الجمعة، 24 فبراير 2023 - 11:15 ص

إعداد - عبدالعزيز عبدالحليم

رد الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، على العديد من الأسئلة التي انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تتطلب تفسيرًا دينيًا لتصحيح المفاهيم.

حكم عمل زفة لإثبات العذرية وأثرها على عقد النكاح

انتشر على صفحات مواقع التواصل الاجتماعى مقطع فيديو احتفالًا لفتاة بـ"عذريتها"، والهتاف بشرفها وعفتها؛ مما أثار جدلًا واسعًا حول الأمر. وسؤالى لحضراتكم: هل للعذرية أثر على النكاح؟ وهل العذرية دليل على شرف الفتاة وعفتها؟

وقال د. شوقى علام مفتى الجمهورية، إن العذرية مصطلح يُطلَق ويراد به فى الأغلب: عدم ممارسة المرأة الجماع من قبل، وتثبت العذرية فى زعم العامة بالاختبار والتحقق من وجود غشاء بكارة سليم، على التوهم الشائع من أنَّ غشاء البكارة لا يمكن أن يتمزق إلا نتيجة ممارسة الجماع.

وأضاف: "المقرر فى الفقه الإسلامى أنَّ البكارة وهى أعم من العذرية أمر اعتبارى لا حسي؛ فهو لا يرتبط ارتباطًا عضويًّا بوجود غشاء العُذْرة؛ إذ قد يزول غشاء العُذْرة وتظل البنت بكرًا حقيقةً وحكمًا كما إذا زال بغير الوطء؛ بوثبة، أو حِدَّة حيض، ونحو ذلك، وبذلك وردت الآثار عن السلف الصالح من الصحابة والتابعين".

روى سعيد بن منصور فى «سننه» واللفظ له، وابن أبى شيبة فى «المصنف»: أَنَّ رَجُلًا تَزَوَّجَ امْرَأَةً فَلَمْ يَجِدْهَا عَذْرَاءَ، كَانَتِ الْحَيْضَةُ أَحْرَقَتْ عُذْرَتَهَا، فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ عَائِشَةُ رَضِيَ الله عَنْهَا، «أَنَّ الْحَيْضَةَ تُذْهِبُ الْعُذْرَةَ يَقِينًا» ولفظ ابن أبى شيبة: «إِنَّ الْعُذْرَةَ تَذْهَبُ مِنَ الْوَثْبَةِ وَالْحَيْضَةِ وَالْوُضُوءِ».

وتابع: "نصّ على ذلك أصحاب المذاهب المتبوعة من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة".

والمعمول به إفتاء وقضاء أنَّ زوال العذرية أى زوال غشاء البكارة ليس عيبًا يرد به عقد النكاح، كما هو مذهب الحنفية، حتى لو اشترط الزوج البكارة فى العقد، وهو رواية عن الإمام أحمد.

وأما من الناحية الأخلاقية: فقد اتضح أن وجود غشاء البكارة ليس دليلاً على تمام العفة أو عدمها فكما هو مقرر شرعاً أن غشاء البكارة كما تقدم قد يزول بسبب اندفاع دم الحيض أو الركوب على شئ حاد أو نحو ذلك وأن منظومة الأخلاق الإسلامية والإنسانية لا يستدل فيها على مدى عفة الأنثى بوجوده ولا بعدمه.

وإن من أجل القيم الأخلاقية التى تحكم العلاقات الأسرية والعائلية ما دعا إليه الشرع من الستر على الناس والعون على الفضيلة روى الإمامان أبو داود والنسائى فى «سننيهما» عن على بن أمية رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إن الله عز وجل حيى ستير يحب الحياء والستر فإذا اغتسل أحدكم فليستتر».

لا تعارض بين إسباغ الوضوء والإسراف فى الماء

- هل يتعارض إسباغ الوضوء مع النهى عن الإسراف فى الماء؟

أكد مفتى الجمهورية، أنه يستحب إسباغ الوضوء وذلك بإتمامه وإبلاغه موضعه وغسل ما فوق الواجب من أعضاء الوضوء أو مسحه وليس المراد من إسباغ الوضوء: الإكثار من صبِّ الماء على الأعضاء دون الحاجة وفوق حدِّ الاعتدال، أو غسل العضو أكثر من ثلاث مرات؛ فهذا إسرافٌ منهيٌّ عنه شرعًا ولا تعارض بين إسباغ الوضوء المأمور به والإسراف المنهى عنه شرعًا؛ إذ لا يأمر الشارع الحكيم بما فيه تعارض أو تناقض.

وتابع: "وتنصح دار الإفتاء المصرية بالمحافظة على نعمة الماء، وترشيد الاستهلاك فى استخدامه ولو لأمر العبادة، كالوضوء والغُسْل؛ لما له من ضرورة حتمية فى الحياة".

اقتداء المأموم بالإمام خارج المسجد

- ما حكم مَن يصلى جماعة مع الإمام وهو خارج المسجد، وما هو ضابط المسافة التى يصحّ معها الاقتداء

أشار مفتى الجمهورية، إلى أنه يصحّ اقتداء المأموم بالإمام وإن بعدت المسافة بين الصفوف ما دام هذا البعد لا يمنع المأمومين من متابعة الإمام، فيعلمون حركات الإمام إما برؤيتهم له أو مَن وراءه، أو سماعهم للتكبير ولو مِن المبلِّغ عن الإمام، وضابط المسافة التى يصح معها الاقتداء يرجع فى تحديدها إلى العرف؛ لأن النصوص الشرعية فى الكتاب والسنة لم تحددها بقدرٍ معيّن، وإن كانت المقاربة بين الصفوف مستحبة.

  نقلا من عدد اللواء الأسلامي بتاريخ  ٢٣/٢/٢٠٢٣

أقرأ ايضا: المفتي: الاحتفال بالسنة الجديدة وتهنئة شركاء الوطن «مشروعة»