صورة موضوعية
صورة موضوعية


خبير يكشف أسرار تقديم زهرة اللوتس احتفالا بعيد الحب عند المصريين القدماء

محمد طاهر

الأحد، 12 فبراير 2023 - 02:50 م

كشف خبير الآثار دكتور محمود حامد الحصري مدرس الآثار واللغة المصرية القديمة جامعة الوادي الجديد الأساطير التي دارت بشأن الاحتفال بعيد الحب، مؤكدًا أن المصريين القدماء أول من عرفوا عيد الحب واحتفلوا به.

وأشار الحصري أن المصريين القدماء كانوا أول من عرفوا الاحتفال بعيد الحب، حيث كان الشعب المصري  شعباً مُحباً للحياة مفتوناً بالجمال وعاشقاً لمظاهر الفرح والسرور ومحباً أيضاً للموسيقى والرقص والغناء.

 

واحتفل المصريون القدماء بعيد الحب، وكانوا أول من عبروا عن عيد الحب، نتيجة لما يرتكز عليه الحب في بناء الحضارة المصرية، ومن أجمل وأبلغ ما قاله المصريون القدماء عن الحب بأنه هبة السماء تسكبه الطبيعة في كأس الحياة تلطيفاً لمذاقها المرير.

يذكر أن المصريين يحتفلون بعيد الحب مرتين الأول في 14 فبراير من كل عام، وهو احتفال عالمي يحتفل به الناس في جميع أنحاء العالم، ويعرف بـ "الفلانتين داي" تخليدًا لذكرى القديس المسيحي فلانتين، والذي أعدم في هذا اليوم بعد أن أصدر الإمبراطور الروماني قرارا بذلك، لأن فلانتين كان يزوج العشاق سرًّا بالمخالفة لقرار الإمبراطور لمنع الزواج حيث اعتقلته القوات الرومانية وأمرت بإعدامه ومنذ ذلك الوقت تم الاحتفال بعيد الحب، وتخليداً لذكري وفاة القديس "فالنتيين".

وفي عيد الحب تنتعش تجارة الورود والشوكولاتة وبطاقات المعايدة وغيرها من الهدايا حيث ينتظر بائعو الزهور والهدايا في جميع بلدان العالم هذه المناسبة لتحقيق مبيعات أكثر من أيام العام العادية.

والمرة الثانية في 4 نوفمبر من كل عام، حيث يحتفل المصريون بهذا العيد منذ عام 1974، وتحديداً عندما نشر الكاتب الصحفي الراحل مصطفى أمين في عموده الشهير آنذاك "فكرة" في "أخبار اليوم" متأثراً بمشهد رآه أثر فيه، وكان السبب الذي دفعه للنداء بتلك الفكرة، عندما شاهد جنازة تمر أمامه في حي السيدة زينب بوسط القاهرة لم يكن يسير فيها سوى ثلاثة رجال فقط، لأن المتوفى كان رجلا تجاوز السبعين من عمره، لا يحب أحدًا ولا أحد يحبه، وهو ما أثر فيه، فأراد مصطفى أمين بعد هذا المشهد نشر المودة والسلام بين أفراد المجتمع.

والاحتفال بعيد الحب ليس للحبيبين فقط، ولكن يجب أن نحتفل بحب الله وحب الوطن وحب الأسرة وحب الجيران وحب الأصدقاء وحب الناس جميعا، هذا الحب سوف يعيد إلينا كل فضائلنا ويبعث كل قيمنا الجميلة.


أما عن الأساطير التي دارت بشأن الاحتفال بعيد الحب العالمي 14 فبراير من كل عام فيشير د. الحصري أن العديد من الأساطير دارت بشأن الاحتفال بعيد الحب العالمي الموافق 14 فبراير من كل عام، فتحكي أحد الأساطير أنه أثناء حكم الإمبراطور "كلوديوس الثاني" حاكم روما منذ عام 268م إلى يناير 270م، كان يتم منع جنود الجيش الروماني من الزواج، حيث كان يعتقد الإمبراطور الروماني كلوديوس الثاني، أن الرجال المتزوجين ليسوا جنودا جيدين في الحرب، وهذا ما لاحظه أثناء توسيع إمبراطوريته وحاجته إلى عدد كبير من الجنود الذين كانوا بدورهم مترددين في ترك زوجاتهم وعائلاتهم، ولذلك منع الزواج والعلاقات العاطفية وهذا ما أثار استياء الشعب الروماني في تلك الفترة، وقد رفض القديس "فالنتين" ما أصدره الإمبراطور من قرارات بمنع الزواج، وقام بترتيب حفلات زفاف سرية للجنود وما أن انكشف أمره تم إعدامه على الفور.  

