، والتي تقدم سردًا مذهلاً حول التغييرات التي مر بها المجتمع الأمريكي منذ الرئيس دونالد ترامب، بينما تستمتع بالتأمل في القيم الثقافية المعاصرة.
“ اللص المحاصر “
من الأفلام المنتظرة ضمن “البانوراما”، الفيلم اليوناني الألماني “من الداخل”، إخراج فاسيليس كاتسوبيس، وبطولة ويليام دافو، والعمل يدور حول لص محاصر بعد محاولة سرقة فاشلة لمجموعة مقتنيات فنية، ففي الفيلم يجد سارق الفن “نيمو - وليام دافو” نفسه محاصرًا في شقة فاخرة في نيويورك، محبوسًا بواسطة نظام الأمان المتطور، ولا شيء سوى الأعمال الفنية التي لا تقدر بثمن، ويجب عليه استخدام كل ما لديه من اختراع حيل ماكرة للبقاء على قيد الحياة.
يستكشف فيلم فاسيليس المثير للتفكير تجربة نعرفها جميعًا الآن - العزلة - ويستكشفها بطريقة مذهلة بصريًا .
ويشارك في بطولة الفيلم جين بيرفويتس وجوزيا كروج وإليزا ستويك.
“من الحرب الروسية الأوكرانية”
أوكرانيا تشارك في “البانوراما” رغم ظروف الحرب، بفيلم “فراشات الحديد”، إخراج رومان ليوبي، ويستكشف الفيلم الوثائقي إسقاط القوات الروسية لطائرة ركاب ماليزية، فوق شرق أوكرانيا في 17 يوليو 2014، والتي كان على متنها 283 راكب و15 من أفراد الطاقم، وكانت متوجهة من أمستردام إلى كوالالمبور، وتم إسقاط الطائرة بواسطة صاروخ “BUK” في منطقة يسيطر عليها الأنفصاليون الموالون لروسيا أثناء تحليقها فوق شرق أوكرانيا، حيث بدأت الحرب عام 2014، الفيلم يجمع بين الحقائق ولقطات أرشيفية مع عناصر اصطناعية وخيالية، وتُظهر مشاهد الفيلم سيناريوهات مختلفة تلامس الموضوعات المحيطة بالقضية من خلال استخدام الرقص والأداء الجسدي والموسيقى والتركيبات وفن الفيديو، ويهدف الفيلم إلى التركيز على الظروف السريالية للحالة، وتتناوب الحلقات الوثائقية المختلفة، والمقابلات والملاحظات من خلال هذا التصور، يحصل المشاهد على فرصة لرؤية الحدث من زوايا مختلفة، وفي أوقات مختلفة، مع ربط جرائم الماضي بالحاضر في وقت واحد.
الفيلم شاركت ألمانيا في إنتاجه، ويعد عرض استقصائي دقيق يوضح آليات الحرب الروسية.
هناك أيضا الفيلم الفرنسي “الممرات”، إخراج ايرا ساكس، وبطولة فرانز روجوفسكي، بن ويشاو وأديل إكساركوبولوس، وفيه يتم تناول قصة علاقة رجلان مستمرة لمدة 15 عامًا حتى يكون لأحدهما علاقة مع امرأة، هنا تظهر تكشف العلاقة العاطفية عن الغيرة والنرجسية بين “توماس” و”أغاثي” و”مارتن”.
من الأفلام المشاركة أيضا، “مرتكب الجريمة”، إخراج جينيفر ريدر، وبطولة كياه مكيرنان وأليسيا سيلفرستون وكريستوفر لويل وميلاني ليبورد .
وتدور أحداثه حول الفتاة القوية “جوني” التي تحتفل بعيد ميلادها الثامن عشر، وتأكل كعكة خبزتها خالتها وفقًا لوصفة أسرية سحرية، وتخضع بعدها لتحول جذري، خاصة ومع اختفاء العديد من زملاء الدراسة.
“واقع أمريكي “
السينما الأمريكية كالعادة لها تواجد، من خلال فيلم “الواقع”، أول أعمال المخرجة تينا ساتر، وبطولة سيدني سويني، جوش هاميلتون ومارشانت ديفيس، وتقدم المخرجة تينا ساتر لمحة عن تاريخ الولايات المتحدة الحديث، بإستخدام حوار أصلي غير مُحرر من تسجيل لمكتب التحقيقات الفيدرالي، وأعادت تمثيل البحث لعام 2017 عن منزل الفائز بالمخبر عن المخالفات الواقعية كقطعة متوترة.
هناك أيضا الفيلم الهولندي الإنجليزي “فضية بالضباب” إخراج  ساشا بولاك، بطولة فيكي نايت، إيسمي كريد مايلز، شارلوت نايت، أرشي بريجدن وأنجيلا بروس.
في الفيلم يأتي فرانكي من أحد أحياء شرق لندن الوعرة ويعمل ممرضًا. عندما تقع في حب مريضتها فلورنسا ، تتغير حياتها بشكل عميق. فيلم عن التصالح مع الماضي والأصول الاجتماعية والحاجة إلى الانتماء.
من الأفلام المشاركة الفيلم الفرنسي الألماني “صفارة الإنذار”، حيث تصور المخرجة الإيرانية سبيده فارسي في فيلمها المثير الحرب العراقية الإيرانية الأولى المصيرية، والتي لايزال من الممكن الشعور بآثارها في المجتمع الإيراني اليوم.. في الفيلم بعد هجوم صاروخي عراقي، تنحدر مدينة عبادان النفطية إلى الفوضى، حيث “أوميد” المراهق البالغ من العمر14  عامًا، والذي يعمل في توصيل الطعام، يبحث عن شقيقه المفقود وطريق للهروب من المدينة المحاصرة.
ومن النمسا فيلم “الطوابع” إخراج برنارد براونشتاين، وبطولة  صوفيا فالداوف، مارتينا أمبروزي، إيفا ماريا كوفلر، باسكال ماير وكيفين كيرشبنر، ويتبع الفيلم الوثائقي مجموعة من الطلاب في واحدة من أنجح مدارس التزلج الداخلية والأكثر تميزًا في العالم، حيث تقع في منطقة جبال الألب في النمسا، يأتي الطلاب هنا لمتابعة أحلامهم، لكن مع إدراكهم تمامًا أن 2٪ فقط منهم سيصلون إلى القمة، يلقي المخرج برنهارد برونشتاين نظرة خلف الكواليس ويظهر الروتين اليومي المحدد بدقة من التدريب البدني الشديد، والصفوف المدرسية غير العادية، ووقت الفراغ المتناثر، والحياة المدرسية الداخلية اليومية.. كيف يتعامل هؤلاء الشباب مع الضغط المستمر من أجل الأداء، وارتفاع مخاطر الإصابة، وعلاقات القوة داخل الرياضة؟، وعلى مدار عام واحد تتابع المدرسة الشباب من خلال تقلباتهم وتوضح ما يعنيه الإنخراط في مهنة رياضية في سن مبكرة جدًا.
السينما الدنماركية تشارك بفيلم “ستيل ليف” إخراج مالينا شوا، وبطولة  كورنيليوس، ون ريدل - كلاوسن، بيارن هنريكسن، بودل يورجنسن، كلارا ثي ثانه، هيلمان جنسن وداود سيوبيدرو.
الفيلم يدور حول “كارل” الذي من المتوقع أن يتولى يومًا ما إدارة الأعمال الزراعية لوالديه في منطقة ريفية منعزلة بالدنمارك، لكن كطفل بالتبني، يتوق أيضًا لمعرفة المزيد عن تراثه الكوري الجنوبي، الفيلم يدور عن الآخر وإيجاد مكانك الخاص في الحياة.
أخيرا، الفيلم الفرنسي الكولومبي الوثائقي “ترانسفاريانا”، إخراج جوريس لاشيز، الذي تبدأ بقصة حب غير متوقعة بين عاملة جنسية سابقة متحولة جنسياً ومتمرد من القوات المسلحة الثورية لكولومبيا في سجن كولومبي، وتؤدي إلى تحالف تضامني بين النشطاء المتحولين ومقاتلي القوات المسلحة الثورية لكولومبيا الذين ألقوا أسلحتهم.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة