لطيفة النادي
لطيفة النادي


«تاج الفخر».. لطيفة النادي أول مصرية تقود طائرة في العالم العربي

هناء حمدي

الجمعة، 03 مارس 2023 - 01:37 ص

أعلنت تحديها للجميع مؤكدة أن المرأة تتمكن من تحقيق ما تريده وأن تقتحم عالما كان يظن الجميع أنه مقتصر على الرجال لتحارب التقاليد رافضة الاستسلام، حتى نجحت في تغيير الواقع وأثبتت للعالم أن المرأة المصرية قادرة على التواجد في الصفوف الأولى لأي تحدي كما أنها قادرة على النجاح وتستحق بجدار إبهار العالم.


ففي شهر المرأة، لن تجد أفضل من لطيفة النادي كمثال شاهد على ما حققته المرأة المصرية منذ عشرات السنين وهي تتحدى كل العقبات في معركة اقتحامها لمجال الطيران لتكون أول مصرية وعربية تقود طائرة والثانية عالميا في وقت كان تعليم المرأة ليس ضروريا في نظر البعض، وتفتح الأبواب لغيرها من السيدات القادرات لتصبح " لطيفة النادي" أول كابتن طيار مصرية وعربية.


شهد عام 1907 على ولادة " لطيفة النادي" تلك الفتاة المصرية التي تمكنت من التحدي لتكون رمز الكفاح من أجل تحقيق الأحلام حيث ولدت لطيفة في أسرة تنتمي الى الطبقة المتوسطة لاب يعمل موظف في المطبعة الأميرية والذي شجعها على الالتحاق بالتعليم النظامي شأن عدد صغير من الفتيات الذين التحقوا بالتعليم في ذلك الوقت.


 وأثناء فترة تعليمها المتوسط سمعت لطيفة عن حلم الطيران الذي ظل يراودها على مدار سنوات تتمنى أن تكون جزء مميز من هذا الحلم لتحلق بخيالها في سماء الامنيات ولكنها لم تستمر في الخيال كثيرا بل حولت الحلم إلى واقع عندما قررت الالتحاق بمدرسة مصر للطيران في الماظة والتي تم تأسيسها عام 1932 وتخطت كافة المعوقات والتي بدأت بضرورة الحصول على موافقة الأهل ورغم أن والدها كان داعم لها إلا أن احلام الفتيات في ذلك الوقت كان لها حدود وحلم الطيران لم يكن ضمن هذه الحدود.


 فكان الحل دائما ما يكمن عند المرأة المصرية المساندة والداعمة لاحلام أبنائها حيث ذهبت والدتها معها واعلنت موافقتها على التحاق ابنتها لمدرسة الطيران ليأتي العائق الآخر هو تأمين نفقات المدرسة ولكنها تمكنت أيضا من تخطيه حيث عملت سكرتيرة في المدرسة لسداد النفقات وبعد 6 شهور من الدراسة تلقت فيهم 67 ساعة تدريبية على يد معلمين طيران اجانب ومصريين حصلت لطيفة عام 1933 على إجازة الطيران لتكون أول امرأة في مصر والعالم العربي تحصل على رخصة الطيران والثانية عالميا بعد الأمريكية أميليا إير هارت تقود طائرة بمفردها.


 ولم تتوقف لطيفة عند هذا الحد، بل أرادت استكمال تسجيلها نجاح عالمي بمشاركتها في مسابقة للسرعة على هامش مؤتمر دولي للطيران نظمته مصر بمشاركة طيارون من 60 دولة لتكون الأولى في سباق السرعة المحدد بين القاهرة والإسكندرية وتفاجاء الجميع حيث تمكنت من سباق طيارون رجال مخضرمون لتصل إلى نقطة النهاية قبل الجميع بدقيقة كاملة وهي لا تزال في سن الـ 26 عاما.


 وعلى الرغم من أن اللجنة المحكمة للمسابقة، رفضت الإقرار لها بالفوز بحجة أنها أغفلت الدوران مرتين على ساحل البحر المتوسط واكتفت بالدوران مرة واحدة فقط لتمنح الجائزة لمتسابق فرنسي إلا أن احتفى العالم بإنجاز لطيفة المصرية حتى الناشطة هدى شعراوي أرسلت لها برقية تهنئة وصفتها فيها بكونها تاج الفخر.


 لتفتح لطيفة بذلك باب الاحلام لكثير من فتيات جيلها والأجيال القادمة لتحقيق كل ما يتمنوه لتتوفى لطيفة النادي اول مصرية وعربية كابتن طيار في عام 2002 بسويسرا عن عمر يناهز الـ 95 عاما.


اقرأ أيضا | مبادرات صحية شاهدة على تمكين المرأة في المنيا

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة