الإثنين، 13 مارس 2023 - 05:51 م

ليست فقط المفاجأة المذهلة فى المصالحة بين إيران والسعودية،والإتفاق الذى تم قبل أيام، برعاية كاملة من الصين...وإستعادة العلاقات الدبلوماسية المقطوعة منذ ٧ سنوات 2016 وإعادة فتح السفارات فى البلدين خلال شهرين....لكن الإتفاق حدث سياسي خطير،يستعيد الهدوء،ويعيد ترتيب الأوضاع وصياغة المنطقة العربية بشكل مختلف(إذا صمدالإتفاق وقدر له الإستمرار دون تعثر)...بالتأكيد ملف اليمن وإيقاف الحرب والمأساة الإنسانية القائمة،على رأس أولويات الحوار والخلاف الذى يجب وضع حل له!!...أيضا تحسين الأوضاع الإقتصادية في لبنان،خاصة بعد توقف السعودية عن  تقديم الدعم!!..تهدئة الأوضاع فى سوريا  والبحث عن تسوية لمشكلات ومخاوف  الخليج..ملفات شائكة وتحديات كثيرة تنتظر التسوية وتحقيق الإستقرار والهدوء!!...لكن الخطوة الأكثر وضوحا، هى التدخل الصيني لرعاية الإتفاق السعودى الإيراني..هو أيضا مفاجأة، يطرح الصين لاعبا استراتيجيا فى الخليج..ربما يسحب الأرض من تحت أقدام الأمريكان(المتعثرين أساسا)وهو ما اعتبرته الإدارة الأمريكية(أكبر تحد جيوسياسي فى القرن ٢١)!!...خاصة بعد فشل بايدن خلال زيارته الأخيرة للرياض فى إقناع السعودية بتأجيل قرار خفض أنتاج النفط!!...بينما تقدم الصين نفسها لأول مرة(كقوة سلام)ووسيط سياسي فى تحقيق إتفاق صعب وشائك.. لتؤكد أنها ليست فقط المارد الإقتصادي..لكن أيضا صاحبة النفوذ السياسي الأقوى فى الخليج!!...

لكن لماذا الصين تحديدا فى إتفاق طهران/ الرياض؟....ببساطة لأن الصين هى الصديق المشترك للدولتين...الحليف الأقوى والدائم لإيران..والشريك التجارى الأول مع السعودى (نصف احتياجات الصين من الطاقة من السعودية)وهو مايعنى قوة الإرتباط الإقتصادى بالدولتين..مصالح مشتركة  بالتأكيد...واستراتيجية جديدة للحضور الصينى السياسى الفاعل فى العالم.