   وهناك رواية أخري تبين أن فالنتين كان يزوج الشباب المعتنقين للدين المسيحي، وبما أن المسيحية كانت ممنوعة في الإمبراطورية الرومانية في ذلك الوقت، فقد كان يعاقب كُل من يمارس أحد أسرار الكنيسة ومنها الزواج، وفي النهاية تم اكتشافه واعتقاله وإعدامه في 269م قبل وفاة الإمبراطور الروماني "كلوديوس الثاني" بعام.  

 وتشير أسطورة أخرى إلى أن فالنتين اعتقل بالفعل لمساعدة المسيحيين المضطهدين على الهروب من السجن في روما، وبينما كان معتقلا في السجن نفسه وقع في حب امرأة شابة يعتقد أنها ابنة السجان حيث كانت تزوره في زنزانته، وفي يوم إعدامه الموافق 14 فبراير، ترك فالنتين لهذه الفتاة رسالة حب واحدة موقعة "من فالنتين". 

وبخصوص الاحتفال بعيد الحب عند الفراعنة يؤكد الحصري أن الاحتفال بعيد الحب كان يقام  في مدينة منف وهي ممفيس القديمة مقرها الحالي ميت رهينة مركز البدرشين محافظة الجيزة، وكان الاحتفال بهذا العيد يبدأ في أول الشهر الرابع من كل عام، وذلك تقديراً للمرأة ولمكانتها في قلب الرجل ولدى المجتمع المصري القديم، ونجد في أغلب المقابر الموجودة في الجيزة وسقارة ومقابر النبلاء غرب الأقصر مناظر تسجل احتفاء المصري القديم بمحبوبته وتقديم الزهور لها دليلاً علي الحب بينهما، هذا بالإضافة للبرديات واللوحات وقطع الأوستراكا التي تسجل بعضاً من قصائد الحب والغزل في مصر القديمة.  

كانت القصائد والزهور سفيراً دائماً بين العشاق والمحبين والأزواج وزوجاتهم، إذ عرفت مصر القديمة الكثير من صور التمدن التي تتباهى بها دول الغرب اليوم، فكانوا مولعين بالفنون وقدروا للمرأة مكانتها في المجتمع.

ويشير د.محمود الحصري أن المحبين في الوقت الحالي يعبرون عن حبهم بتقديم الزهور والورود لمن يحبون، وإذا رجعنا إلى الوراء نجد أن المصريين القدماء قد اهتموا بالزهور وقدموها لمن يحبون ويعشقون للتعبير عن عشقهم وحبهم، فقد كان للزهور مكانة كبيرة في نفوس المصريين.

وكانت زهرة اللوتس شعار مملكة الجنوب في مصر القديمة، وكان المصري القديم يسمى زهرة اللوتس "سوشن"، من أهم الرموز الدينية والدنيوية وأكثرها شيوعًا في مصر القديمة، وأكثرها دلالة على الجمال والحياة والبعث.

ففي الليل تضم أوراقها إليها وتغرق الزهرة تحت الماء، وقبل الفجر ترتفع مرة أخرى من الأعماق حتى تطفو على السطح. تلك الزهرة العطرة بألوانها الزرقاء والحمراء والبيضاء التي تزهر وتتفتح لمدة 5 أيام فقط من الفجر حتى الغسق ثم تبدأ دورة حياة جديدة. وتعتبر زهرة اللوتس رمز للجمال والحب، واستخدمت في تصنيع العطور ومستحضرات التجميل والتزيين. كما كان يقدمها المحبوب لمحبوبته.

وتوجد العديد من المناظر التي تصور تقديمات لزهرة اللوتس، فنجد على سبيل المثال منظرا لصاحب مقبرة بطيبة مصور وهو يشق طريقه في قارب وسط المياه المتلألئة بينما تمد ابنته يدها لتقطف زهرة لوتس. وكانت أعواد اللوتس تقدم ملفوفة حول باقات مشكلة من نبات البردي ونباتات أخرى.

اقرأ أيضا:- أصل الحكاية .. اليونانيون يعتبرون اللون الأحمر رمزاً للحبّ.. فما هي القصة الكاملة؟

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة