صورة أرشبفبة
صورة أرشبفبة


حكاية الشغالة والثري.. ولقاء على الشاطئ

علاء عبدالعظيم

الخميس، 09 مارس 2023 - 05:19 م

كانت أول مرة يراها وهو مستلقي على الكرسي تحت الشمسية، بينما هي ترتدي مايوها يكشف عن مفاتن جسدها، وقد وضعت فوق رأسها إيشارب أحمر بلون المايوه، وكان جمالها الصارخ مثار إعجاب الشباب والكهول، جمال يدير الرؤوس.

اقرأ أيضا| حاول تفجير شبكة محمول.. المؤبد لعضو الجماعة الإرهابية بالبحيرة

تعلقت بها عيناه واستقرت في حناياه وحرص على أن يراها كل يوم ليملأ قلبه بهذا الجمال، وتمنى أن يلقي بملايينه تحت قدميها وواتته الفرصة، حيث كانت تمشي بصحبة طفل صغير، وبدون مقدمات توجه إليها يطبع قبله على جبين الطفل ويسألها.. بسلامته ابنك.. ردت عليه بحياء.. لا ده ابن الناس اللي بشتغل عندهم، علت الدهشة وجهه.. متسائلا هو انتي شغالة؟

وما أن لاحظت الدهشة على وجهه قالت: هو الشغل عيب.. انطلقت الكلمات من بين ثنايا فمه يقول: هذا الجمال يخدمه الناس، ولاحقها بأنه سوف يعطيها أضعاف أضعاف ماتتقاضاه لو وافقت على العمل عنده.

لم ينم ليلتها، ولم تسع الدنيا فرحة قلبه وهو يراها في الصباح مقبلة عليه وبيدها حقيبة ملابسها، واصطحبها إلى شقته الفاخرة التي كان يستأجرها في الاسكندرية، وطلب منها أن تشاركه الشراب لكنها رفضت بشدة وحاول أن ينالها دفعته بعيدا عنها قائلة له: بالحلال.

أسرع إلى المأذون وعقد عليها، وأصبحت زوجته وأغرقها في النعيم، واتفق معها بأن يكون زواجهما سرا، حيث زوجته وأم بناته الأربعة مريضة بالشلل ولا تبارح فراشها، ويخشى أن تموت من الصدمة لو علمت بزواجه.

ومرت الأيام، والسنون وأخذ يتردد عليها وفي إحدى المرات أخبرته بأنها حامل وتمنى أن يكون المولود ولدا، لأن اشقاءه يتمنون موته طمعا في ثروته حيث يمتلك 9 عمارات، ومصانع وأموالا طائلة في البنوك، وبعد أن أنجبت أخذ يغدق عليها بأمواله ولا يرد لها طلبا مهما غلا وظل يتردد عليها 10 سنوات، وهو يكتم سرها وادخل الطفل مدرسة أجنبية بالإسكندرية.

وعندما قرر أن يعلن على أسرته السر الذي أخفاه عنهم أصيب بمرض أسلمه إلى الموت وأخذ سره في قبره..وفوجئت الأسرة بسيدة ترتدي السواد ومعها طفل عمره 12 عاما تطالب بحقه في ميراث أبيه، وتحمل شهادة ميلاده، لكن لم يكن معها وثيقة زواجها، وتقدمت برفع دعوى لكن محكمة أول درجة حكمت برفض ثبوت الزوجية، ونسب الطفل لعدم وجود وثيقة زواج.

تقدم محام الزوجة بعمل استئناف، ودفع بأن الولد للفراش، وان النسب يثبت بالشك ويبنى على الاحتمالات المتناقضة، ذلك حرصا على مصلحة الطفل، وقضت محكمة الاستئناف بصحة نسب الطفل إلى الثري المتوفي بعد أن استمعت لشهود الأم الذين أجمعوا على أن الرجل كان متزوجا منها، وانجب منها، فما كان من الورثة إلا أن أقاموا نقضا، فقضى النقض برفضه، وثبت نسب الطفل الذي جاءت به منذ 20 عاما.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة