الخميس، 02 مارس 2023 - 08:50 ص

منذ بداية هذه الألفية وظهور مصطلح “السينما النظيفة”، الذي كان بالمناسبة مصطلح تجاري يهدف إلى الترويج للأفلام الكوميدية، والتي كانت بدأت تسيطر على الساحة الفنية وروج المصطلح لجذب جميع أفراد الأسرة المصرية لدخول السينما، بحيث يصطحب الأب أسرته لمشاهدة فيلم كوميدي وهو مطمئن أنه لن يجد فيه ما يجعله يشعر بأي خجل من أي مشهد قبلات أو مشهد جريء أو ساخن، لأنه بالطبع نوعية هذه الأفلام لا تحتاج لمثل هذه المشاهد، ومنذ تلك الفترة اختفت من على شاشة السينما مشاهد القبلات والمايوهات والمشاهد الساخنة، وأصبحت لا تتواجد إلا في أعمال سينمائية نادرة، ورغم الاختفاء الذي حدث منذ سنوات، إلا أن هذه العناصر الثلاثة لم تختفي إلى الآن من العديد من البرامج الحوارية التليفزيونية التي تستضيف بعض النجمات، حيث يصر مقدمي هذه البرامج على توجيه سؤال عبثي وسخيف لأغلب النجمات اللاتي يتم استضافتهن، وهو هل توافقين على إرتداء المايوه وتقديم القبلات والمشاهد الساخنة؟، وكأننا نشاهد كل يوم فيلم جديد يتضمن مثل هذه المشاهد، ورغم إن هذا السؤال أصبح لا محل له من الإعراب الآن، إلا أنه يتم توجيهه للنجمات حتى يتم استغلاله في الدعاية لهذه البرامج، وفي مقاطع الفيديو التي تبث لها على السوشيال ميديا، وهو ما يعد إبتذال حواري ورخص شديد في الدعاية لهذه البرامج وسعيها لتحقيق نسب مشاهدة سواء على القنوات التي تعرض عليها أو على السوشيال ميديا، كما نشاهد العديد من البرامج الحوارية التليفزيونية التي تفتش في ماضي ضيوفها ،لتعثر على أي شيء مثير لتستغله في توجيه أسئلة ساخنة ومثيرة بحثا عن نسب المشاهدة، فهذه النوعية من البرامج لا تهدف على الإطلاق لاستضافة النجوم للحوار معهم ومناقشتهم في أعمالهم الفنية وتفاصيلها وكل ما يتعلق بعملهم، فهذه الأمور لا تهم القائمين على هذه البرامج، إنما هدفهم الوحيد هو البحث عن عناوين ساخنة ومثيرة من هذا الحوار من أجل “التريند” على حساب أي شيء، وكل شيء، ومع الآسف الشديد يزداد عدد هذه البرامج خلال شهر رمضان، حيث تقدم برامج لا تسعى إلا للبحث عن بعض الموضوعات الشخصية الساخنة والمثيرة، وأحيانا بعض الفضائح لتناولها من أجل “التريند”، وأتمنى أن تختفي هذه النوعية من البرامج، على الأقل خلال شهر رمضان الكريم.