الأربعاء، 08 فبراير 2023 - 05:58 م

على الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة التى تمر بها البلاد إلا أن مصر لا تنسى دورها تجاه الأشقاء أو أى أحد فى أزمة لتثبت كل يوم أنها كبيرة وصاحبة أياد بيضاء فى كل بقعة على أرض الدول العربية والإفريقية.. فكانت مصر من أوائل الدول التى قدمت الدعم المادى والمعنوى لدولتى تركيا وسوريا، حيث بادر الرئيس عبدالفتاح السيسى بالاتصال برئيسى سوريا وتركيا يشاطرهما هذا الحادث الأليم، وبعث بخمس طائرات محملة بالأغذية والأدوية وكافة المؤن لمواجهة تداعيات هذا الحادث المروع الذى راح ضحيته أكثر من ٥ آلاف قتيل غير المصابين.

لتثبت مصر كل يوم أنها دولة تعطى فى كل الظروف والمناسبات وما انتظرت يوماً رد الجميل فعلى مدار سنوات عمر الدولة المصرية كانت تقدم كل ما أوتيت به من علم نافع وطب وتداو ودفاع عسكرى شهد به التاريخ على مدار عقود وعقود تغيرت معها ملامح المنطقة العربية وليس الآن الحديث عن منّ بأن قدمت مصر من قوتها وأبنائها لعزة العرب وإنما هو الدور الاستراتيجى وقدرها التاريخى  الذى وضعها فى قلب العالم تحمى شرقه وغربه واضطلاعاً منها بمسئوليتها ككبيرة مهما واجهت ومهما عانت..

وهذه ليست عقيدة النظام السياسى والقيادة السياسية فحسب التى لا تنفصل عن شعبها إنما هى عقيدة أبناء مصر الذين يستقبلون ويرحبون ليس فقط بأشقائهم العرب وإنما بكل ضحايا الكوارث الطبيعية والإنسانية فهم موجودون معززون مكرمون على أرض مصر، ولا يستطيع أحد أن ينكر هذا الأمر مهما عانت مصر ومر بها من ظروف صعبة.

فبالأمس القريب قدمت المعونات للشقيقة لبنان وقبلها بعقدين هى من أصلحت وتكفلت باعادة الكهرباء لمحطاتها التى تعرضت للتدمير على يد ضربة إسرائيلية دون مقابل أو أجر.

وغيرها من مساعدات إنسانية وقوافل طبية كانت تصل للعمق الافريقى إيماناً بدورها الكبير وليس طلباً لزعامة فقد تركت الزعامة الموسمية لأصحابها!.. نحن صناع تاريخ يحمل صفحات مضيئة لا ينكرها إلا جاحد ويكفيك أن تزور أى بلد فى المنطقة حتى يشهد لك أنه تعلم فى جامعات مصرية أو حتى شكلت وجدانه الدراما المصرية على مدار عقود فأضاءت حضارتهم.

مصر تمرض ولا تموت.. عاشت مصر تعطى واقفة على أقدامها الطوال.. لا يطولها كيد كائد.. ولا عين حاسد يحاول عبثاً أن ينال من كرمها أو عزتها.. عاش شعب مصر وعاش زعيمها.