بردية وزيري
بردية وزيري


حكايات| من سقارة لمتحف التحرير.. بردية «وزيري» أسرار من كتاب الموتى

مي سيد

السبت، 25 فبراير 2023 - 06:09 م

فكت البرديات الفرعونية، الكثير من الألغاز عن حياة الفراعنة، وأسرارهم التي كانت ستظل عصية على الفهم، لولا وجود مثل تلك البرديات، فهي بمثابة المفتاح لفهم عقلية المصري القديم.

آخر تلك البرديات التي حظيت باهتمام كبير، كانت في مارس 2022، بعد أن اكتشفت البعثة الأثرية المصرية برئاسة د.مصطفى وزيري الأمين العام لمجلس الأعلى للأثار 5 مقابر فرعونية جديدة في منطقة أثار سقارة. 

وكعرف سائد عند اكتشاف أي بردية يتم تسمية تلك البردية باسم المكتشف لذلك لدينا برديات عديدة تحمل اسماء أجانب من البعثات الأثرية الأجنبية و لكن في هذه المرة اختلف الأمر تماما لأن مكتشف البردية البعثة المصرية برئاسة د.مصطفى وزيري فتم إطلاق اسم «وزيري» عليها.

 

وكما أن تم ترميمها وترجمتها تم على أيادي مصرية، لذلك تعتبر تلك البردية أول بردية مصرية بعد أن تم ترجمتها من قبل الدكتور خالد حسن، الأستاذ المساعد بكلية الآثار جامعة القاهرة والذي استغرق ٤ شهور للانتهاء من الترجمة و تم ترميمها من قبل المرممين المصريين و الكشف عنها من قبل البعثة الاثرية المصرية.

تفاصيل بردية وزيري

عثر على هذه البردية أثناء حفائر البعثة المصرية فى منطقة سقارة برئاسة الدكتور مصطفي وزيري الأمين العام للمجلس الأعلي للآثار  فى مايو عام 2022، فى تابوت شخص يدعى أحمس، ومحتوى هذه البردية هو كتاب موتى لأحمس مكتوبة بالخط الهيراطيقى وتعود إلى بداية العصر البطلمي (300ق.م).


وعثر على هذه البردية داخل التابوت الخاص بهذا الشخص ملفوفة فى حالتها الأصلية فى حالة ممتازة من الحفظ، وقد تم التعامل مع هذه البردية وفتحها بواسطة خبراء الترميم المصريين بمعامل المتحف المصرى بالتحرير.


يبلغ طول هذه البردية حوالى 16 متر تقريبا وهى أطول وأكمل بردية كتاب موتى مكتوبة بالخط الهيراطيقى عثر عليها فى سقارة من هذه الفترة، وتتميز هذه البردية بأنها الوحيدة من بين ما عثر عليه فى سقارة التى لها سياق أثرى معروف حيث أنها خرجت من تابوت شخص يحمل نفس الأسم الذى ظهر على البردية. 

ظهر اسم أحمس على البردية حوالى 260 مرة بالخط الهيراطيقى.

والبردية مكتوبة بالحبر الأسود لغالبية النصوص في حين يوجد بعض النصوص بالحبر الأحمر، وهي تحتوى على 113 فصل من كتاب الموتى موزعة على 150 عمود مختلف الأحجام والمقاسات وكذلك عدد السطور فى كل عمود، تم كتابة الفصول وترتيبها فى تنسيق جيد من خلال كتابة الفصول فى أماكن محددة وكذلك تحديد أماكن أخرى للرسوم التوضيحية، وتبدأ البردية بمساحة فارغة حوالى 40 سم ثم بعد ذلك يوجد منظر كبير يوضح صاحب البردية وهو يتعبد للمعبود أوزير جالساً داخل المقصورة.


أما عن الخط الهيراطيقى المكتوب به البردية فهو خط واضح مكتوب بشكل منظم يعكس احترافية الكاتب الذى قام بتنفيذ هذا العمل، حيث تعد البردية إضافة ممتازة لنصوص كتاب الموتى التى ترجع للعصر البطلمى من سقارة.


تجدر الإشارة إلى أن كتاب الموتى هو مجموعة من الوثائق الدينية والنصوص الجنائزية التي كانت تستخدم في مصر القديمة، لتكون دليلاً للميت في رحلته للعالم الآخر.

ويضم دعوات للآلهة وأناشيد وصلوات، ثم وصف لما تجده أرواح الموتى في العالم الآخر من الحساب وما يلحقها من عقاب وثواب، وكان كل مصري قديم ذو شأن حريصًا على تكليف الكهنة بتجهيز كتاب موتى له، يذكر فيه اسمه وذلك استعدادا ليوم وفاته وتجهيز طقوس نقله إلى مقبرته.

و تعرض البردية في الطابق الثاني بالمتحف المصري بالتحرير.
 


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة