علاء عبد الوهاب
علاء عبد الوهاب


انتباه

الدين.. أخطرها !

علاء عبدالوهاب

الأربعاء، 22 فبراير 2023 - 08:54 م

الجملة الافتتاحية متممة للعنوان، وهما معا أحد الأمثال العامية ذات الدلالة العميقة، فثمة مأساة مجتمعية تتجلى فى تصدر المدعين للعديد من المشاهد، دون استثناء، وبلا علم!

بعضهم نصف جاهل لكنه يدعى العلم بكل شيء، والخطير أنه قد يملك بعض الجاذبية فى المظهر، والقدرة على تنميق حديثه، فيتابعه جمهور عريض، ليضلهم بدلا من أن يدلهم على سُبل الرشاد.

يحدث هذا فى مجالات عديدة، لكن الدين أخطرها.

الميديا الالكترونية ساهمت فى انتشار هذا النموذج وتسويقه بشكل سرطانى.

يتكرر الأمر فى الشأن السياسى، ولعل ظاهر الخبير الاستراتيجى الذى يفهم فى السياسة الداخلية، والعلاقات الدولية، ويقدم تحليلات لا تستند إلى معلومة صحيحة، ودون منهج علمى، ويطرح مقدمات خاطئة، فتكون المحصلة نتائج لا علاقة لها بالواقع، ناهيك عن ادعائه القدرة على رسم سيناريوهات هى كاريكاتورية، لكنه يضل بها الكثيرين!

فى الاقتصاد أيضا تجد هذا الضال المضل، الذى يفتى فى سعر الدولار، وأحوال البورصة، ويقدم تفسيرات بعيدة عن ابجديات علم الاقتصاد فى آليات السوق، وروشتات لزيادة القدرة التصديرية للبلد و... و... وغالبا ما تكون مفرطة فى التفاؤل أو التشاؤم، والنتيجة المؤسفة انه يجد من يبنى حساباته على ما يقول، ويدفع اثمانا فادحة، خاصة إذا تعلق الأمر بالمدخرات القليلة للغلابة. فى مجال العمل، يصادفه لسوء الحظ، من يبدأ حياته الوظيفية، فيلجأ إلى زميله الذى اعتاد الادعاء بالعلم بكل دقائق المكان، فيقدم له نصائح تضله عن طريق الصواب، لتكون بداية عمله صفحة رمادية إن لم تكن سوداء، وسرعان ما يتملص الضال المضل من فعلته، مدعيا أن زميله القادم الجديد لم يفهم ما يقصده!

التوجيه إلى هؤلاء الضالين المدعين بالكف عن مسلكهم الكارثى لن يجدى شيئا، فالأصوب أن تلجأ إلى أهل العلم والاختصاص، ثم تستفتى قلبك، واحترم عقلك، واستثمر ملكاتك.

«فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ».. أجدى وأنفع.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة