الشيخ عبد التواب قطب
الشيخ عبد التواب قطب


وكيل الأزهر الأسبق: تحويل القبلة دليل مكانة النبي لدى ربه ووسطية الأمة

نادية زين العابدين

الخميس، 02 مارس 2023 - 06:17 م

تحل مناسبات الإسلام على أمتنا من حين لآخر وتتنزل نفحات ربنا علينا تدعونا إلى أن نتعرض لها فما من مؤمن تصيبه نفحة من نفحات الله إلا وقد عصمه الله من الشقاء ..وها نحن نقترب من منتصف شعبان شهر الخير وسفير رمضان وفيه حادثة تحويل القبلة من بيت المقدس إلى المسجد الحرام لمكة المكرمة وبهذا الحدث انتقلت الأمة إلى مرحلة جديدة من التوازن كما سعد قلب النبى.

وهناك دروس مستفادة أخرى منها ترك اليأس والتمسك بالتفاؤل .. عن دروس حادث تحويل القبلة يحدثنا الشيخ عبد التواب قطب وكيل الأزهر الأسبق قائلا: كان النبى  إذا دخل شهر رجب قال : اللهم بارك لنا فى رجب وشعبان وبلغنا رمضان واختصاصه شهر رجب لما له من مكانة عظيمة فى الإسلام، ففيه حادثة الإسراء والمعراج وأما شهر شعبان فيه فرض الصيام والزكاة وبيان أنواعها ومصارفها وفرض القتال وتحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام بمكة المكرمة.

ولأنه لما فرضت الصلاة فى معراج النبى صلى الله عليه وسلم، صلى النبى تجاه الكعبة مدة إقامته بمكة على ما كانت عليه ملة ابراهيم عليه السلام، فلما هاجر إلى المدينة المنورة صلى ناحية المسجد الأقصى لمدة ١٦أو١٧شهرا، فقد أراد صلى الله عليه وسلم استمالة قلوب اليهود فلما تبين له أعمالهم وغدرهم وأيس منها تضرع إلى الله عزوجل وأحب أن تتحول القبلة إلى الكعبة لأنها قبلة أبيه إبراهيم عليه السلام .

ويضيف: لقد استفادت الأمة من هذا الحدث الجلل وهو تحويل القبلة فى بيان أهمية المسجدين الحرام والأقصى والعلاقة المتينة بينهما، فعن أبى ذر رضى الله عنه قال: قلت لرسول الله  أى المسجدين وضع أولا قال صلى الله عليه وسلم: المسجد الحرام  ،قلت: ثم من، قال: الأقصي ، قلت: كم بينهما، قال: أربعين عاما. وقال  أينما أدركتك الصلاة فصل فقد جعلت الأرض مسجدا وطهورا.

ويوضح أنه أيضا من الدروس العظيمة أنه كان اختبارا لأطياف المجتمع، فالمؤمن ازداد إيمانا وهدى ونورا، لأن المؤمنين استجابوا لأمر ربهم وتحولوا فى صلاتهم إلى المسجد الحرام بدلا من الأقصى.

وأيضا هذا الحدث يؤكد وسطية الأمة المحمدية فى فكرها وتطبيقها للشريعة فلا تفريط ولا إفراط ولا انحراف عن طريق الله قال تعالى: «وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا»، كما أن هذا الحدث يوضح مكانة النبى  عند ربه وحبه له واستجابته لرغبته.

وهذا التحول كان أيضا تحولا للقلوب وتشجيعا للمسلم على تغيير أحواله السيئة إلى أحوال صالحة لما يرضى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فالقلوب تحولت من اليأس إلى الرجاء ومن التشاؤم إلى التفاؤل قال تعالى:» إنه لاييأس من روح الله إلا القوم الكفرون»، فما مرت به الأمة من أزمة إلا فرج بعدها من قريب وأيضا تحولت القلوب من الفرقة إلى الوحدة قال تعالى: «وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم». وأخيرا تحول القلوب من الكسل إلى العمل والإنتاج وهذا ما يجب علينا الآن .

اقرأ ايضاً | علماء أزهريون: المشككون في الإسراء والمعراج هدفهم إقصاء المسلمين عن ثوابتهم الدينية

نقلا عن صحيفة الاخبار : 

DN_2023-3-2

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة