الثلاثاء، 14 فبراير 2023 - 09:51 ص

في ديوان كبير، على ضفاف نهر النيل، بقرية الكلح التابعة للشرقي بهجورة بنجع حمادي،  تراه شاهدا على بطولات وزعامة أحد أبناء القرية، حتى الآن بالرغم من مرور قرابة 100 عام على ثورة 1919، والتي كان من بين أبطالها المناضل حافظ بك الكلحي،  والذي قاد جموع المواطنين بنجع حمادى،  ضد الاحتلال .

ما زال أبناء القرية يفخرون بجدهم، البرلماني، الذي ارتبط اسمه بالنضال والكفاح ، في الثورة،  في مواقف لا تنسى، يتوارثها الأبناء،  فخورين بما حققه حافظ بك الكلحي،  في هذه الثورة.

ولد حافظ بك الكلحي في قرية الكلح بالشرقي بهجورة بنجع حمادي عام 1885 م بمحافظة قنا، وكان منذ صغره يتمتع بشخصية نضالية ، تحب الحرية، ومكافحة للاحتلال، وزاد من نخوته،  كونه صعيدي،  تربي على أن الكرامة والحرية فوق كل شئ.

وكان لحافظ بك الكلحي،  دورا كبيرا في ثورة 1919، فلقد قاد جموع المواطنين بنجع حمادي بثورة ضد الاحتلال وزحف بالمواطنين للفتك بالمستر روس مدير مصنع السكر والذي تمكن من الهروب إلى قنا وقام بإبلاغ القياده بالقاهري بالثورة  التي يقودها حافظ بك الكلحي وخطورة الموقف في صعيد مصر.

وكان رد الفعل أن سلطات الاحتلال البريطاني أرسلت بعض السفن الحربي لتدمير قريه الكلح مسقط رأس الزعيم حافظ بك الكلحى وإضطهاد المواطنين والبحث عن حافظ الكلحى والقبض عليه ودارت معركة انتهت بالقبض على حافظ بك الكلحى وتم ترحيله إلى سجن قنا ومعه ابن اخيه تهامى الكلحي الطالب بالثانوى، وحكم عليه بالإعدام، ولكن لم ينفذ، وأفرج عن التهامي بعد قضاء عام وبضع شهور، ثم حافظ بك بعد عامين وبضع شهور.

وشارك الكلحي،  مع شباب يقومون بقطع السكك الحديدية التي كانت تحمل تعزيزات لجنود جيش الاحتلال البريطاني من السودان حينها، لمنعهم من الوصول للقاهرة حيث المقر الرئيسي لثورة 1919م.

وفي 1921 ، قام الزعيم سعد زغلول ، برحلة في النيل،  زار فيها محافظات ومدن الصعيد، وقتها أصدرت قوات الاحتلال والحكومة ، تعليمات بعدم استقبال المواطنين لسعد زغلول وعدم السماح له بالنزول من الباخرة ، وبناء على هذه التعليمات حضر مأمور مركز نجع حمادى إلى حافظ بك الكلحى ليبلغه بهذه التعليمات ومطالبته بعدم إستقبال الزعيم سعد زغلول وعلى الفور رفض حافظ بك هذه التعليمات وعندما اقتربت الباخرة من قريه الكلح خرجت الجماهير تستقل المراكب الشراعية في عرض النهر محيطةً بالباخره تهتف بحياه الزعيم سعد زغلول إلى ان رست الباخره امام مضيفه حافظ بك الكلحى الواقعة، على نهر النيل ونزل الزعيم سعد زغلول وقضى ليلته في مهرجان وطنى عظيم تأثر به وأصدر تعليماته إلى قيادات الوفد بزياره الكلح حينما يتواجدون في الصعيد وبعدها جاء إلى الكلح كل الزعيم مصطفى النحاس باشا وذلك في عام 1926 و الزعيم فؤاد سراج الدين وذلك عام 1942  .

وقد حصل  حافظ بك الكلحي على " قلادة النيل "نيشان النيل ، واستمر على مبادئ حزب الوفد مخلصاً لوطنه محققا لمطالب الجماهير في فترات موقعه النيابى والحزبى عام 1924، وتوفى في 6 فبراير من عام 1949.