نهلة سليم
نهلة سليم


أرفعوا القبعة للمرأة المهاجرة المصرية لأنها = الهوية

بوابة أخبار اليوم

الأربعاء، 08 مارس 2023 - 11:32 م

كل عام والمرأة المهاجرة المحاربة المصرية بألف خير بمناسبة يوم المرأة 

نعم المرأة المهاجرة هي الهوية التي طالما تحافظ عليها حتي تبقي مصر بلد في شهادة ميلاد اجيالها حتي وإن عاشوا في بلد غيرها
كل عام وتلك المرأة المحاربة المهاجرة صاحبة الهوية والأصل بخير وصحة وسلامة

موقفها من بلادها 
الذي يعلم عن الدور الذي تلعبه تلك المرأة المهاجرة نحو بلدها مصر ، ليرفع لها القبعة مدي الحياة فهي السفيرة المتجولة والحارث الذي بيده سلاح يقف علي اطراف الحدود ليراه عدو بلاده ، حارث متيقظ فيهرب بلا عودة وهي الجامعة لمحبين مصر كي يساندوها ويدعموا موقفها وهي المنفقة اموالها في سبيل بلادها دون ان تطلب يوماً مقابل لهذا 

هي كل العطاء هي البيت الذي تربي فيه ابناء تقول لهم انتم مصريين ولستوا ألمان او اوروبين وواجب عليكم الدفاع والمساعدة لبلدكم مصر 
هي الأم التي تستخرج شهادة ميلاد مصرية بأبنائها المولودين من أب ألماني كي تكون اسم مصر في شهادة ميلادهم الأخري كي تكون مصر دائما في هويتهم 

لذلك اهنئ كل سيدات الخارج التي حملن علي اعتاقهن مسئوليات جسام مسئولة الصراعات الكثيرة بداية من  ، صراع النجاح والتطلع للأمام وحلم النجاح والتفوق اللاتي تتركن بلدهن كي تعود به مرة اخري او كان لرفقة زوجها ومساعدته في المستقبل الذي حلم بصنعه بالخارج كي يعود به لينير بعلمه بلده بين هذا وذاك فيكون هو الإختيار الصعب لأن مشواره ودروبه ليس معلوم بل به من المفاجأت الغير محسوبة كثيرة وبه من الصراعات التي تفرض نفسها فجأة دون اي حسبان لها وتظل تلك النساء اللاتي اختارت النجاح والعودة به أمراً محتموماً لهن كي  يحققن ذاتهن بالخارج بعيدا عن كل معين من الأهل وبعيداً عن كل معرفة قد تساعدهن او تقف بجانبهن  فيصبح لهن   الإختيار الأصعب علي الأطلاق 

لأنه بعد الثقة  بالله والاعتماد عليه تأتي الثقة بالنفس ، التي من الصعب أن يعرف الإنسان قدرتها خاصة أمام الصعاب التي سوف يصادفها في مجتمع غريب لغةً وثقافةً وديناً ثم تأتي تلك السيدة المهاجرة لتثبت لكل ذلك أنها السيدة القديرة في كل شيء وفي كل صعاب 

وصعاب الغربة بالنسبة للمراة المهاجرة صعاب مضاعفة اضعافً كثيرة خاصة عندما تصبح حامل في الغربة والمرأة الحامل خاصة اول مرة  وهذا الحمل الذي وصفه الخالق لنا بأنه وهنً علي وهن ففي الغربة هذا الوهن مضاعف بشكل يستحق الشفقة لأن تلك السيدة الحامل تحتاج الي من يقف بجانبها ويطمئنها من عائلتها المقربة لكنها تنظر عن يمينها وشمالها لم تجد إلا غرباء قد تستعين بهم وقد لا تستعين ثم يأتي يوم الولادة فلم تجد غير زوجها وأحياناً يكون لديه عمل لا يستطيع ان يكون بجانبها فتلد وحيدة غريبة تنظر لوليدها واقول له متي تكبر كي تتحدث معي بلغتي التي افتقدها بين الأغراب ثم يكبر هذا الطفل وتحدثه بلغتها ايماناً منها بأن من لا يتحدث بلغته تموت هويته ويموت معها كيانه واصله وثقافته وعاداته وتقاليده ثم تربيه علي عاداتها الأصيلة التي قد تخالف عادات المجتمع الغربي الذي زرعته فيه ويبدأ  الصراع الآخر صراع  الخوف والعناء من المجتمع الذي تعيش فيه هي وابنائها وما يفرضه عليهم من ثقافات وحريات  مغلوطة ومنافيه لكل عرف ودين فما تجد تلك المرأة المهاجرة المحاربة أن الحرب والصراع الذي بدأته في بداية حياتها صراع النجاح قد يزداد يوماً بعد يوم ليصبح صراع من اجل الحفاظ علي بقاء الهوية لها ولأبنائها ثم يأتي صراع آخر صراع زواج ابنائها الذين يعيشون في مجتمع اوروبي يرفض الحياة الاسرية ليصبح مجتمعاً انانياً لا ينظر إلا لنفسه ويعيش لها ومن بعد ذلك يفني كما يعترف هو بذلك وهذا المجتمع لابد وأن يؤثر بشكل او بآخر علي الشباب المندمج فيه خاصة انها تحلم بأن تكون زوجة ابنها او زوج ابنتها من جنسيتها حتي تحافظ علي استمرارية الهوية والعادات والتقاليد واللغة والدين ولكنها لا تجد هذا الجنس لإبنها او لإبنتها لأنها تعيش في مجتمع متعدد الجنسيات وليس جنس واحد وغالباً المصريين وعائلتهم بيكونوا قليلين وعدم انخراط شباب العائلات المصرية ببعضهم البعض بسبب انهم عازفين عن الحضور مع عائلاتهم في اغلب الاحيان للتجمعات المصرية وذلك لأنهم مندمجين في عالمهم الآخر عالم البلد الذي يعيشون فيه والذي به رفقائهم بالجامعة او بالعمل او بالمدرسة فهذا عالمهم المفضل

لذلك تصبح مشكلة الزواج صراع لم تجد له حل تلك المراة المهاجرة التي حرمت ايضاً من فرحتها كأي ام تعيش في بلدها عندما يتزوج ابنها او بنتها وتسمع الزغاريد والدفوف والأغاني التي تسعد القلب في الأفراح فما تجد نفسها تلك المحاربة إلا انها تدعو وتنتظر وتأمل بأن تجد زوجة لإبنها او لإبنتها تختاره هي او يختارها هو أياً كانت جنسيتهم وهذه اكبر هزيمة لتلك المحاربة التي خرجت من بلدها كي تعود بالنجاح وليس بخيبة الآمال

اما من الناحية العملية فالصعاب لا تنتهي لأن لا احد يتركها تنجح دون ان يحاول ان يخسف بها وبنجاحها من اعداء النجاح المتواجدين في كل مكان وزمان لكن بالغربة بيكون الوجع وجعين والليل بليالي ولكن اصرارها علي النجاح هو السلاح الفتاك لمن يقف بطريقها .

إذن حياة تلك المرأة المهاجرة ما هو إلا صراع مستمر نحو النجاح والحفاظ علي هوية عائلتها كي تبقي مصر التي لا تغيب عن خاطرها في خاطر ايضاً عائلتها بالغربة وبالبلد الذي تعيش فيه في غربتها كي تظل بلدها مصر التي اختارت لها الأقدار أن تكون جنديًا من جنودها خارج حدودها كي اكون يلحق بها هذا الشرف شرف ، بقاء بلدها مصر آمن مطمئن رغد سعيد وهذا أقل واجب ارد به جميل مصر الذي في عنق كل فرد تربي وتعلم اشياء لا يستطيع ان يتعلمها في بلد غيره مهما طال عمره بها .

بقلم: نهلة سليم - صحفية دولية 
ورئيس المركز الألماني الدولي  للثقافة والاعلام بألمانيا

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة