صورة موضوعية
صورة موضوعية


الابن يكشف جريمة أمه.. الموت بالسم وإشعال النيران فيه

حبيبة جمال

الجمعة، 17 فبراير 2023 - 11:16 م

غدر الأصدقاء في كفة وغدر المرأة في كفة أخرى هنا يتحول هذا الكائن اللطيف الرقيق إلى نار لا تطفئها أنهار العالم؛ هذا ما حدث مع عزة التي أحبت زوجها بجنون وأمضت معه ١٢ سنة في جنة ولكن كل مشاعر الحب التي كانت تحملها نحو زوجها تحولت إلى كراهية وحقد.. فالانتقام جعلها شريرة كأنها ابليس نفسه، قاتلة تحترف الإجرام.. قاسية القلب لا تعرف الرحمة سبيلا إلى قلبها.. فأصدرت تلك الزوجة حكمًا بإعدام زوجها لا لشيء إلا لإثبات قسوتها ونفذته في الحال بدون تفكير.. لم تكتف بقتله بالسم الذي دسته له في الطعام بل أشعلت النيران في جثته إمعانًا في الانتقام منه.. وإلى تفاصيل الجريمة البشعة.

البداية كانت ببلاغ بنشوب حريق داخل شقة سكنية بقرية المجفف التابعة لمركز ديرب نجم بمحافظة الشرقية، على الفور انتقلت الأجهزة الأمنية ورجال الحماية المدنية لموقع الحادث، وتبين مصرع زوج يدعى محمد، يبلغ من العمر ٣١ عامًا، وتصدع أحد الحوائط من شدة النيران، ونقلت الجثة للمشرحة.. للوهلة الأولى يظن الناظر إلى الحادث أنه مجرد حريق في شقة، لكن العدالة الإلهية كشفت المستور، وأن الحادث كان بفعل فاعل وورائه جريمة قتل، والقاتل هي تلك الزوجة التي تناست سنوات العشرة، خلعت قلبها ولم تضع في حسبانها صغارها أو سنوات عاشت فيها في كنف ذلك الزوج، ضربت بكل المعايير عرض الحائط وسارت في طريق الشيطان، راحت تخطط وتنفذ.. تخدر وتسمم وتحرق.. حولت عش الزوجية لجهنم وأشعلت النيران في زوجها ولم تتركه إلا وهو رماد. ما السبب الذي جعلها تنتقم منه بهذا الشكل، أي ذنب فعله هذا الزوج لتكون هذه هي نهايته؟

اقرأ أيضًا | من الحب للإعدام.. محطات في قضية قاتل نيرة أشرف| تايم لاين

عاد للموت
هنا في قرية المجفف، قبل أكثر من ١٢ سنة ، نشأت قصة حب كبيرة بين عزة وابن الجيران، فمنذ أن فتح الاثنان عينيهما لم ير إلا بعضهما البعض، كبرا سويا، عرفا الحب معا، حتى اشتد عودهما وقرر الاثنان الزواج، في البداية كانت الأمور صعبة ومستحيلة ولكن أمام اصرارهما تم الزواج ولم يتنازل أي منهما عن حبه، حتى ظفرا ببعضهما البعض، وتزوج الاثنان وانتقلا للعيش معًا داخل شقة صغيرة بمنطقة شبرا الخيمة، أيام وشهور من السعادة والحب، شهدت حياتهما الزوجية الاستقرار والهدوء، محمد يخرج لعمله كل يوم بحثًا عن لقمة العيش وعزة تقوم بدورها في البيت حتى يعود لها في المساء، حتى رزقهما الله بطفلين أكبرهما سبع سنوات وأصغرهما ٦ سنوات، محمد لم يبخل على زوجته بشيء، كان يعمل ليلا ونهارًا حتى يوفر لها احتياجاتها، ولكن الحياة لا تسير بنمط واحد، فعرفت المشكلات والخلافات طريقها نحو الزوجين، رفضت عزة العيش طويلا في شقتهما بشبرا، وطلبت العيش في قريتها بجانب أسرتها، ووافق محمد على طلبها، وبنى لها بيتا جديدًا للعيش فيه، لكنه لم يترك عمله في القاهرة، وقسم وقته ما بين زوجته في الشرقية وبين عمله في القاهرة، واستمرت الحياة بهذا الشكل، يوم يمر طبيعيًا وآخر تكون المشكلات والخلافات عنوانه، حتى حدثت جريمة القتل البشعة التي لا يصدقها عقل أو منطق.

استيقظ محمد مبكرا من نومه يوم الثلاثاء الماضي، يشعر بالسعادة والفرحة لأنه سيذهب لزوجته وحبيبته فاليوم سيكون عيد ميلادها ويريد الاحتفال بها، شد الترحال وذهب لقريته واحتفل بعيد ميلادها في جو من الحب والسعادة، لم يكن ذلك المسكين يدري ماذا سيحدث له.

ففي الصباح، استيقظت عزة ودخلت المطبخ تعد وجبة الإفطار لزوجها، والابتسامة مرسومة على وجهها وبداخلها الشر والحقد، أخذ محمد يحتسي ما أعددته له زوجته، بعدما وضعت له مادة مخدرة، لم يدرِ أن هاتين اليدين اللتين لطالما قدمتا له الطعام والشراب، سيأتيان له بما يقضي عليه في يوم من الأيام، بعدما شرب الزوج كوب الشاي دخل في سبات عميق، فأسرعت عزة بتكميم فمه وسكب البنزين عليه داخل غرفة النوم، ثم أشعلت النيران فيه وأغلقت عليه باب الغرفة وخرجت بصحبة طفليها وتركته يصارع الموت، وبمجرد نزولها من الشقة ومع شدة الانفجار وقع حائط الغرفة، لتبدأ عزة في الصراخ والعويل «محمد مات... محمد اتحرق»، أسرع الجيران في محاولة لإخماد النيران ولكن باءت محاولاتهم بالفشل، فالزوج أصبح رمادًا، لم يتخيل أحد أن تلك الزوجة ستكون قاتلة ولكن الشاهد الوحيد في تلك القصة هو الطفل المسكين الذي شاهد والدته تقتل والده حرقا، فقال لهم: «ماما ولعت في بابا وهو نايم... لما قولتلها في نار وبابا جوه... ضربتني وأخدتني من ايدي ونزلنا تحت»، لولا تلك الكلمات التي نطق بها الطفل لظل الجميع مخدعون في تلك الزوجة.

القبض على المتهمة
تمكن رجال المباحث من إلقاء القبض عليها، لم تصمت طويلا وانهارت واعترفت بتفاصيل جريمتها، وأمام النيابة كانت اعترافاتها أنها قتلته انتقامًا منه بسبب سوء معاملته لها، فقبل الواقعة بيوم واحد تشاجر معها وطردها خارج الشقة لتقضي طوال الليل على سلم البيت في عز البرد، فدفعها الحقد للانتقام منه وقتلته، لتأمر النيابة بحبسها ٤ أيام على ذمة القضية.

سادت حالة من الحزن والصدمة على أهالي القرية بأكملهم، الكل لا يصدق أن تكون هذه هي نهاية ذلك الشاب الذي يتحاكى عنه الجميع بطيبته وحبه لزوجته، وتنفي أسرته ما قالته تلك الزوجة في التحقيقات، مؤكدين أنه لم يعاملها بسوء وكان يحبها.

تلك هي القصة الكاملة لتلك الجريمة البشعة، فالتحقيقات مازالت مستمرة؛ واعترافاتها ليست مبررا لتلك الجريمة البشعة، فالنهاية هناك زوج ذهب لخالقه وزوجة تنتظر الإعدام، بل من سيدفع الثمن هو طفليها اللذان سيحملان عار ما فعلته، سيواجهان ظلمة اليتم والحرمان، أيضا أسرتها التي لم تخرج من بيتها منذ ارتكابها تلك الجريمة.. وأسرة محمد الذين سيعانون الألم والحزن على بشاعة نهاية حياة ابنهم... كانت هناك حلول كثيرة أمام تلك الزوجة أبسطهم الانفصال بهدوء ولكنها اختارت القتل وها هي تنتظر جزاء ما فعلته.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة