علاء عبد الوهاب
علاء عبد الوهاب


انتباه

الإرادة فوق الرغبة

علاء عبدالوهاب

الأربعاء، 15 مارس 2023 - 06:01 م

من ذا الذى لا يرغب فى أن يبلغ ما يصبو إليه؟

غير أن الفيصل فى بلوغ الغايات يتجاوز الرغبة إلى امتلاك الإرادة.

يحدو المؤمن أمل فى أن يكون عامه كله رمضان، بفضله وكرمه وبركاته، وقد بات على الأبواب.

لكن لا يدرك المرء أى غاية دون إرادة قوية، وعزم لا يلين، وأخذ بالأسباب.

هكذا أمرنا ديننا الحنيف، لكن المرء قد ينسى لأن النسيان أصل فى الإنسان، إذ أنه آفة فى جذور الشجرة الإنسانية، إلا من رحم ربى.

تظل إرادة الإنسان عنصرا حاسما فى تفضيله لخياراته، وانحيازه للخير أو الشر، فالإرادة الإنسانية تميز البشر عما سواهم، وحين خلق الإنسان من مزيج من مادة وروح اتحدا فى كيان واحد، فإن ذلك يعنى أنه أصبح مستودعا لقوى تمنحه القدرة على التمييز بين الطيب والأطيب، بين الجميل والأجمل، وبين هذه وتلك، وبين القبيح، وأنه قادر «بإذن الله» على تفعيل إرادته، وتحمل مسئولية اختياراته.

ولعل تمييز الخالق العظيم لخليفته على الأرض، بالإرادة ما أهله لحمل الأمانة، فكان حملها الأصل فى تكليف الإنسان.

إن إدراك المؤمن لهذه الحقائق، يؤهله لاستيعاب العلاقة بين الرغبة، والإرادة، فالأولى قد تقف بصاحبها عند حدود التمنى، بينما تدفع الثانية بمن يمتلكها إلى بذل الجهد، واتباع كل السبل المشروعة الممكنة لتحقيقها.

الإرادة إذن تنتج عن تفكر وتدبر، ثم تتحول تلك العملية إلى إرادة ومسئولية عما يريد المرء تحقيقه، بالسعى والعمل، ولا ننسى فى هذا السياق نصيحة رسولنا الكريم: «الإيمان ليس بالتمنى، ولكن ما وقر فى القلب وصدقه العمل».. والعمل الصالح الذى كان دائما قرين الإيمان وصنوه فى آيات عديدة، يشير إلى مفهوم شامل لجميع ما ينفع الإنسان فى الدنيا والآخرة.

فإذا أدرك الإنسان هذه الأبعاد كافة، ملك القدرة الحقيقية على تحويل أيامه إلى الجوهر الرمضانى فى غير الشهر الكريم.

إنها الإرادة التى تمثل الجسر والرافعة لتغيير حياة الإنسان للأفضل والأجمل على الدوام، شرط أن تقترن بالتوكل على الله وتقواه.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة