كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

السعودية «الشقيقة وقت الضيق»

كرم جبر

الأربعاء، 08 فبراير 2023 - 05:59 م

لمّ الشمل دعوة نبيلة من الرئيس عبد الفتاح السيسى فى التعامل مع الأزمات العربية، وهى الاستراتيجية التى تحكم توجهات السياسة المصرية، منذ تولى الرئيس الحكم، ويشهد له الجميع برقى الحوار واحترام الآخر.

وفى إحدى الزيارات قال الرئيس رداً على سؤال بشأن "الزعامة" بأن المفاهيم تغيرت وما كان يصلح أمس لم يعد اليوم، والزعامة ليست فى الماضى فقط، ولا الشعارات والعبارات الحماسية، وإنما بقدر ما تلبى الدولة طموحات شعبها، بجانب العمل المشترك فى المحيط العربى والإقليمى والدولى، والتحلى بروح الفريق.

وفى لقائه بأعضاء الأمانة العامة لاتحاد الصحفيين العرب، قال الرئيس إن سياسة الرد على "البيان" بــ "بيان" موضة قديمة، فى إشارة لبعض الخلافات التى قد تظهر هنا وهناك، وأن المرحلة الحالية تتطلب وعياً وفهماً وإدراكاً وتقارباً.

وأكد الرئيس أن رؤية مصر تثبت صحتها فى التعامل مع مختلف الأحداث، من واقع الخبرات التاريخية والاحتكام إلى قواعد ثابتة يحرص دائماً على الحفاظ عليها وترسيخ ممارساتها.

وإذا طبقنا ذلك على العلاقات المصرية السعودية، وما يتردد بشأن أزمة طارئة أوكد ما يلى:

أولاً: للسعودية فى قلوب المصريين هوى وعشق، ففيها الحرمان الشريفان، وتهفو إليهما الأفئدة والعقول والضمائر، وهذا الرباط الروحى أقوى من أى شىء آخر، وقادر على إذابة أى سحب فى سماء العلاقات بين البلدين.

ثانياً: السعودية ينطبق عليها دائماً المثل الذى يقول "الشقيق وقت الضيق"، ووقفت بجانب مصر فى الشدائد والأزمات، وقدمت الدعم والمساندة والعون.
ثالثاً: لا يمكن إنكار الجميل، وقفتم بجوارنا فى الحلوة والمرة كما يقول المثل، ولكم فى قلوبنا محبة، ومصر والمصريين لا يجحدون فضل من يمد لهم يد العون.

رابعاً: المصريون فى السعودية لا يشعرون أبداً بالغربة فى بلدهم الثانى، وعدد كبير جداً منهم عملوا هناك لسنوات، وعادوا إلى مصر بذكريات طيبة ويراودهم الحنين إلى العودة.

خامساً: لو أحصينا كم مصريا زار السعودية سواء للعمل أو الحج أو العمرة، وكم سعوديا زار مصر، سنجد النسبة هى الأكبر على مستوى العلاقات مع كل دول العالم.

سادساً: تتنامى العلاقات الثقافية والفنية بين البلدين بشكل كبير فى السنوات الأخيرة، وإذا كانت السياسة تفرق أحياناً، فالثقافة والفنون تقرب دائماً، وبين البلدين قواسم مشتركة تنبع من الوجدان.

الجسد العربى ممتلئ الآن بالطعنات والجراح، ولا يحتمل أبداً إثارة مشاكل وخلافات عارضة، ينفخ البعض فى رمادها ويرقصون على دخانها، وكأنهم ينتظرون اللحظة.

معنى "لمّ الشمل" فى المعاجم اللغوية هو العباءة التى تجمعنا تحتها، حتى نشعر بقوتنا وقدرتنا على إزالة ما يعلق بالنفوس، ومصر والسعودية: "الشقيقتان".
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة