صفاء نوار
صفاء نوار


مجرد سؤال

المحاربة الصامتة!

صفاء نوار

الأربعاء، 08 مارس 2023 - 06:44 م

عزيزاتى أم سعيد وأم مصطفى وسيدة وعنايات وفاطمة وعزيزة وسارة ومنى وفرح، كل عام وأنتن عمود الخيمة، بصحة أقوى وصبر أجمل وإرادة أشد على فتح البيت لتعويض غياب السند وقلة الحيلة، بمناسبة يوم المرأة العالمى كل عام وأنتن الوتد فى كل أسرة وكل بيت، زوجة.. ابنة.. أخت وأرملة وخالة وعمة، خرجت تدعم وتساند وتنفق على أسرة تنتظر عودتها من عملها لتبدأ طبخ وتنظيف وغسيل وتمريض لأب أو زوج أو ابن أو أولاد أخت وأولاد أخ أو فتح الله عليك بباب رزق بإعالة صابر من ذوى الاحتياجات الخاصة.

 حياة صعبة لكنك والحمد لله قادرة على الضحك والابتسام فى نهاية اليوم وأنت تضعين جنبك على الحصيرة أو على السرير تنامين قريرة العين، تستعدين ليوم جديد!

 تواجهين الصعوبات بتحدٍ وعشم فى وجه رب كريم.. تخرجين للعمل فى منزل أو مسح سلم، بيع خضار بقفص ومشنة على الرصيف، أو أنبوبة بوتاجاز تحملينها على أم رأسك للدور الخامس لتسترزقى بـ 10 جنيه تبوسى يدك بعدها وش وضهر تقضى بها اليوم..

لا تحزنى وقرى عينا فأنت واحدة من ستات مصر ملحها وترابها وعزها وكرامتها. 

قلت لأم عمر كل سنة وانتى طيبة النهاردة عيد المرأة وبعد كام يوم عيد الأم مين فى الولاد بيجيب لك هدية؟. 

هزتنى إجابتها: أنا كل يوم عندى عيد، عيدى وانا راجعة لأولادى بمصاريف، ولما ادفع فلوس الدروس الخصوصية، عيدى وانا راجعة بالدواء لحماتى وأمى لأنهم يعيشون معى فى نفس الشقة.. عيدى وانا شايفة زوجى يدافع عنى وعن عملى.. فهو يعمل يوم بالأجرة، وعشرة بطلان.. لكن الحمد لله الذى يرزقنا برزق أولادى!

أما أم محمد التى تجاوزت الخامسة والستين فتجر أنبوبة البوتجاز على السلم حتى الدور الخامس، لأنها محرومة من شريحة الأسانسير سألتها أليست ثقيلة؟ قالت ربك بيقوى. 

ستاتنا المكافحات وراء لقمة العيش: حكايات بطولتكم أمام كل باب، يكتبن عنوانا واحدا لا غير: المحاربة الصامتة!
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة