هبة سليم وقصتها مع جانا
هبة سليم وقصتها مع جانا


«الأمهات المحتضنات».. للحب وجوه أخرى

إيمان طعيمه

الإثنين، 13 فبراير 2023 - 08:33 م

في عيد الحب يعبر العشاق عن حبهم لبعضهم البعض عن طريق إرسال بطاقات المعايدة المدون عليها بعض العبارات الرقيقة أو من خلال شراء الهدايا بمختلف أنواعها حسب ذوق كل منهم، لكن هل يقتصر عيد الحب على المحبين فقط أم أن له وجوهاً أخرى؟
لا شك أن عاطفة الأمومة من أسمى وأجمل مشاعر الحب الذى يُقدم دون مقابل، وقد استطاعت بعض الأمهات أن تحصل على هذه المشاعر بشكل مختلف من خلال حب الأيتام وتكوين أسرة بهم ليصبحوا أبناء أسوياء لا فرق بينهم وبين أقرانهم.. وبمناسبة عيد الحب التقت «آخرساعة» بعدد من “الأمهات المحتضنات” اللاتى قررن كفالة أيتام لتكوين عائلات بهم أساسها الحب والمودة، ولحصول هؤلاء الأطفال على حقهم الطبيعى فى الرعاية والتربية السليمة رغم الصعوبات التى يواجهنها طوال الرحلة، وفى السطور التالية تروى الأمهات قصصهن مع الاحتضان وما فعله بهن من حالة حب غريبة لم يشعرن بها من قبل ليؤكدن المعنى الحقيقى للشعور بـ«الروح حين تحب».


هبة سليم: جانا تشبهنى فى الشكل والروح

هبة سليم، سيدة متزوجة حاصلة على بكالوريوس ألسن قسم لغة ألمانية وزوجها يعمل مهندسا وحاصل على الدكتوراه فى إدارة الأعمال، ورزقهما الله بثلاثة أبناء، لكن حكايتها مع الاحتضان بدأت منذ سنوات قبل أن تتزوج، حيث كانت تقوم مع شقيقتها بكفالة طفل فى إحدى دور الأيتام حتى قامت أسرة أخرى باحتضانه.

 

بعدها تزوجت وسافرت للخارج وأنجنب ثم عادت واستقرت فى مصر وبدأت تفكر فى الكفالة من جديد وبالفعل استطاعت أن تكفل أكثر من طفل فى عدد من دور الأيتام ومن بينهم چانا، وكانوا يحرصون على زيارة الأطفال باستمرار حتى بدأت چانا تتعلق بها يوماً بعد يوم.

وخشيت الأم عليها من التعرض لأى أذى، فقررت احتضانها وبدأت الإجراءات لكن تم رفض الاحتضان للمرة الأولى نتيجة لوجود أبناء فى المنزل، لكنها لم تستسلم وكررت التجربة ثانية والتى استغرقت مدة الموافقة عليها ما يقرب من عام كامل وخاصة بعد أن استطاعت أن تحصل على فتوى خاصة بحالة الطفلة فقط وهى فتوى إرضاع الكبار.

فتناولت أدوية تعمل على إدرار اللبن ثم كانت تقوم بشفطه وتجميعه فى الفريزر حتى تكونت لديها كمية جيدة تصلح لتناولها 5 مرات لتكون بذلك ابنتها بالرضاعة وشقيقة لأولادها.


وتقول هبة إن چانا كانت أصغر بنت فى الدار، وكانت قد أخبرت الدار أنها تريد أن تكفل أصغر بنت موجودة بدون أن تراها، وحين رأتها ووجدت الشبه الكبير جداً بينهما شعرت أنها ابنتها الحقيقية وبدأ الحب يكبر بينهما مع تكرار الزيارات، حتى أبناؤها تعلقوا بها، فعملت على تهيئتهم نفسياً لقدومها واستقرارها معهم فى المنزل.

 

 

 

 

راندا حمدى: ننشر الفكرة ونغير المفاهيم المغلوطة حولها

تؤكد المهندسة راندا حمدي، مدير إدارة التخطيط والجودة وإدارة الأزمات بمؤسسة الاحتضان فى مصر، أهمية فكرة الكفالة قائلة: إن دور المؤسسة لا يقتصر فقط على نشر فكرة الكفالة وتعريف المجتمع بها والحث عليها وتغيير المفاهيم المغلوطة حولها.

لكنه يتعدى ذلك إلى التوسع بنشر الفكرة وزيادة عدد الأسر الكافلة مع التأهيل والدعم المستمر لهذه الأسر، حتى نبنى منظومة كفالة قوية تضمن تنشئة أطفال أسوياء.. وتوضح: يتم ذلك عن طريق التواصل على مدار الساعة مع الأسر الكافلة عن طريق مجموعات دعم الواتساب والفيسبوك.

ففيها تعرض الأسر التحديات التى تواجهها لتجد العون والنصح والإرشاد، بالإضافة لتوفير الدعم  للمشكلات النفسية والتربوية التى تحتاج مختصين للتعامل مع مشكلات الأطفال المكفولة وهذا التخصص يعتبر نادرا فى العالم العربي، فضلا عن تنظيم اللقاءات والفعاليات بصورة مستمرة مع الأسر الكافلة وأطفالها.

 

 

داليا العبودى: ابنى نور عينى وكل حياتى

تقول الدكتورة داليا العبودي، طبيبة متخصصة فى علاج الأمراض الجلدية، إنها تزوجت قبل 10 سنوات ولم تنجب رغم قيامها بجميع المحاولات الطبية، ما جعل لديها شعوراً دائماً بالوحدة تضاعف خلال فترة جائحة كورونا وكانت وقتها خارج مصر وتم فرض حظر تجوال على المواطنين وإجبارهم على عدم الخروج من المنزل لمدة ثلاثة أشهر.

ما جعلها تشعر بافتقار لمشاعر الأمومة وأصبحت فكرة الاحتضان مسيطرة عليها بقوة، حتى عادت لمصر واتجه تفكيرها لكفالة طفل يكون هو كل حياتها، لكن ظلت تدور بداخلها بعض المخاوف من عدم تقبله أو أنها تشعر بخجل تجاهه عند الكبر وغيرها من النقاط الأخرى.

حتى قررت الذهاب لعدد من دور الأيتام وزيارة الأطفال عدة مرات لتختبر مشاعرها تجاههم، وفى حين مرة فوجئت بقدوم طفل عليها ليحضنها وينادى عليها «ماما». حينها لم تستطع امتلاك نفسها من البكاء وأخذت القرار فى الحال.


وبالفعل تحدثت مع زوجها وبدأت الإجراءات الصارمة لإتمام شروط الكفالة، ومنها إجراء بحث اجتماعى ومعرفة مستوى الدخل والسكن والحالة النفسية بين الزوجين وغيرهم من الشروط حتى تصل للجنة المختصة للحصول على جواب المشاهدة لترى من خلاله الأطفال فى عدد من دور الرعاية بمختلف المحافظات.

وظلت تبحث كثيراً فى وجوه الأطفال لكن القدر لم يشأ حصولها عليه فى العديد من الزيارات، حتى أخبرتها مديرة إحدى الدور بوجود طفل صغير يمكنها مشاهدته، وبالفعل التقت بالطفل «يحيى» والذى فوجئت بتعلقه بها وأنه هو الذى اختارها، فقررت أن تكفله وأصبح هذا الطفل الجميل نور عينها وكل حياتها.

 

 

منة سعيد: نانسى بنت قلبى وأفكر فى احتضان أخ لها

«فكرت فى الاحتضان منذ فترة طويلة من أجل الحصول على الأجر والثواب من الله، لكن تم تأجيل الفكرة بسبب زواجى الذى لم يدم طويلا وحدث الانفصال بعد عام، حينها أخذت قرار الاحتضان مباشرة».. هكذا بدأت منة سعيدة سرد حكايتها مع الاحتضان، والتى أكدت أن الكفالة والاحتضان فكرة نبيلة تحمى الطفل الذى لا ذنب له من وجوده فى الحياة بدون أسرة وحب وحضن دافئ.


مرت منة بكل الإجراءات والشروط الخاصة بالاحتضان حتى تسلمت جواب المشاهدة فى شهر ديسمبر 2020، وبحثت كثيراً عن الأطفال لكن لم يحدث التوفيق، حتى وجدت على أحد «الجروبات» الخاصة بالاحتضان مواصفات طفلة فى السن التى تبحث عنها، وبالفعل ذهبت لرؤيتها ووجدت الشبه القوى الذى يجمعهما فى الملامح.

وبدأ التعلق بها لكن دون الإحساس بمشاعر الأمومة القوية من أول لحظة كما يصف البعض، لكنها أصبحت تشعر بتعلق روحها بها يوماً بعد يوم، وبدأت رحلتها معها وتحول الأمر لمشاعر قوية بينهما خاصة أن عمر الطفلة كان عامين و9 أشهر وكانت تعى جيدا وتشعر بما حولها.

وتعد نانسى فى حضانة والدتها الآن لمدة عامين ولم تعد تتذكر أى شيء سوى أنها والدتها فقط، وترى منة أنها تنتظر حتى تكبر نانسى وتستطيع الاعتماد على نفسها قليلا ثم تفكر فى الاحتضان مرة أخرى ليكون لنانسى أخ أو أخت يكونان سنداً وأسرة لبعضهما.

أم داوود وسليمان: أولادى رزق  لم أستطع العيش بدونه

أم داوود وسليمان توقع إن فكرة الاحتضان كان تم الاتفاق عليها مع زوجها منذ فترة الخطوبة حيث قررا إنجاب طفل واحتضان الآخر، ولكن بعد الزواج تأخر الحمل لمدة 4 سنوات، فاتجهت للاحتضان وبمجرد البدء فى الإجراءات اكتشفت أنها حامل فى شهرين، بعدها تأخرت الإجراءات حوالى 8 أشهر بسبب جائحة كورونا حين ذاك، حتى أنجبت سليمان وبعد أسبوع من الولادة نالت موافقة اللجنة وحصلت على جواب المشاهدة.

فبدأت رحلة البحث عن طفل قريب من عمر سليمان حتى ينشآ سويا ويكونا شقيقين وسنداً لبعضهما البعض، حتى رأت داوود وروحها تعلقت به من أول نظرة، وشعرت بأنه من دمهم ويشبههم كثيرا لكن أخبرها المسئولون بأن الإجراءات تستغرق شهرين على الأقل حتى يتم الاستلام.

فأصبحت تذهب إليه مرتين أسبوعيا لترضعه وعند تركه تبكى بكاء شديداً لشعورها بأنه أخذ جزءاً من روحها معه، وظلت هكذا حتى استلمت الطفل وأصبح لديها ما يقرب من التوأم، وعلى الرغم من المجهود الذى تقوم به إلا أنها عند سماع كلمة «بحبك يا ماما» كفيلة بإنهاء أى تعب، مؤكدة أنها أصبحت مرتبطة بهما ارتباطاً شديداً وكل تفاصيل حياتها مرتبطة بهما أولا، ولا يمكن أن تفرق فى المعاملة بينهما مطلقا.

اقرأ ايضاً | شاهد| على طريقة ندى أبوحجر.. هكذا احتفلت ليلى علوي بـ«عيد الحب»
 

نقلا عن مجلة آخر ساعة: 

202302013


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة