أيمن عيسى
أيمن عيسى


شهريار

أكرمتني كأبي يا علام

الأخبار

الأربعاء، 08 فبراير 2023 - 08:19 م

أيمن عيسى

فى لحظات قاسية، شكّلت فيها كلمات الرثاء المختلفة من الحضور مقطوعة حزن متناغمة مع سماء غابت شمسها، وبرد قارس قاسٍ، وسُحب تتحرك فى السماء ببطء كأنها تمشى باكية على هذا الفتى، وبين كثير من الأسئلة ومصطلحات الدهشة والحسرة والصدمة، وحركات أعينٍ لأصدقاء وأقارب، يبحث كل منهم فى عين الآخر عن جواب، لأسئلة كيف ومتى ولماذا، توقفت أذنيّ عند جملة من فتاة عرفت لاحقًا أنها زوجة الفقيد تقول باكية: «أكرمتنى فى بيتك زى أبويا بالظبط يا علام»


كانت هذه هى الجملة الوحيدة، التى أوقفت عينين شاردتين، وعقلا معطلا، وقلبا موجوعا عن السيطرة على شخصى، وتفاعلت للحظة الآذان التى لم تكن تسمع شيئًا من هول الموقف، وما لبثت إلا أن عادت لا تسمع مرة أخرى، وعدت إلى حيث كنت، أسأل السحب الباكية، وانتظر شمسًا لهذا اليوم، أو إجابة لأسئلتى المتلاحقة، ككل الحضور.
مرّ اليوم بالأجواء ذاتها، حتى أنى كنت انظر للسماء أشعر كما لو أن السحب ذاتها التى كانت فى سماء مستشفى عين شمس التخصصى، تذهب معى إلى الفيوم، ولم يختلف شيئًا فى المشهد المهيب سوى تذكير كل لحظة بالجملة، نعم أعرف كم كان علام عبد الغفّار كريمًا حليمًا حسن العشرة، طيب القلب، هادئ الطباع، غير أن تشبيه زوجته لكرمه لها بكرم والدها ظل محل اهتمام لى، وظلت الجملة التى قيلت ارتجالًا فى أكثر اللحظات صدقًا تتردد على مسامعى كل مرة، كأنها تقال لأول مرة


فى تشبيه إكرام علّام لزوجته بأبيها تقفز معانٍ عظيمة، فالثابت عند كل المخلوقات أن لا أحدَ يُعطى بكثرة مثل الأب، ولا بسخاء وحب مثل الأب، ولا أحدَ يريدك أفضل منه سوى الأب، فأى أخلاق أوتيت يا صديقى حتى تنزل هذه المنزلة الكريمة؟
يقينى أن لا منزلة للزوج أكثر شرفًا وفخرًا، وشهادة فى حقه وحق من ربوه، أعلى من تشبيه عطائه لزوجته بعطاء أبيها، وكرمه بكرم أبيها، وحب أبيها، والحقيقة أنك يا علام طبت منزلة حيًا وميتًا، أكرمك الله عنده، وأكرم من ربوك.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة