كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

الدوم

كرم جبر

السبت، 04 مارس 2023 - 07:06 م

عندى ثقة كبيرة فى أن مصر مليئة بالمواهب الفنية، التى لا تقل عن أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وعبد الحليم ونجاة الصغيرة ومحمد قنديل وعبد المطلب.
وغيرهم من الفنانين العظام، الذين أثروا الحياة الفنية فى المنطقة كلها، وانسابت أغانيهم الجميلة على كل الألسنة ودخلت القلوب، وجعلت اللكنة المصرية هى المحبة للجميع.


ثم حدثت سنوات الجفاف والتجريف.
وصار الفن المصرى غريباً فى وطنه ابتداء من منتصف السبعينيات وأوائل الثمانينيات حتى فترة قريبة، وتمت عمليات وأد واسعة النطاق لأى موهبة فنية تبرز على السطح.


لدرجة أنه فى إحدى المناسبات القومية قبل 25 يناير سألت مسئولاً كبيراً، لماذا لا تستعينون بالفنانين المصريين فى إحياء تلك الاحتفالات ؟، فرد علي: ترشح مين؟.. ولم أستطع الإجابة.


وضُربت القوة الناعمة فى مقتل، واختل التوازن التاريخى لمصر كحاضنة للفن والفنانين العرب، وانتقلت الزعامة إلى أصوات وألحان أخرى لملء الفراغ الذى حدث فى الساحة المصرية.
وفى زمن التجريف احتلت الساحة أصوات وأسماء غريبة تحت مسمى "المهرجانات"، جرى تصويرها على أنها الممثل الشرعى للفن المصري، ومع كل الاحترام لكل هذه الأصوات فإنها كانت موجودة من قبل، لكنها لا تشغل إلا حيزاً صغيراً فى الساحة الفنية.
وانتقلت مهمة اكتشاف المواهب المصرية إلى برامج توك لقنوات عربية، كانت تجوب البلاد من أقصاها لأقصاها، وأدرجت مواهبنا ضمن منظومة لا تحقق الطموح المنشود.
ثم خرج إلى النور برنامج "الدوم" الذى تبنته الشركة المتحدة للإنتاج الإعلامي.. وكتبت يومها أنه يعيد الأشياء إلى وضعها الطبيعي، ليكون اكتشاف المواهب المصرية، بأيدى وخبرات وأموال مصرية فما "حك جلدك غير ظفرك".
ومن كل ربوع مصر ومدنها وقراها ونجوعها، بدأت المهمة الشاقة، التى أثمرت فى الحلقات الأخيرة للبرنامج مواهب مصرية ممتازة، سوف تملأ الفراغ، وتقدم فنوناً أصيلة نفتخر بها.
ولكن:
1- الخطوة الأولى "التقليد" شيء مهم، لأنه يكشف المميزات الحقيقية للأصوات، وقدرتها على تأدية أصعب الألحان بمهارة وحرفية.
2- بعد التقليد انطلاق الأصوات بألحان وأغان أصيلة تعبر عن الحاضر وأجيال الشباب.
3- منظومة متكاملة من المؤلفين والملحنين والمطربين، لتأدية ألحان تتوافق مع جيلهم وزمانهم وليس تقليد الماضى فقط، مجموعات مثل "عبد الحليم وصلاح جاهين وكمال الطويل"، كانوا منظومة واحدة.
4- "المتحدة" تستكمل عملها الكبير بإقامة حفلات شهرية لهذه المواهب، ومصر فيها عشرات القاعات ودور الأوبرا فى المحافظات التى تستطيع احتضانهم، ليعود الفن الجميل ويملأ الفضاء.
الفن يلهم الشعوب بالمعانى الجميلة، وآن الأوان أن نعود إليه.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة