الكاتب الصحفي والناقد الفني محمد قناوي
الكاتب الصحفي والناقد الفني محمد قناوي


محمد قناوي يكتب: محاكمة الصحافة الفنية في مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية

محمد قناوي

الجمعة، 03 مارس 2023 - 04:47 م

لا شك أن الصحافة الفنية عمود رئيسي من أعمدة الصحافة ليس في مصر فقط بل في الصحافة العالمية كلها، فهي إحدي عناصر الجذب الأساسية للقراء لمتابعة الصحف، فكثيرون منهم لا يشترون الصحف لمتابعة أخبار الساسة والاقتصاد بل لإشباع هوياتهم في متابعة فنانينهم المفضلين أو الإلمام بتفاصيل الأعمال الفنية المختلفة سواء التي يجري تصويرها أعرضها.

ولكن خلال السنوات الأخيرة ومع انتشار الصحافة الالكترونية تعرضت الصحافة الفنية لأزمة شديدة، واختلط فيها الحابل بالنابل وأصبحت مهنة من لا مهنة له، رغم أنها المطبخ الحقيقي لإعداد وتكوين مهارات الصحفي، وابتعدت الصحافة الفنية عن مضمونها الحقيقي وابتعد كثير منها عن المهنية والأخلاقية.

أقرأ أيضا المخرج حسام الحسيني يدعم والدته نهال عنبر في انتخابات المهن التمثيلية

 

وتم إفراغها من مضمونها الذي يعتمد على التحليل ورصد تاريخ الفنان وتقويم مشواره وإرشاده للطريق الصحيح في رحلته الفنية معتمدة علي فهم الصحفي الفني لدوره الحقيقي كأحد بناة الشخصية الفنية ، فأصبحت تحتوي على مواضيع لا سيرة لها إلا الدخول في تفاصيل شخصية لا تمس القضية الفنية أو القيام بمجاملات فنية تؤدي إلي إفساد ذوق الجمهور وتتسبب في عدم تعلم الفنان من أخطائه.

وانحرفت الصحافة الفنية عن مسارها بتناولها الإشاعات الفنية بغرض الإثارة وتحقيق أكبر قدر من المشاهدة والترافيك وابتعدت عن دورها الحقيقي في تحليل الأعمال الفنية وتقديم تأريخ حقيقي لمشوار الفنان سلبا وايجابا وصعودا وهبوطا، وساعدهم في ذلك الفنانون أنفسهم الذي قطعوا حلقة الاتصال بينهم وبين الصحافة الفنية الحقيقية واعتمدوا علي السوشيال ميديا كوسيلة وكمصدر لأخبارهم، والآن اصبحوا يكتوون بنار السوشيال ميديا- أزمة مني زكي الحالية نموذجا- ورغم ذلك مازال هناك بعض صحفيي الفن وهم قليلون بالمناسبة ملتزمون بمهنية وأخلاقية الصحافة الفنية .


حسنا فعل الصديق الناقد السينمائي عصام زكريا رئيس مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة في دورت الـ 24 والتي تنطلق منتصف الشهر الجاري بتخصيص حلقة نقاشية لرد الاعتبار للصحافة الفنية ومناقشة أهميتها وأسباب انحدارها، وذلك من خــلال أبحاث يقدمها مجموعة من الباحثين في هذا المجال يرصدون العلاقة بين الفنانين والصحافة الفنية منذ بدايات السينما وحتى منتصف القرن العشرين مثل" ناهد صلاح، أمنية عادل، حسام الخولى، محمد دياب، أشرف غريب"، ويشرف على الأبحـاث الناقدان الكبيران كمال رمزي، د. ناجي فوزي، وتناقش الأبحاث في جلستين خلال فعاليات المهرجان، ستكون بمثابة محاكمة حقيقة للصحافة الفنية وما آلت إليه من تدهور وتدني.

أتمني أن ترصد هذه الأبحاث الأسباب الحقيقية لانحدارالصحافة الفنية ومحاولة ايجاد مسار حقيقي للتقويم، وإن كنت أرى أن الزملاء والأصدقاء المشاركين في الندوة بأبحاثهم بعيدون عن ممارسة الصحافة الفنية بشكل حقيقي، فكثير منهم لم يمارس العمل الصحفي الفني كمخبر صحفي من البداية ، يتجول في الاستديوهات ويكون شبكة علاقات قوية سواء بين الفنانين أو الجهات المنتجة ويعرف تفاصيل العلاقة الحقيقية بين الفنانين والصحافة الفنية فجميعهم يحمل لقب "ناقد" سينمائي فقط.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة