بريندان جليسن مع كولين فاريل فى «نائحات إنيشيرين»
بريندان جليسن مع كولين فاريل فى «نائحات إنيشيرين»


بدأ العد التنازلي للدورة 95 | فاز بـ 335 جائزة حتى الآن

«كل شىء في كل مكان في وقت واحد» يسيطر على موسم الجوائز الأمريكية.. فهل يقتنص الأوسكار؟

هويدا حمدى

الثلاثاء، 07 مارس 2023 - 05:14 م

علن الأكاديمية الأمريكية لعلوم وفنون السينما جوائز الأوسكار الـ٩٥، الأحد القادم، في حفلها السنوى المنتظر، والذى يقام بمسرح دولبى الشهير بهوليوود وتبثه محطة ABC على الهواء مباشرة ليتابعه ملايين من عشاق السينما فى أمريكا والعالم، يبدأ الحفل بفعاليات السجادة الحمراء.

 

حيث يتوافد عليها نجمات ونجوم السينما العالمية من الخامسة مساء بتوقيت كاليفورنيا ،يتألقون بأحدث صيحات الموضة.

 

فيما يشبه عرضاً للأزياء بتوقيع كبار مصممى الأزياء والمجوهرات فى العالم، أمام عدسات المصورين المصطفين فى مواقعهم، ومن بُعد يتزاحم الجمهور منذ ساعات الصباح الأولى لالتقاط الصور والتلويح لنجومهم قبل دخول القاعة وانطلاق الحفل، الذى سيقدمه هذا العام چيمى كيميل فى محاولة لاستعادة جماهيرية الحفل الذى فقد كثيراً من بريقه فى السنوات الأخيرة.

 

وفى محاولة ذكية لجذب الجمهور الحقيقى من عشاق السينما ، كانت الأكاديمية قد عقدت شراكة مع الشبكة الاجتماعية الشهيرة «Letterboxd» والتى تضم أكثر من ثمانى ملايين عضو من أكثر من ٢٠٠ دولة ، يجمعهم حب السينما، يتبادلون الآراء وتقييمات ومراجعة الأفلام ، وللموقع الشهير نافذة إعلامية مؤثرة هى «Journal» تضم أخباراً وتغطيات خاصة بصناعة السينما ، غير البودكاست الذى يحظى بتفاعل كبير من الأعضاء وصناع الأفلام أيضاً.

 

وقامت الشبكة الشهيرة بصناعة محتوى رائع حول ترشيحات وجوائز الأوسكار هذا العام ، واستضافت المرشحين فى بودكاست «The Letterboxed Show»، ونالت الحلقات الرائعة إعجاباً شديداً من المرشحين.

 

وكانت كورتنى رودريجيز مديرة التسويق الرقمى بالأكاديمية قالت بعد الإعلان عن هذه الشراكة منذ شهر تقريباً «لأن الأكاديمية تسعى للوصول إلى جمهور عالمى متنوع من محبى الأفلام المتحمسين فكان Letterboxed هو الشريك المثالى ، ونحن نتطلع أن نكون جزءاً من هذا المجتمع المتفاعل».

 

فى العام الماضى لم تنجح  فكرة جائزة من اختيار الجمهور شارك فيها مستخدمو موقع التواصل الاجتماعى «تويتر» فى استعادة جماهيرية الأوسكار، بل زادت الأمور سوءاً مع جمهور السينما الحقيقى حين أعلنت  الأوسكار فوز فيلم فاشل بكل المقاييس «Army of the Dead» وهو فيلم لم يحظ بتقدير نقدى أو جماهيرى ولم يحقق إيرادات تُذكر.

 

لذا لجأت الأكاديمية  لجمهور الأفلام الحقيقى فى Letterboxed لإنقاذها، واعتقد أنه اختيار شديد الذكاء.


كل شىء فى كل مكان فى وقت واحد.

كل شىء فى كل مكان فى وقت واحد يفوز بكل شىء ! عبارة اختزلت المشهد فى موسم الجوائز الأمريكية هذا العام ، هذا الفيلم العبقرى نجح فى اقتناص معظم الجوائز ،فجمع ٣٣٥ جائزة حتى كتابة هذه السطور ومازال يحصد الذهب ، ويكسب جمهوراً جديداً ، تم ترشيحه لإحدى عشرة جائزة أوسكار ،واعتقد أن الطريق ممهد له ليتوج بأفضل فيلم وأفضل مونتاج وأفضل إخراج  وممثل مساعد ، وربما أفضل ممثلة للمدهشة حقاً ميشيل يووه ..

فى الحقيقة رغم إعجابى الشديد بالفيلم ، إلا أننى من المنحازين للفيلم الرائع «The Banshees of Inisherin» وأتمنى أن يفوز بأفضل فيلم وأفضل مخرج وأفضل سيناريو لمارتن ماكدوناه ، وأفضل ممثل لنجم الفيلم الموهوب جداً كولين فاريل، لكن تبدو حظوظ «كل شىء فى كل مكان فى وقت واحد» أعلى للفوز هذا العام بأفضل فيلم ، ويبدو أنه عام دانيال كوان ودانيال شينيرت ليقتنصان أفضل إخراج.

وجائزة أفضل مونتاج ستكون للفيلم حتما وأفضل ممثل مساعد ستكون لكى هوى كوان لا ينافسه أحد، وربما تكون حملة الهجوم على الأوسكار والأكاديمية من الإعلام قبل أسابيع، واتهامها من جديد بالعنصرية والانحياز لأصحاب البشرة البيضاء سبباً لفوز الممثلة العبقرية ذات الأصول الآسيوية ميشيل يووه بأوسكار أفضل ممثلة منتصرة على المرشحة الأقوى كيت بلانشيت عن دورها الرائع فى «Tàr».

 

وهى تستحق هذا الانتصار بالتأكيد ، فميشيل يووه لعبت أفضل أدوارها على الإطلاق وتعد إحدى كلمات السر فى نجاح الفيلم المذهل ، والمستمد سحره وديناميكيته من أدائها العبقرى ، أتمنى أن تحمل فارسها الذهبى فهى فرصتها وتستحق، أما الفيلم فهو يستحق مقالاً نقدياً بمساحة غير محدودة ،تليق بالفوضى الظاهرة والمدروسة بعمق ، والزخم والحشد المذهل لأفكار فلسفية من خلال خيال علمى مجنون وحركة لا تتوقف لتدير رأسك وتصدمك بأفكار قد تصيبك بشروخ وربما انفجارات ، تجمع نفسك من جديد وتعيد مشاهدة الفيلم الذى عبث بعقلك وأفكارك وحواسك أيضاً ، لتعيد النظر معه فى الكون ومحاولاتنا العبثية لفهمه ! .

 

كل هذا من خلال قصة بسيطة عن أسرة صينية هاجرت إلى كاليفورنيا أملاً فى السعادة ، لكن تخيب الحياة فى أمريكا أملهم ، فبعد سنوات من الهجرة يسكنون شقة فوضوية مزدحمة ، يمتلكون مغسلة - تبدو كالحياة - تديرها الزوجة إيفلين ( ميشيل يووه) التى تشعر بالندم لاستجابتها لنداء الحب وهجرتها مع الزوج الفوضوى وايموند ( العبقرى كى هوى كوان ) ،رزقت بإبنة ،جسدتها ستيفانى هسو ببراعة أيضا ،لكنها تشعر بخيبة أمل فى تربيتها ، وتبادلها الإبنة نفس المشاعر حين تشعر أن أمها لا تفهمها ولا تفهم الحياة أصلاً ، تكافح الأم لتنجو بأسرتها من حسابات الضرائب الأمريكية.

 

خاصة وقد أوقعها الحظ فى يد موظفة قاسية جسدت دورها ببراعة چيمى لى كورتيس ،لكن فجأة يسيطر على الزوج رايموند نظيره من عالم آخر يدعى ألفا وايموند ، ويأتيهم تحذير من حرب على الأكوان المتعددة وبينها هذا الكون الذى يعيشه ، والذى يعد الآن خط الدفاع الأخير ، وهو بحاجة إلى إيفلين لإنقاذ الكون ، وهكذا تبدأ ايفلين فى اكتشاف ذاتها وتستعين بقدرات من نسخ مختلفة منها فى الأكوان المتعددة.

 

فهل تنجح إمرأة عادية هزمتها الحياة التى أصبحت كالآلة أو المغسلة التى تدور بلا توقف ، وحبيبها الذى خيب أملها ، والنظرة الدونية لها من أبيها ومجتمعها كإمرأة ، هل تنجح هذه التركيبة فى إنقاذ الكون ؟ هذا ما يجيب عليه الفيلم الذى أنصحك عزيزى القارئ بمشاهدته قبل حفل الأوسكار لتشترك معنا فى تخمين الجوائز .

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة