أسامة عجاج
أسامة عجاج


فواصل

مجرمو حرب

أسامة عجاج

الثلاثاء، 21 مارس 2023 - 05:44 م

دون أن تقصد، فإن المذكرة التى أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية، باعتقال للرئيس الروسى بوتين على خلفية جريمة ترحيل ١٤ ألف طفل أوكرانى، منذ بدأ الغزو الروسى لأوكرانيا فى ٢٤ فبراير من العام الماضى، قد فتح تساؤلات مهمة عن المعايير التى تستخدمها المحكمة فى قراراتها، خاصة وأنها ترافقت مع الذكرى العشرين للاحتلال الأمريكى للعراق، وهى واحدة من جرائم القرن، التى تم ارتكابها فى حق الشعب العراقى، رغم أن الجناة أكثرهم مازالوا على قيد الحياة وأسمائهم وأماكن إقامتهم معروفة للجميع، ومن بينهم الرئيس الأمريكى الأسبق بوش الابن، وصقور إدارته، ديك تشينى نائبه، ووزير دفاعه دونالد رامسفيلد، وتونى بلير رئيس الوزراء البريطانى الأسبق، والقائمة تطول، بوتين مجرم حرب، بتهمة فقط - ترحيل ١٤ ألف طفل، وكانت المحكمة فى عجلة من أمرها وأصدرت حكمها بعد عام من الحرب، فما بالك بالمسئول عن تدمير دولة، وتشريد شعب، منذ عشرين عاما وهو مسئول عن نزوح أكثر من مليون و٢٠٠ ألف عراقى، وقتل ما يقرب من مليون عراقى، والغريب أنهم جميعا اعترفوا بجريمتهم، وبعضهم أبدى ندمه واعتذاره، ومن جهة أخرى فإن روسيا قد يكون لها أسبابها لغزو أوكرانيا، فى ظل الجوار الجغرافى بينهما، ومخاوفها على أمنها القومى، من وجود قوات حلف الناتو على حدودها، فى إطار الصراع الكونى مع الغرب، ولكن يظل السؤال الحائر بلا إجابة بعد عشرين عاما، لماذا غزت أمريكا العراق؟ وهى تبعد عنها بملايين الأميال، ولا تشكل لها أى تهديد مباشر، هل لوجود شكوك فى تورط صدام فى أحداث ١١ سبتمبر ٢٠٠٢؟، تبين عدم صحة تلك الفرضية، هل كانت رغبة أمريكا فى تحويله نموذجا لدولة ديمقراطية؟، لم يحدث، وانتهى الأمر بمحاصصة سياسية وطائفية، ولعل الغزو الأمريكى ليس النموذج الوحيد لمجرمى حرب أفلتوا من العقاب، فهناك قادة إسرائيل، على مدى تاريخها، بجرائمهم فى حق الشعب الفلسطينى، بالتشريد والاستيلاء على أراضيهم، ووصل الأمر إلى إنكار وجودهم أصلا، وهو ما صرح به وزير المالية بتسلييل سموتريتش منذ أيام، حيث قال (لا يوجد شيء اسمه الشعب الفلسطينى فهو اختراع وهمى، لم يتجاوز عمره المائة عام)، ما يحدث نموذج فاضح لازدواجية المعايير، غطرسة القوة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة