صالح الصالحى
صالح الصالحى


وحى القلم

حرب بلا نهاية

صالح الصالحي

الأربعاء، 22 فبراير 2023 - 09:11 م

عام على الحرب الروسية الأوكرانية.. ومازالت الشواهد تؤكد على استمرارها لوقت غير معلوم!!.

ففى ضوء إعلان الرئيس الروسى بوتين أن هدفه هو نزع السلاح من أوكرانيا والقضاء على النازية فيها..

ومعها حرب تشهد مزيداً من التصعيد فى إطار الدعم الأمريكى والأوروبى لاستنزاف العسكرية الروسية مهما كانت الخسائر التى طالت العالم، فى وقت تحاول أوكرانيا استغلال هذه الحرب للانضمام لحلف الناتو باعتبارها مستهدفة من الجانب الروسى، لكن أيضاً هذه الرغبة أصبحت غير ممكنة فى الوقت الحالي، لإطالة أمد الحرب وتحقيق الأهداف الأمريكية ليس تجاه روسيا فقط وإنما لزعزعة استقرار الدول النامية، برفع معدلات التضخم وزيادة الأسعار لإحداث الفوضى فى هذه البلدان.

مما يكشف معه المشهد الدولى هشاشة الوساطة لوقف الحرب وإنجاح محاولات التفاوض.. فى الوقت الذى تتمسك فيه روسيا بالاحتفاظ بالأراضى الأوكرانية الواقعة تحت سيطرتها!!. وفى المقابل تطالب أوكرانيا بالانسحاب الكامل مما يعقد المشهد.

ويتأزم الموقف على الجبهة بين الدولتين ومعه تنعدم فرص إنهاء الحرب التى ينتظرها العالم أجمع لتهدئة الأحوال الاقتصادية على كافة الأصعدة حتى فى الدول الأوروبية ذاتها تجد تدهور اقتصادياتها بسبب ارتفاع  أسعار الطاقة، حيث تعمقت الفجوة بين العرض والطلب، ناهيك عن التطور الأسوأ الذى يطحن الدول الفقيرة على كافة المناحى الاقتصادية فى وقت يؤكد المراقبون استمرار الحرب على الأقل حتى عام ٢٠٢٤، فى ظل عدم امتلاك أى من الطرفين القدرة فى الوقت الحالى على شن هجوم ساحق يقضى على الخصم.
ورغم عدم وضوح الرؤية فى بدايات الحرب خلال العام الماضى..

والتى لم يتوقع أحد استمرارها هذه المدة.. إلا أن الصورة تزداد قتامة للعام الثانى على التوالي.. فى وقت تدفع بعض التحليلات والسيناريوهات بوجود ضغوط أوروبية على الجانب الأوكرانى للجلوس على طاولة المفاوضات مع الجانب الروسى لمحاولة تجنيب العالم مزيدا من التدهور بشكل يفوق كافة التصورات والسيناريوهات الأسوأ.. إلا أن هذه المحاولات تظهر وتخبو دون إرادة سياسية حقيقية لحسم هذا الأمر. 

وعليه فمن العبث أن تظل الدول مترقبة انتهاء الحرب دون اتخاذ إجراءات طويلة المدى للتعامل مع الحرب كما لو أنها استمرت عقداً من الزمن أو أكثر للتكيف معها فى صورة إجراءات لمواجهة الأزمة الاقتصادية الطاحنة وما يليها من توقعات لارتباك الأنظمة السياسية.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة