صورة موضوعية
صورة موضوعية


خرج من السجن ليعود إليه فى جريمة قتل.. «أشرف» مات غدرًا على يد مسجل خطر

أخبار الحوادث

الأربعاء، 01 مارس 2023 - 06:09 م

كتبت: إيمان البلطي

شربة مياه أخيرة سقتها الأم لابنها قبل أن يودعها، وداعًا ربما لو أعيد المشهد عليها مرارًا لاستغاثت منه نفس استغاثتها الأولى، استغاثة العجز وقلة الحيلة؛ فقد رأت أمام عينيها فلذة كبدها غارقًا في دمائه، بعدما تعرض للغدر ومات على يد بلطجي في غمضة عين، والسبب أن ابنها حاول بقدر الإمكان أن يتجنب هذا البلطجي لسمعته السيئة، وخروجه من السجن قبل شهرين، تفاصيل هذه القصة المؤلمة التي شهدت أحداثها قرية «سنجرج» التابعة لمركز منوف بمحافظة المنوفية في السطور التالية.

مساء هذا اليوم، خرج «أشرف» من منزله كالمعتاد إلى رزقه، فقد اعتاد الشاب صاحب الـ ٢٢ عامًا أن ينهي دوام عمله صباحًا في أحد المصانع، ثم يعود إلى بيت قرب صلاة المغرب، يأخذ عشاءه ويخرج للعمل على التوك توك الخاص به.

الشاب كان أكبر إخوته، تحمل المسؤولية منذ صغره، وخرج للعمل وهو ابن العاشرة من عمره، حتى يساعد أبيه في متطلبات البيت، فالأب رجل بسيط يعمل باليومية في محل عصير، وعليه تحمل الشاب على عاتقه مصاريف البيت ومصاريف إخوته، وكان يصرف على نفسه حتى حصل على شهادة الدبلوم الصناعي، ومن وقتها وهو يعمل صباحًا ومساءً حتى يكف نفسه وأبيه الحاجة.

مشاجرة
قبل شهرين، خرج «محمد عون» الشهير بـ «حماده» من السجن، بعد قضية بلطجة حوكم بسببها، لكن على الرغم من قضاء عقوبته، إلا أنه لم يتعظ، واستمر في إجرامه، يهدد كل من تقع عليه عيناه، ويعترض كل من يقف في طريقه، حتى أولئك الذين نصحوه لم يسلموا من أذيته، فقد طالت يده الغاشمة القريب قبل الغريب.

بعد أن خرج من السجن، واصل أعماله الإجرامية المعتادة، حتى أن الكثير من أهالي قريته، كانوا يتجنبونه، ويتحاشون التعامل معه أو الاقتراب منه، حتى لا يتعرضوا للأذى.
“أشرف» أيضًا كان يتجنب الاقتراب منه، وبالرغم من أنهم في الأصل جيران، ويسكنان في شارع واحد تقريبًا، إلا أن «أشرف» كان يتحاشاه لدرجة أنه لا يمر من أمام بيته.

كانت البداية يوم أن لمح «حماده» توك توك أشرف يخرج من البيت، اقترب منه، ووجد شقيقه الأصغر يقوده، فطلب منه أن يوصله إلى مكان ما، وقتها كان الشقيق الأصغر قد تلقى تعليمات من «أشرف» أن لا يتعامل مع «حماده» على الإطلاق لسوء سلوكه، وأن يتجنبه، فقال له الشقيق الأصغر: «أسف يا عم حماده أنا رايح مشوار ومش فاضي».

اقرأ أيضًا | مصرع شخص في مشاجرة بالإسماعيلية

وقتها تشاجر «حماده» مع شقيق أشرف، لكنها مشاجرة خفيفة، إلى أن تدخل «أشرف» فيها ودافع عن شقيقه، وهذا الدفاع لم يقبله «حماده» وصمم على أن يلقن أشرف ضربًا يجعله يخشى مرة أخرى أن يقف أمامه.

مرت على هذه الواقعة قرابة أسبوع أو أكثر، وقتها كان «أشرف» يتلاشى تمامًا أن يحتك بـ»حماده» لأنه يعرفه، ويعرف مدى شره، لكن «حماده» لم يتلاش «أشرف» وأقسم على ضربه. وعليه كان يتابع تحركات «أشرف» في كل يوم، حتى تتهيأ اللحظة التي سيتعدى عليه فيها.

الواقعة
في مساء هذا اليوم، خرج «أشرف» كالمعتاد إلى عمله على الـ«توك توك»، وكان «حماده» يعرف بميعاد خروجه وينتظره على ناصية الشارع، وما أن مر «أشرف» أمامه حتى أوقت التوك توك، وهم بالتشاجر معه.

بدأ الشجار في الشارع، ولأن «حماده» مجرم عتيد الإجرام، قوي البنيان، استغل قوته تلك وظل يضرب في صاحب الـ٢٢ عامًا في الشارع، وفشلت كل محاولات «أشرف» في مقاومته، ولم يكتف الرجل بهذا، بل سحب «أشرف» من ملابسه وجره إلى داخل منزله.

بعد لحظات، كان الشارع قد امتلأ بالناس والأهالي، وقبل أن يدخل أحد إلى البيت لنصرة «أشرف» كان «حماده» قد خرج من البيت وملابسه كلها ملطخة بالدماء.
في حديثها لـ«أخبار الحوادث» تقول والدة «أشرف» وهي تحبس دموعها: « أشرف دا ابني البكري، سندي ونور عيني، مات وغدر بيه حمادة عون».

حينها لم تتمالك نفسها وظلت تصرخ قائلة: «حسبى الله ونعم الوكيل، دا كان الكبير، ومن صغره شقيان علينا، بيشتغل عشان يساعد أبوه، لأن زوجي راجل بسيط، بيشتغل فى معصرة عصير بمنوف، وأشرف أول فرحتنا، وأكبر إخواته، أشرف كان بيشتغل عامل فى مصنع بمدينة السادات، وبعد ما يرجع من دوام الشغل يشتغل على توك توك، ليكفي مصاريف دراسة إخواته الصغار، كما أنه يرعى أخته الصغيرة وهي من ذوي الهمم.

عن آخر اللحظات في حياة ابنها تقول: «فى يوم الحادث، اعددت له العشاء، وبعد أن انتهى من طعامه، قال لي أنه ذاهب للعمل، وألقى على السلام وأخذ التوك توك مثل كل يوم، ولم يعلم أن حماده جارنا يقف له أمام الطريق، وبعد وقت قصير وجدت الباب يطرق، وعندما فتحت وجدت جارتنا تنادي وتقول أشرف يتشاجر مع حماده عون، خرجت مسرعة ومعى ابنتي مروة، ولما ودخلنا بيت حمادة، وجدت دماء ابني في كل ركن من البيت، وغاصت قدماي في دمه، حينها وجدت ابنى فى مشهد تقشعر له الأبدان، ملقى على الأرض وجسده عليه علامات طعن في كل مكان، من أول يده حتى قدمه».

بأنفاس متقطعة قالت: قالي اسنديني يا أمي، وفضلت أصرخ وأقول اطلبوا الإسعاف، اطلبوا الإسعاف، والناس ساعدتني وطلبوا الشرطة التي اتت مسرعة، وعندها سندت ابنى ووضعته على صدرى، وفضلت أحاول اكتم الدماء التي تنزف بغزارة من كل مكان في جسمه، وقتها قالي أنا عايز اشرب مية يا أمي، ولما اديته شوية مية، ومع الشرطة وعربة الاسعاف ايضا اتى مسرعا عمدة القرية، وألقت الشرطة على «حمادة»، والإسعاف خدت ابني على المستشفى، لكنه مات قبل ما يوصل المستشفى».

اعتراف
عن أسباب المشاجرة قالت: «كانت مشادة بين ابني وبين حماده عون، عشان كان عايز يركب التوك توك بالاكراه مع شقيق أشرف، وأشرف رفض عشان خايف على أخيه منه، ومن سكته».
اختتمت كلامها قائلة: «مفيش قدامي غير إني أقول حسبي الله ونعم الوكيل، أنا مش عايزة غير الحق، وحقي أنا عارفه ومتأكده أن القضاء سيقتص لي من هذا المجرم اللي حرمني من ابني الكبير وسند أسرته».

يلتقط والد أشرف، أطراف الحديث، وقال: «أنا جالي تليفون وابلغوني باللي حصل، وإن ابني مات على إيد حمادة عون، البلطجي اللي عنده ٤٥ سنة،مارس اجرامه على ابني اللي عنده ٢٢ سنة وقتله، كل دا عشان رفض يركبه التوك توك».

بعد القبض على «حمادة عون» واقتياده إلى قسم الشرطة، تم تحرير محضر بالواقعة، وإحالته إلى النيابة العامة، وفي التحقيق اعترف بالواقعة وتم اصطحابه لتمثيل الجريمة. وعليه أمر وكيل النيابة حبس المتهم ٤ أيام على ذمة التحقيقات.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة