جلال عارف
جلال عارف


فى الصميم

منطاد الصين.. وحرب أوكرانيا

جلال عارف

الأحد، 05 فبراير 2023 - 07:06 م

أسوأ ما فى أزمة «المنطاد الصينى» أنها تجىء فى وقت تمر فيه العلاقات بين الصين وأمريكا بمرحلة حرجة، وتتدنى فيه الثقة بين الدولتين بدرجة كبيرة. ومن هنا نجد اتجاها للتشدد من الجانبين فى التعامل مع الأزمة، ونجد الأصوات تعلو فى واشنطون بوقف أى جهود للتهدئة مع المنافس الأكبر الذى يرى الصقور فى أمريكا أن طموحه لن يقف عند حد!


سنوات التهدئة انتهت بالفعل قبل فترة، لكن كان التركيز على الجانب الاقتصادى بعد أن رأت أمريكا أن الانفتاح الاقتصادى مع الصين كان لمصلحة الأخيرة وعلى حساب الاقتصاد الأمريكى، وبدأت إجراءات عديدة لوضع حواجز دخول البضائع الصينية لأمريكا، وتصاعدت الدعوة لعودة الصناعات الأمريكية التى ذهبت لهناك حيث تكلفة الإنتاج أرخص، وبدأ التضييق على استفادة الصين من التكنولوجيا الأمريكية المتقدمة.


كل ذلك كان فى الإطار الاقتصادى أساساً، لكن الأوضاع بعد ذلك فرضت التوسع فى هذا الطريق بعد أن بدأت الصين- من ناحيتها- فى ترجمة تقدمها الاقتصادى إلى نفوذ سياسى وقوة عسكرية تتوسع بصورة هائلة فى السنوات الأخيرة. بينما كانت أمريكا - فى المقابل- تبنى تحالفات واسعة حول الصين التى اعتبرتها الخطر الأكبر الذى يواجهها حتى فى ظل الحرب مع روسيا على أرض أوكرانيا!


وقبل أيام فقط من حادث «المنطاد الصينى»، كان بعض جنرالات أمريكا يحذرون من أن «الصدام»، مع الصين قد يكون خلال عامين فقط، وأنها ستكرر فى «تايوان»، ما فعلت روسيا فى أوكرانيا. وهذه الأصوات ستقوى بعد واقعة «المنطاد» مع وجود تيار آخر مازال يدعو للتهدئة، ويحذر من أن التصعيد سوف يحول التقارب الحالى بين الصين وروسيا إلى تحالف كامل سيكون صعبا على الغرب مواجهته. ويذكر هذا التيار بأن استراتيجية أمريكا على مدى نصف قرن قامت على بذل كل الجهود لمنع قيام هذا التحالف وتفادى مواجهة قوة التنين الصينى والدب الروسى معاً.
السؤال العاجل الذى يفرض نفسه هو: هل ستعود واشنطون لاستراتيجية الفصل بين الصين وروسيا، أم تمضى فى المواجهة والتصعيد مع الدولتين فى نفس الوقت؟ وهل تجنح الصين إلى التحالف الكامل مع روسيا أم تستمر فى ترك مسافة تسمح بالتحرك؟.. وقد نجد بعض الإجابة فيما سيجرى من تطورات قريبة من حرب أوكرانيا. قتالاً أو تفاوضاً!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة