كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

مصر فى فبراير 2014

كرم جبر

الإثنين، 06 فبراير 2023 - 07:39 م

كتبت هذا المقال فى 6 فبراير 2014 فى جريدة اليوم السابع ، وأعيد نشره اليوم ، لنعرف : أين كنا وكيف أصبحنا .. وكيف كانت أحوالنا قبل تسع سنوات ؟
>>>
«مصر لم تعد بلد الأمن والأمان التى يسهر فيها الناس فى الشوارع حتى الفجر دون خوف ، وأفرزت الأرض عينة غريبة وشاذة من المجرمين والبلطجية ، يندى الجبين لجرائمهم الوحشية ، وآخرها مصرع الدكتور أحمد محمد عمارة أستاذ الرمد بطب قصر العينى وابنه « 10 سنوات « ، بينما لحقت بزوجته وابنه الآخر إصابات خطيرة ، إثر هجوم بلطجية عليهم على المحور فانقلبت السيارة ، وانقض المجرمون على القتلى والجرحى يسرقون النقود والحلى والموبايلات ،ولم تأخذهم بالأصوات التى تئن وتصارع الموت شفقة أو رحمة ، والأغرب من كل ذلك أن السيارات التى كانت تمر على الطريق أسرعت بالهرب خوفا من القتلة، وباقى المسلسل معروف من تأخر سيارات الإسعاف والشرطة ، وتجمهر الناس حول الحادث بعد فوات الأوان «.
ليس حادثا فرديا أو استثنائيا أو عارضا ، بل تتكرر كل يوم وكل ساعة حوادث تؤكد أن الوضع الأمنى فى حاجة الى حلول سريعة وعاجلة ، ولا أزعم أننى أمتلك وصفة سحرية ، إلا أن تخرج الدولة والأمن ووسائل الإعلام من مصيدة الإخوان المدمرة ، حيث انشغلوا جميعا بجرائمهم وإرهابهم ، وأٌهملت كل الملفات الأخرى المهمة ، فالإعلام يلهث وراء أخبارهم ويرقص على طبولهم والأمن مشتت فى الشوارع والميادين التى يتظاهرون فيها ، والجماعة الإرهابية تنفذ مخططها بجر البلد الى حرب استنزاف طويلة ، تتطور وسائلها الإجرامية يوما بعد يوم ،من السيارات المفخخة شديدة الانفجار حتى علب البيرسول المعدة بوسائل بدائية ، فإذا سرقت سيارتك لا تتعجب إذا نصحك أحد بأن تأخذ أصحابك وتبحث عنها ، وفى حوادث الاختطاف كان السبيل الوحيد لإنقاذ الضحايا هو دفع الفدية .
أين الشعب الذى يجب أن يقف فى ظهر الشرطة ، بدلا من الخوف والاستسلام للمجرمين والجناة ؟، ليس مطلوبا من الناس أن يلقوا بأيديهم الى التهلكة ، ولكن على الأقل الإبلاغ عن المجرمين والتصدى الجماعى لهم ، وأين الإعلام الذى يقع على عاتقه مهمة إيقاظ الوعى والمروءة والشهامة ' ، وغير ذلك من الصفات المصرية الأصيلة التى ذهبت مع الريح ؟..والأهم : هل يستطيع عسكرى الشرطة الذى نراه فى الشوارع ، التصدى لعصابات إجرامية مدججة بالآلى والطبنجات ، والوحشية والهمجية والعنف والقسوة فى القتل والترويع ؟ .
«لم تعد الجريمة فى مصر الآن كما كانت فى السنوات السابقة ، ولم يعد الناس كما كانوا يهبون لنجدة المأزوم ، وزاد الطين بلة بعد 25 يناير حيث أطبقت الجماعة الإرهابية على رقبة الوطن ، فأضعفت الشرطة وأفسدت هيبة الدولة ، وأغرقت البلاد بالأسلحة والمهربة والإرهابيين الذين أطلقت سراحهم ، وسعت الى التخريب والفوضى للوصول الى الحكم ، وأضاعوا القيم النبيلة والمعانى الأصيلة التى كان المصريون يعتصمون بها فى مواجهة المخاطر والشدائد ، ولله الأمر من قبل ومن بعد» .

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة