صورة موضوعية
صورة موضوعية


الهيئة لا تتدخل في السياسة.. والإدمان والإجهاض في صدارة المناقشات

كنائس مصر تحتفل بالشمعة العاشرة.. مجلس الطوائف الخمس يرفع شعار «الوطن أولا»

سارة أحمد

الثلاثاء، 14 فبراير 2023 - 07:51 م

قبل ١٠ أعوام، انطلقت فكرة إنشاء مجلس يضم الكنائس المصرية بطوائفها الخمس ليتولى مهمة مناقشة القضايا المختلفة من منظور مشترك بين الطوائف، ورفع المجلس شعار خدمة الوطن أولا ثم خدمة الكنائس الأعضاء، حيث يجتمع رؤساء الكنائس بصورة سنوية، وتأتى على رأسها الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، الكنائس الكاثوليكية، الطائفة الإنجيلية والكنيسة الأسقفية، وكنيسة الإسكندرية للروم الأرثوذكس، وهى كنائس مستقلة فى ذاتها وفى نظامها وعقائدها، ومجلس كنائس مصر هو هيئة كنسية وطنية، لا تعمل فى السياسة، ولا تتدخل فيها، ويدعم المجلس حياة الشركة.. وتم إعلان هذا التشكيل للمجلس فى يناير 2013 وانعقد أول اجتماع له فى 18 فبراير من نفس العام بكاتدرائية القديس مرقس الارثوذكسية بالعباسية برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني بطريرك الكرازة المرقسية، وشهد هذا الاجتماع احتفاء بالبابا تواضروس، الذى اختاره النواب أول رئيس للمجلس، وتم الاتفاق على أن يتم التناوب على الرئاسة كل عامين بين قادة الكنائس، واستهدف المجلس منذ اجتماعه الاجتماع الأول «لم الشمل» بتوحيد الكنائس المسيحية فى مصر، مع الاحتفاظ باستقلال كل منها، لتسهيل الحوار بين المسلمين والمسيحيين،  ومناقشة مختلف القضايا الاجتماعية والسياسية من منظور مسيحى، مثل: الإجهاض والدستور وقانون الأحوال الشخصية.

دراسة مقترحات قانون الأحوال الشخصية لغير المسلمين وطرح الرؤى على وزارة العدل

 

   

شهد مجلس كنائس مصر احتفال رؤساء وممثلى الكنائس بمرور 10 سنوات على تأسيسه، بالكنيسة الأسقفية الإنجليكانية بكاتدرائية جميع القديسين بحى الزمالك، وشهد الحفل تسليم الأمانة العامة من كنيسة الروم الأرثوذكس التى كان يمثلها الأرشمندريت د.ذمسكينوس الأزرعي إلى الكنيسة الأسقفية التى يمثلها القس يشوع يعقوب.. وتضمن الحفل تقديم الأمين العام للمجلس الأرشمندريت ذمسكينوس الأزرعى «كنيسة الروم الأرثوذكس» تقريره عن الفترة المنقضية، إلى جانب كلمات لرؤساء الكنائس الأعضاء، وفى الختام تم تكريم رؤساء الكنائس.. وعن أبرز الأحداث التى نوقشت خلال الفترة الماضية فكانت مثل أضرار الإدمان والإجهاض وقانون الأحوال الشخصية لغير المسلمين وغيرها لمشاركة التحديات والمشروعات المستقبلية من أجل المسيحيين فى مصر والمجتمع بشكل عام، والمجلس مبنى على التعاون، والمجلس هو أول كيان يجمع الطوائف المصرية معا، حيث يسعى لنبذ أية خلافات مذهبية ومحاربة التعصب والتطرف بين المسيحيين بعضهم البعض، دون أن يتدخل فى معتقدات كل طائفة، وينظم مؤتمرات تجمع شباب الكنائس عبر لجانه المختلفة.

وتتكون لجان المجلس من الأمانة العامة لمجلس كنائس مصر، والتى تهدف إلى تحقيق مصلحة المواطنين والدعم المجتمعى للمسيحيين، وتضم العديد من اللجان كالتنفيذية، لجنة الإعلام، لجنة الحوار، اللجنة القانونية، اللجنة المالية، لجنة الرعايا والكهنة والتى تعمل على تعميق روح التعاون والمشاركة بين الكهنة والقساوسة، ولجنة خدمة الطوارئ وهى تختص بتقديم المساعدات المادية أو الاجتماعية أو الطبية فى الظروف غير العادية مثل: الكوارث والزلازل، أو الحوادث والمشكلات الأسرية، أما لجنة التربية الكنسية وهى من أهم الخدمات التى تشرف على خدمة النشء، وهناك لجان تختص بالمرأة والشباب وأخرى للعلاقات وتعمل على فتح مجالات جديدة مع الهيئات الوطنية والحكومية فى الداخل والخارج وتتواصل مع المؤسسات العامة.

اجتماع مغلق

بدأ رؤساء الطوائف المسيحية بمصر وأمناء مجلس كنائس مصر الاحتفال بالعيد العاشر باجتماع مغلق فى مقر الكنيسة الأسقفية الإنجليكانية حيث وصل قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية والقس الدكتور أندريه زكى رئيس الطائفة الإنجيلية والأنبا إبراهيم إسحق بطريرك الكنيسة الكاثوليكية لمقر الكنيسة الأسقفية الإنجليكانية، وكان فى استقبالهم د.سامى فوزى رئيس أساقفة إقليم الإسكندرية للكنيسة الأسقفية، وشهد الحفل تسليم الأمانة العامة لمجلس كنائس مصر للكنيسة الأسقفية وذلك وفقًا للوائح التى تمنح منصب الأمين العام كل عامين لكنيسة مختلفة من الكنائس الخمس الأعضاء.

 

العامان الماضيان

أعرب الأب ذمسكينوس الأزرعى رئيس دير مارجرجس للروم الأرثوذكس عن سعادته بتولى الأمانة العامة لمجلس كنائس مصر لمدة عامين وقدم الأب ذمسكينوس التعازى للشعب السورى والتركى فى ضحايا الزلزال الأليم مصليًا لله أن يمنح أهاليهم الصبر، وأشار إلى إن البابا تواضروس الثانى قد ذكر مجلس كنائس مصر فى كتابه «البابا تواضروس الثانى.. سنوات من محبة الله والوطن».

وأكد الأزرعى أن جائحة كورونا لم تمنع المجلس من استئناف أعماله لافتًا إلى إن المجلس رعا مؤتمرا حتى يعرف العالم بدير الأنافورا بحضور ٢٥٠ مشاركا بمشاركة كافة الكنائس بالإضافة إلى عقد أسبوع الصلاة من أجل الوحدة بعد تنسيق رائع بين الكنائس وأضاف: مجلس كنائس مصر أصدر الصحيفة السنوية لأخبار المجلس ونشاطاته لافتًا إلى أن لجنة الشباب قامت بتنسيق مؤتمر الشباب فى سبتمبر الماضى برعاية البابا تواضروس.

وعن لجنة الرعاية للكهنة والقساوسة قال الأزرعى إنها عرضت رؤية اللجنة على رؤساء الكنائس وكذلك لقاء الحرية فى إطار الوصية بكنائس عزبة النخل ولقاء الميلاد يجمعنا بالكنيسة الأسقفية وعقدت اللجنة مؤتمرين عن الكنيسة والقضايا المعاصرة.

وأشار الأزرعى إلى أن لجنة المرأة نظمت احتفالاً بعيد الأم بالكنيسة الأسقفية وكذلك مؤتمر بدير مارجرجس بمصر القديمة بالإضافة إلى أيام روحية مؤكدًا أن لجنة الإعلام نشرت كافة أخبار المجلس مع الحرص على بث المؤتمرات على موقع المجلس.

واختتم قائلاً: يجب أن ندرك أن العالم يواجه الكثير من التحديات والصعوبات وبالأخص الحروب والفقر والأوبئة، لذلك نُصلى فى هذه الأيام بحرارة ورجاء من أجل انتهاء هذه الأزمات التى تلقى بظلالها المقيتة على عالمنا، وأتمنى أن يسود التعاون والمساعدة بين البشر وأن تبنى العلاقات على أسس المحبة الحقيقية النابعة من رسالة الإنجيل بغض النظر عن اختلافنا باللون أو الجنس أو الدين.

ونصلى اليوم بعميق مشاعر المحبة والرجاء من أجل هذه البلاد المباركة، من أجل مصر العظيمة التى تقدم وتجسد فى كل يوم أروع الأمثلة فى المحبة والعيش المشترك للعالم أجمع.

البابا تواضروس الثانى: نصلى لسلام أبناء سوريا وتركيا 

هنأ قداسة البابا تواضروس الثاني الجميع بمرور 10 سنين على بدء عمل المجلس، فى إشارة إلى أن المجلس نما خلال السنوات العشر الماضية، مثل الشجرة المغروسة على مجارى المياه. وقال: زرعنا البذرة منذ عشر سنوات، وها هى تنمو مع الزمن، وكلنا آمال في أن تثمر عطايا كثيرة، هذه الشجرة مكسوة بالنعمة وخضراء دائمًا وتأتى بثمر نراه فى أنشطة لجان المجلس.

وأضاف قداسته إلى أن عمل الله فى حياتنا يتم من خلال ثلاث معانى، هى أن الله: محب البشر، صانع الخيرات، ضابط الكل، وأعرب عن تطلعه لأن يكون للجميع هذه الطلبة، وهى أن يمنحنا الله فكرًا منفتحًا وقلبًا متسعًا وروحا متضعًا ،لافتًا إلى أنه من الضرورى أن يقتنى الإنسان هذه الثلاثة لتكون حياته أعماله حسب فكر المسيح، مضيفا أن التواضع من شروط المحبة.

واستخدم قداسة البابا التشبيه الذى تعلم به الكنيسة الأرمينية عن المحبة وهو ثمرة الرمان التى تتراص حباتها بشكل بديع بينما يربطها معًا قشرة بيضاء رقيقة وهى تمثل نقاوة القلب، وهو ما يجب أن نكون عليه.

وطلب قداسته أن يصلى الجميع من أجل سلام واستقرار الأوضاع فى الكنيسة الإثيوبية، ومن أجل البلدان التى تعرضت لموجات من الزلازل ولا سيما سوريا وتركيا اللتين تأثرتا بشدة من جراء الزلزال.. كما طلب الصلاة من أجل انتهاء الحرب بين روسيا أوكرانيا، وكذلك انتهاء الأزمة الاقتصادية العالمية، داعيًا أعضاء المجلس إلى التعاون والتكامل لنستطيع مساعدة المحتاجين والمتضررين، وقال البابا: علينا أن نستغل أعمارنا فى أن نعتنى بكنائسنا وأوطاننا ومن ثم أطلب منك الصلاة يوميًا لكى يعطينا الله فكرًا منفتحًا.

وتمنى البابا أن يكون دوره أكثر فاعلية ويكون هناك مشاركة أكبر له فى العديد من القضايا الأخرى، موضحا أن قانون الأحوال الشخصية لغير المسلمين يناقشه المجلس عن طريق تقديم كل كنيسة مقترحاتها وقانونها، ورؤيتها ويعمل قادة الكنائس عليه مع دراسة القانون وتم تجميع الرؤى المختلفة وتقديمها لوزارة العدل، وطمأن قداسته الجميع على صحته، قائلا: «حياتنا فى إيد ربنا ولابد للإنسان أن يعيش مطمئنا فهو محب للبشر وكل الناس وهو ضابط الكل».

رئيس «الإنجيلية»: المجلس يدعم العلاقات الإسلامية المسيحية

د. القس أندريه زكي رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، ورئيس رابطة الإنجيليين بالشرق الأوسط هنأ الجميع بمناسبة مرور عشر سنوات على إنشاء مجلس كنائس مصر، وقال «نعتز بدور مجلس كنائس مصر، الذى خلق مساحة للحوار والعمل على تدعيم العلاقات المسيحية المسيحية بمصر، وكذلك العلاقات الإسلامية المسيحية، وتعزيز دور الكنيسة المصرية بمختلف طوائفها فى خدمة المجتمع والتفاعل مع القضايا والتحديات التى يواجهها المجتمع المصرى، وقدم رئيس الطائفة الإنجيلية الشكر لكنيسة الروم الأرثوذكس والأمين العام الأرشمندريت د.ذمسكينوس الأزرعى لخدمة المجلس فى المرحلة السابقة، كما قدم التهنئة للكنيسة الأسقفية والأمين العام الجديد القس يشوع يعقوب على دورهم فى المرحلة القادمة.

وقال رئيس الإنجيلية: «يدعونا الله لأمرٍ جديدٍ، ومفهوم جديد للتسامح، يتأسس على المحبة، ويعتمد على الحوار البناء، ويراعى الأرضيات المشتركة، ويحترم حق الاختلاف، ويدفع الجميع لحالة من البناء وخدمة المجتمع».

وأشار زكي إلى أن المشترك بيننا ككنائس كبير وضخم، فإن كلًّا منا يحمل اعتقادًا مختلفًا ومتميزًا عن الآخر، وهذا حق إنسانيٌّ أصيل، وكلًّا منا لديه يقين بصحة اعتقاده وينتمى إلى هذا الاعتقاد ويحترمه ويقدِّسه، وهذا أيضًا حق أصيل، لكن على الجانب الآخر يجب على كلِّ فرد احترام معتقدات الآخر، فلذلك نحتاج إلى هذا الأمر الجديد فى إحداث التوازن بين يقينية اعتقاداتنا وتمسُّكنا بها واخلاصنا لها، وبين احترام الآخر وقبوله.

وفى نهايةِ كلمته قال «زكى»: «نحن نحتفل بمرور عشر سنوات على إنشاء مجلس كنائس مصر، أشكر الله لأجل هذا المجلس وما قدمه ولا يزال يقدمه من خدمة وشهادة عن عمل الله. وننظر إلى المرحلة القادمة متطلعين ومصلين لأجل أدوار أكثر فاعلية فى بناء الجسور، والحوار، والتعرف على الآخر، وإيضاح المفاهيم، والتأكيد على فكرة التعددية وقبول الآخر، والمزيد من التعاون والتضامن فى خدمة الإنسان بصرف النظر عن انتمائه، للمزيد من التأكيد على المحبة والتآخى، للمزيد من الشعور بتحديات المجتمع الذى نعيش فيه.

رئيس الأسقفية لأعضاء المجلس: أحبوا بعضكم

قال د. سامي فوز رئيس أساقفة إقليم الإسكندرية للكنيسة الأسقفية نجتمع لبدء فترة جديدة فى حياة المجلس تحت شعار هانذا صانع أمرًا جديدًا متذكرًا وصية السيد المسيح أن نحب بعضنا بعضا وذلك خلال حفل العيد العاشر لمجلس كنائس مصر الذى تستضيفه الكنيسة الأسقفية، واستشهد المطران سامى بقول القديس أغسطينوس فى غير الأساسيات وحدة وفى كل شئ محب..

وأضاف: علينا أن نحب بعضنا بعضًا كما أحبنا السيد المسيح فقد أحبنا أكثر مما أحب نفسه ومات من أجلنا، ولفت رئيس الأساقفة إلى إن أعظم أنواع المحبة هى المحبة المضحية بدافع الامتنان لما فعله المسيح من أجلنا حيث دفع تكلفة أكثر من ذبائح الفحص فقد ذُبح لأجلنا، واستكمل: علينا أن نحب بعضنا كأعضاء فى جسد المسيح فى ارتباطنا أقوى من الإخوة الجسدية لأننا أبناء الله وروابطنا إلى الأبد.

بطريرك الكاثوليك: نؤمن بدورنا رغم الانتقادات

أعرب الأنبا إبراهيم إسحق بطريرك الأقباط الكاثوليك عن سعادته بالاحتفال بالعيد العاشر بمجلس كنائس مصر مؤكدًا نؤمن بدور المجلس رغم وجود أصوات تنتقد المجلس لكى يصل لأفضل طريق، واعتبر إسحق خلال احتفال العيد العاشر لمجلس كنائس مصر إن هذا اللقاء علامة على محبة الله لأنها من دلائل الرجاء.

وقال البطريرك: الكنيسة من طبيعتها المشاركة والعمل معًا من أجل الشهادة للمسيح ولحياة أفضل للعالم مؤكدًا ننظر داخل الكنيسة الكاثوليكية لعلاقاتنا بالكنائس وبالعالم وبالطبيعة ضمن سنودس الكنيسة.

الأمين العام الجديد

الأمين العام الجديد القس يشوع يعقوب حاصل على ماجستير اللاهوت من جامعة نورث كارولينا اللاهوتية وعمل كمدرس العهد الجديد فى كلية اللاهوت الاسقفية لمدة سبع سنوات، وشارك فى تأسيس معهد جبال النوبة للدراسات الكتابية السودانيين وعمل كمدير المعهد لمدة ثلاث سنوات، وقام بالتدريس بكلية لاهوت الإيمان ويخدم حاليًا كعميد مساعد لكاتدرائية جميع القديسين الأسقفية بالزمالك.

والأمين العام هو المسئول عن متابعة أعمال المجلس وخدماته ولجانه، والأنشطة، والتنسيق مع أصحاب القداسة ورؤساء الكنائس والدعوة للاجتماع، وهو من يعلن جدول الأعمال فى بداية الجلسة، ويقوم بتوزيع نسخ منها على رؤساء الطوائف الخمس، كما إنه يمثل المجلس فى الداخل والخارج، فى الأمور الإدارية والقانونية، وهو المسئول الوحيد عن أختام المجلس، كما أنه يقوم بمتابعة قرارات مجلس الرؤساء واللجنة التنفيذية، ويقوم بالمتابعة والتوجيه، ويتولى الإعداد للمؤتمر العام، وتكون مدة الأمين العام سنتين، ويتم اختياره بالتناوب بين الكنائس الخمس الأعضاء.

مطران الروم الأرثوذكس: نصلى لمصر وجيشها وشعبها

المطران ناركيسوس مطران بورسعيد للروم الارثوذكس قدم كلمة البطريرك ثيؤدوروس بطريرك الروم الأرثوذكس وقال إننا نعتز بدورنا فى مجلس كنائس مصر طوال السنوات الماضية، وأضاف أن المسيح يدعونا للسير معه فى طريق البر والقداسة والمحبة، والتعاون بين الكنائس ونقل المطران ناركيسوس صلوات بطريرك أفريقيا للروم الأرثوذكس ثيودوروس الثانى مضيفًا: نصلى لمصر وجيشها وشعبها.

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة