صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


حكايات| عمال يغزلون الصوف وأحلامهم في «فوة» كفر الشيخ

بوابة أخبار اليوم

الأربعاء، 15 مارس 2023 - 07:53 م

كتب حمدين بدوي
عمال يصطفون جنبا إلى جنبا، يقفون أمام نول خشبي، يغزلون الصوف وأحلامهم، يخرج من تحت أيديهم منسوجات يدوية تراثية، تعرف بـ«الكليم».

احتضنت مدينة الفوة في محافظة كفر الشيخ، صناعة الصوف، والكليم، منذ مئات السنين، فسكانها تفننوا في هذه الصناعة، إذ تقبع أسفل كل منزل ورشة تسمى بـ«القاعة»، حتى بلغ تعدادها بحسب التقديرات نحو 5 آلاف ورشة. 

يغزل الصناع هذه الخيوط لتخرج قطعة الكليم وتتباين مهاراتهم، فمنهم من يغزل أشكالاً بسيطة، والبعض الآخر يصنع «الجوبلان»، وهو عبارة عن لوحات فنية على مستوى رفيع من الإتقان لتلك المهنة التي كان يتهافت عليها الأجانب.

وتضم مهنة صناعة المنسوجات اليدوية، عدد من العمال والصبيان والصناع وشيوخ المهنة الذين يتتلمذ على أيديهم كل هؤلاء.

يقول رئيس مجلس إدارة الجمعية التعاونية الإنتاجية المعنية بصناعة الكليم اليدوي في مدينة فوه، الحاج محمود سعد عابد لـ«بوابة أخبار اليوم»: إنه ينتمي إلى الجيل الأخير الذي احترفها، الأمر الذي يشي بأن صناعة الكليم اليدوي أصبحت مهددة بالانقراض، بعد غياب من يتعلمها ليحافظ على استمرارها الى الأجيال القادمة، لأن الشباب اتجه إلى مهن أخرى أكثر سهولة وأربح ماديا.


وأوضح أنه على مدار سنوات طويلة تطورت مهنة صناعة الكليم في مصر، فبعدما كانت قاصرة على المفروشات فقط، أصبحت اليوم تقدم منتجات تدخل في مجال الديكور بأنواعه، فيما يعرف بمنتجات المعلقات أو «الجوبلان»، التي تخرج في صورة لوحات فنية رائعة، تتنوع بين لوحات وصف مصر التي رسمها المستشرقون من وحي كتاب وصف مصر، فضلاً عن الأشكال الهندسية المختلفة والتي تحمل أشكال وألوان جميلة.


أما عطية باشا والذي يعمل في تلك المهنة يقول: «لقد زادت الأسعار ههما كان له أثر كبير في ترك العمال والصبية الصنعة، حيث هجرها الصناع لأنها أصبحت صنعه صعبه بالإضافة لارتفاع الاسعار في كل شيء من المنسوجات اليدوية واجر العمالة والنقل والتحميل الى غير ذلك من متطلبات الإنتاج»..

 وتتراوح أسعار المتر من الكليم بين حوالى من ١٢٠٠، وقد تصل إلى أكثر من ذلك، وذلك كله يتوقف على نوعه وتتنوع أنواع الخامات التي تدخل في صناعة الكليم بين الصوف والقطن والكتان، والقطيفة، لكن للقطن والصوف مكانة مميزة بين جميع الخامات.

أمام سلامة أبو العيون فيكشف أنواع الكليم قائلاً: «الكليم تتنوع أصنافه إذ تبدأ من أعلى فئة التي تعرف بـ«التوبس»، ثم الجوبلان التقليدي والشعبي، وكليم الدوبل ومنه نوعان سنون وأشكال هندسية كل ذلك موجود بجمعيات فوه، والتي مازالت تحافظ على تلك المهنة منذ عشرات السنين».



أما أحمد الخلال وأحمد الصاوي من العمال، يؤكدان أن الورش في مدينة فوه كانت تزيد عن 00 5,5 ورشة في كل منزل تجد في أسفله ورشة تعرف باسم "القاعة" تضم العديد من العمال والصبيان والصناع وشيوخ المهنة الذين يتعلمون وينتجون جميع انواع المنسوجات اليدوية، نول تقليدي، وكل غايته صناعة قطعة من الكليم اليدوي، وكان العامل قد يقضي أسبوعاً ليشغل قطعة واحدة، وأحياناً ينفق من وقته ستة أشهر كاملة للغرض نفسه وذلك طبقا لمدى تعقيد الأشكال الهندسية والرسومات التي يصنعها.

 كما أن: "صناعة الكليم تخصصات كثيرة فمنهم من يتخصص في صناعة كليم "فرشية الأرض"، وآخر متخصص في كليم الجوبلان، ويُطلق على هذا النوع من الصناع لقب الفنان، لأنه يرسم لوحة فنية، مثل قاع البحر، أو لوحات وصف مصر.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة