مصطفى وعلي أمين
مصطفى وعلي أمين


في ذكرى ميلادهما.. مصطفى وعلي أمين عملاقا الصحافة المصرية

محمد عادل سالم

الثلاثاء، 21 فبراير 2023 - 11:29 ص

وُلدا التوأم علي ومصطفى أمين في مثل هذا اليوم 21 فبراير 1914، والدهما المحامي أمين يوسف، والوالدة هي ابنة أخت الزعيم سعد زغلول التي قام بتربيتهما.

وارتبط التوأم علي ومصطفى أمين منذ صغرهما بالسياسة والصحافة، فأصدرا وهما في الثامنة من عمرهما مجلة أطلقا عليها «الأقلام»، ثم مجلة «الحقوق»، ومجلة ثالثة هي «أخبار المدرسة»، ومجلة باسم «عمارة البابلي»، وتتناول أخبار الشارع الذى يسكنان فيه، ومجلة «التلميذ» لانتقاد سياسة الحكومة، وغيرها من الصحف والمجلات.

الكاتب الصحفي الكبير مصطفى أمين بدأ عشقه للصحافة منذ نعومة أظافره، فصار عملاقا في بلاط صاحبة الجلالة، لكن يظل بريق أول حوار له مع الصحفي الكبير محمد حسين هيكل، وعمره لم يتجاوز 17 عامًا علامة في مشواره.

سافر مصطفى أمين إلى الولايات المتحدة الأمريكية لاستكمال دراسته بجامعة جورج تاون، وبعد الحصول على الماجستير عاد إلى مصر لعشقه لمجال الصحافة، أصدر مع أخيه «على» العديد من المجلات إلى أن جاء عام 1944 ليحققا الحلم بإنشاء جريدة «أخبار اليوم» لتكون على غرار دور الصحف الأوروبية.

وقد حققت الصحيفة انتشاراً هائلاً، وتم توزيع عشرات النسخ منها مع صدور العدد الأول، لتتوسع بعد ذلك إمبراطورية «أخبار اليوم» بالعديد من الإصدارات، وكانت من مؤلفات مصطفى أمين "ست الحسن، ليالى فاروق، الآنسة كاف، لكل مقال أزمة، نجمة الجماهير، مسائل شخصية، وغيرها".

وعن رحلته قال الكاتب الصحفي الكبير مصطفى أمين في كتابه «مسائل شخصية»: كنت أعطي عـذرا للفاشل الذي يحقد على الناجح وأعذر الضعيف الذي يكره القوي، وأجد مبررا للفئران عندما تمقت السباع، وعرفت طوالا كالعمالقة وعمالقة كالأقزام، وعرفت أقواما أقزاما من خارجهم وصغارا متضائلين من داخلهم، وعرفت عراضا صعاليك لهم طباع الملوك، وملوكا لهم أخلاق الصعاليك.

وأضاف «أمين»: عشت مع النجوم فى سمائها، وعاشرت الفاشلين في جحورهم ومغاورهم وحفرهم ورأيت مواكب النصر تحف بها الطبول والهتافات والزغاريد، وشهدت مآتم الهزيمة تنهمر منها الدموع وعبارات الندم وأصوات البكاء والعويل.

وتابع الكاتب الراحل مصطفى أمين: «إن بعض الناس فى داخلهم يختلفون كثيرا عما فى خارجهم، أثوابهم موشاة بالقصب، مطرزة بالماس والياقوت، وجلودهم محفورعليها الحقد والضغينة والحسد والرغبة فى الانتقام، ولكن هؤلاء أقلية مسحوقة، إنما الأغلبية الساحقة من الناس الطيبين، يقفون معكفي الشدة، ويسندونك فى المحنة، ويعطفون عليك فى الأزمة، تنشق الأرض فتجدهم حولك، لاتعرف من أين جاءوا ولا من أرسلهم، لم تعرفهم من قبل ولم تسمع بهم، صغارا فى مراكزهم كبارا فى صمودهم، لا يحملون سياطا يضربون بها، ولا سيوفا يحاربون بها، ولا مدافع يطلقونها، ولكنهم يحملون قلوبا كالقلاع لا تسقط أبدا، ولهم ألسنة حادة كالسيوف يقطعون بها رؤوس الطغاة والبغاة والمستبدين، ورأيت فى قاع المدينة نبلا وإيمانا وصمودا وشجاعة وجرأة ومروءة لم أرمثلها فى قمة المدينة صحيح أننى رأيت على القمة أبطالا وعباقرة وعمالقة ووجدتهم أشبه بالجبال الشامخة، وصعدت إلى قممهم لأجد أنهم وصلوا إليها بكدهم وعرقهم وجهدهم وإيمانهم وقد أخذت من هؤلاء بعض أشخاص أتحدث عنهم كما رأيتهم من قرب، بلا مكياج، ولا ألوان ولا أقنعة».
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة