الثلاثاء، 07 فبراير 2023 - 08:47 م

طفل بطل، طفل معجزة، أو كلاهما بطل معجزة، كلمات تعجز في التعبير عن عيون بريئة، وملامحه هادئة، وقلب كبير، وحلم واسع، وأم مثابرة، فكل هذا مرسوم في وجه عمر، بطل الكاراتيه ابن السبع سنوات.

احتضنت قرية «كفر القديم»، في بلبيس بمحافظة الشرقية، الطفل عمر الذي ولد بإعاقة جسدية، بدون أقدام، لكنه يملك أكثر من ذلك، فلديه أم قلبها يسع الدنيا، ساعدته في أن يحصد بطولتين في رياضة الكاراتيه، ويمارس كرة القدم، وركوب الخيل.

رغم إعاقة يعاني منها البطل عمر أحمد محمود، المعروف وسط أقرانه بـ«عمر الخشنية»، ضرب مثالا للأطفال يحتذى به، وأن الإعاقة ليست  بدنية ولكنها إعاقة فكر مجتمع يحطم طموح الشخص ذوي الإعاقة، لكن عمر كسر القواعد بحصوله على بطولات في الكاراتيه.

«بوابة أخبار اليوم»، انتقلت إلى منزل عمر، لتعرف أسرار البطل الصغير، وأمنياته التي تلخصت في الحصول على الدعم لتركيب أطراف تساعده على الاستمرار في حصد البطولات والعيش وسط أقرانه من أطفال القرية بصورة طبيعية.

قاد شغف عمر، ولعمت عيناه إلى رياضة الكاراتيه، وبدأ يخوض رحلة من التمارين مع مدربه كابتن «عبد الله»، وبعد أن تمكن من أصول اللعبة اشتركت له والدته في بطولة الشرقية للكاراتيه وفاجئ الطفل الصغير الجميع بتفوقه في اللعبة وحصده المركز الأول على مدار عامين ببطولة الشرقية للكاراتيه.

لم تقتصر أحلام الطفل الصغير على لعبة الكاراتيه فقط على بل يمارس لعبتي السباحة وكرة القدم بنادي صغير بقريته بالكفر القديم، فالطريق الممهد لعمر لكي يصبح بطلا في المستقبل، ينقصه أطرافًا صناعية يستند عليها.

زفة وطبل بلدي، خرج بها أهالي القرية، ليست لعروس تذهب إلى بيت زوجها، ولكنها كانت للطفل عمر فور تفوقه وحصوله على المركز الأول للكاراتيه.

قالت «رنا» والدة عمر، إنها رزقت بطفلين محمود 9 سنوات، وعمر 7 سنوات ولد بدون أطراف سفلية، وأضافت رنا بان عمر حصد المركز الأول على مدار عامين ببطولة الشرقية للكاراتيه.

وناشدت والدة الطفل المسؤولين بمساعدته على العلاج في الخارج وتوفير أطراف صناعية تؤهله على الحركة لكي يتمكن من اللعب في القرية مع الأطفال، خاصة لمعاناته من التنمر من جانب عدد قليل من الأطفال الصغار.