الداية موزة
الداية موزة


حكايات| «الداية موزة» 83 سنة.. «نص جنيه» أجرة الولادة في البيت

بوابة أخبار اليوم

الثلاثاء، 07 مارس 2023 - 08:59 ص

فتحي البيومي

تصرخ سيدة على وشك الولادة، يرتبك زوجها لا يعرف ماذا يفعل، يتحرك يمينًا ويسارًا، ذهابا وإيابًا، ثم يركض نحو بيت «الداية» ليخبرها أن زوجته داهمها الطلق، فتهلل وتبارك، تطلب منه تجهيز المياه الساخنة، ثم تلحقه إلى المنزل.

اعتاد المصريون على رؤية ذلك المشهد، من خلال شاشات السينما، في مئات الأفلام القديمة وحتى فترة ليست بالبعيدة، وثقت مهنة «الداية»، حتى صارت أشهر أفيهات الفنان الراحل إسماعيل ياسين حين صرخ قائلاً يـ«أم السعد.. يا أم السعد».

أقرأ أيضاً..«باتمان الشرقية».. حكاية 3 سيارات بروح الصناعة المحلية| فيديو



من أم السعد في الأفلام، إلى الداية موزة في الإسماعيلية، رحلة عمل بدأت قبل 40 عامًا، استطاعت فيها أن تحل محل الطبيب في عملية الولادة، لا في العيادة ولكن في المنازل، كما جرت العادة قديما. 

بزغ دور «الداية» على وجه التحديد، في الأوساط الشعبية رغم شيوع الولادة في المستشفيات، وذلك لأسباب عدة منها اعتبار الولادة في المنزل في البيئات المحافظة والشعبية أمرا ضروريا.

في رحلة الماضي، تقول الداية موزة صاحبة الـ83 عامًا، لـ«بوابة أخبار اليوم»: «اسمي انشراح أمين  واشتهرت في محافظة الإسماعيلية بالداية (موزة)، وقد أطلق علي هذا الاسم نظرا لوصف الأهالي بأنني كنت بارعة الجمال على حد قولهم».

وتابعت: «رغم أني من الشرقية إلا أتيت أتيت إلى محافظة الإسماعيلية منذ أن كان عمري ٢٠ عاما لزواجي من نجل عمتي الذي كان يقطن بمحافظة الإسماعيلية منطقة المحطة الجديدة ومنذ ذلك الحين أقطن بالإسماعيلية حتى بلغت من العمر ٨٣ عاما الآن».

على يد حماتها كانت انطلاقة «موزة» في مهنة الداية، والتي علمتها أصولها، وتمكنت من ممارسة مهنة التوليد لمدة ٤٠ عاما.

تقول: «نلت من الشهرة ما دفع الأطباء المتخصصين ينهالون بعروض العمل علي للعمل في عباداتهم الخاصة، وقد كنت أقوم بمتابعة السيدة الحامل بداية من اكتشاف الحمل وحتى التوليد وإقامة حفل سبوع المولود مرورا بإلقاء نصائح وإرشادات للمحافظة على الأم والجنين خلال فترة الحمل، وقد كنت أقوم بتسجيل المواليد بنفسي في مركز السبع بنات التابع له منطقة المحطة الجديدة».

قطع الحبل السري ببراعة أكثر ما اشتهرت به الداية موزة، تقول: «لمولود الذي كان يولد على يدي كان الأطباء يعرفون أنني من قمت بتوليده وذلك لنظافة عملية الولادة».


«خمسون قرشًا»، كان أول أجر تقاضته الداية موزة في حياتها، قائلة: «كنت أراعي دوما حالات أصحاب الحالات الفقيرة فالمهنة كانت خيرية أكثر منها تجارية ومع تطور السنوات زاد الأجر».

أقرأ أيضا..حكايات| رشدي أباظة.. «دنجوان السينما» الذي رفضته 7 فنانات

أخذت الداية «موزة» دورة تدريبية لمدة 6 أشهر حصلت بعدها على إجازة، قائلة: «أحضروا ليي عروس موضح بها الرحم والاحشاء " ماكيت" وقد شرحت عليها كيف تتم عملية التوليد بشكل مفصل، وحصلت على شهادة إتمام الدورة ورخصة التوليد».
 
وعن أغرب الحالات التي واجهتها، تقول: «مارست مهنة القابلة لمدة أكثر من أربعين عاما أو يزيد وبالطبع قد وأجهتني حالات ولادة متعسرة ما بين تغير وضعية المولود فقد كنت أقوم اولاد بتعديل وضعيته داخل الرحم من خلال الضغط بطريقة معينة بالكفين على بطن الام مع حركات دائرية وقد كنت استخدم الكوع احيانا حتى يعود الجنين لوضعه الطبيعي وتتم عملية التوليد».

وعن مهنة الداية في الوقت الحالي قالت: «لن نعارض التطور الزمنى، فكل ذلك العوامل جعلت الطلب يندر على اللجوء للداية والولادة الطبيعية».

 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة