دونالد ترامب
دونالد ترامب


تفاصيل الخطة الأمنية للقبض على ترامب في نيويورك

أمريكا بين تسريبات بالاعتقال وتهديدات بالفوضى

أخبار الحوادث

الأحد، 26 مارس 2023 - 12:33 م

دينا جلال

مرة أخرى يدعو الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أنصاره بشكل مباشر لحمايته والتظاهر من أجله، مرة أخرى يعتلي ترامب مسرح السياسة الأمريكي؛ ليؤكد انه مُستهدف من جديد ومُهدد بالسجن، ومن هنا تتوالى التقارير والتحليلات السياسية لتفسير المشهد وتوقع تبعاته وآثاره على الشارع الامريكي الذي يشتعل سريعا بغضب وفوضى من اجل المرشح الرئاسي المحتمل لعام 2024.
منذ ايام قليلة تسربت معلومات من مكتب المدعي العام في منهاتن تؤكد قرب اعتقال دونالد ترامب ولا يعلم احد وقت الاعتقال او اسبابه المحددة، هل سببها اتهام ترامب المباشر للمدعي العام بالفساد والترصد له؟ ام تقف وراءها تهم جنائية حقيقية وسياسية او قضايا تهرب ضريبي ام تقديم رشوة لممثلة سابقة في خرق لقواعد الانتخابات الرئاسية؟.. في جميع الاحوال يختصر ترامب تلك الاتهامات والقضايا بكونها محاولات مستمرة لإسقاطه سياسيًا نظرا لكونه السياسي الجمهوري الوحيد المرشح للرئاسة الامريكية لعام 2024 وكلما اقترب الوقت كلما ازدادت شعبيته وفرص فوزه ليواجه المزيد من العراقيل على حد تعبيره.

طلب عاجل
بدأت الاحداث بمنشور لترامب -76 سنة- عبر منصته الاجتماعية "تروث سوشيال" او الحقيقة، أخبر متابعيه انه سيُعتقل بعد ايام قليلة وتحديدا يوم الثلاثاء، وصف ترامب نفسه بكونه المرشح الجمهوري الذي يتجاوز الآخرين بمراحل وهو الرئيس السابق للولايات المتحدة ومع ذلك سيجري اعتقاله، ولم يكتف بهذا الامر وانما دعا انصاره للإحتجاج وطلب منهم قطع الطريق على من يحاولون اعتقاله قائلا "تظاهروا، استعيدوا بلادنا".
قال ترامب في منشوراته ايضا "امريكا الآن تحتضر، الوطنيين الأمريكيين يٌعتقلون ويٌحتجزون وهم ينتقدون الجرائم والتضخم والمصحات العقلية والسجون"، وإمتدت منشورات ترامب ليصف المدعي العام في منهاتن بالفاسد والمسيس بشكل مبالغ، وفي حال صدور أمر التوقيف في حق ترامب الذي يستقر حاليا في منزله بفلوريدا ويتمتع بحماية دائمة تتولاها الخدمة السرية، سيصبح اول رئيس في تاريخ الولايات المتحدة يواجه اتهامات جنائية.

تجاوزات امنية
تزامن منشور ترامب مع نشر  كيفين مكارثي رئيس مجلس النواب الأميركي الجمهوري تغريدة اشار فيها الى إجراء المدعين العامين المحليين تحقيقات مكثفة يعتزمون من خلالها اعتقال ومقاضاة ترامب، واتهم مكارثي المدعي العام بنيويورك "ألفين براج" بسوء استغلال مشين للسلطة واصرار على الانتقام السياسي ضد الرئيس السابق، وطلب مكارثي من لجان الكونجرس التحقيق الفورى حول استخدام الأموال الفيدرالية لتقليص الديمقراطية عبر التدخل في الانتخابات باستخدام اتهامات سياسية، وكذلك طلب مكارثي من الكونجرس التحقيق مع الجهات التي تستعد لاعتقال الرئيس الأمريكي السابق وهى جهات فيدرالية بعد تسريب تقارير اعتقاله الا ان سلطات إنفاذ القانون أشارت في السابق الى ان الاستعداد لاعتقال ترامب ليس مؤشرا على حدوثه.

صدام جديد
امام نداءات ترامب التي تدعو للحشد والتظاهر، من اجله كشف المحللون السياسيون ان كواليس احداث 6 يناير تتكرر من جديد بمشهد إقتحام الكونجرس الامريكي وهو ما اكده المحامي السابق لترامب مايكل كوهين الذي اشار الى ان ترامب يستغل إمكانية اعتقاله لحشد مؤيديه وكسب التعاطف لدعم حملته الانتخابية، وهناك احتمال بعدم صحة اخبار اعتقاله، واشار الى آمال ترامب في إحداث صدام عنيف  بنشر اخبار اعتقاله، واشار الى انه تحلى بالذكاء بطلب مؤيديه الدفاع عنه عبر احتجاجات سلمية ولكنه مخالف لإرادته تماما، واعترف كوهين من قبل بدفع رشوة للممثلة ستورمي بدافع الرشوة وانتهاك قوانين تمويل الحملات الانتخابية لصالح ترامب في السابق.

تسببت ازمة التسريبات والتهديدات في استعدادات شرطة نيويورك لحشد 700 من رجال شرطة مكافحة الشغب للسيطرة على الفوضى المحتملة قبل الاعتقال المحتمل، وأقامت سلطات إنفاذ القانون إجتماعات طارئة على مستوى الولاية والمدينة والفيدرالية لمناقشة كيفية التعامل مع الاحتجاجات الواسعة النطاق عبر نشر قوات شرطة مكافحة الشغب خوفا من المواجهة بين المتظاهرين المؤيدين لترامب والمعارضين له وخاصة في محيط منزله وكذلك امام محكمة مانهاتن الجنائية في حال استدعائه، وهو ما يُعيد مشهد 6 يناير الذي انتهى بإتهام ترامب بالتحريض ليواجه تهم جنائية بتوصيات لجنة التحقيق الخاصة في أحداث اقتحام الكابيتول بمجلس النواب الامريكي، ويشير  جوزيف تاكوبينا محامي ترامب انه سيواجه اتهامات جنائية من قبل هيئة محلفين كبرى في مانهاتن مؤكدا ان ترامب سيستجيب ويُسلم نفسه في حال وجهت له تهمة جنائية ولن يقاوم الاعتقال، وبالفعل اكد جوزيف ان وكالات إنفاذ القانون الفيدرالية والمحلية في مانهاتن تجري ترتيبات أمنية لاحتمال توجيه الاتهام إلى ترامب.


ضرائب ورشاوى
جانب آخر من التهم التي يواجهها ترامب في منهاتن تشير الى دفعه اموال للممثلة الامريكية ستورمي دانيلز واسمها الحقيقي ستيفاني كليفورد عام 2016، مقابل الصمت عن علاقة عاطفية بينهما واعترفت ستورمي بتقاضيها 130 ألف دولار من محامي دونالد ترامب مايكل كوهين قبل أسابيع من انتخابات عام 2016 لمنعها من الكشف عن علاقة عاطفية تربطها بترامب قبل سنوات من الانتخابات وهو ما اعترف به كوهين ايضا.
وفي ديسمبر الماضي أدانت محكمة أمريكية مؤسسة ترامب وعائلته المتخصصة في مجال العقارات بتهمة ارتكاب جرائم ضريبية، واشار المحلفون الى ان مؤسسة ترامب مدانة في جميع الاتهامات التي وجهها الادعاء بعد جلسات عديدة استمرت يومين في محكمة بنيويورك انتهت بإتهام الادعاء لترامب بتبنى ثقافة الفساد والخداع بالاضافة الى وصف القضية بالنصر الكبير عليه، وعلق ترامب وقتها على إدانته معربا عن شعوره بخيبة أمل تجاه الحكم، وتعهد بالطعن في الحكم ليصفه بمحاكمة مسيسة، وهاجم المدير المالي لمؤسسته الذي اقر بالذنب خلال شهادته ضد المؤسسة في صفقة لتقليل العقوبة التي يواجهها للسجن مدة لا تزيد عن 5 أشهر، وأكد ترامب ان تلك القضية ما هى الا استهداف سياسي له وواحدة من حملات التصيد التي يديرها المعارضون له طوال الوقت.


17 اتهامًا
أدانت المحكمة مؤسسة ترامب لأسباب عديدة منها؛ منح المسئولين مميزات مالية ومنافع مخالفة للقانون لأكثر من 10 سنوات تقريبا، وتضمنت تلك الرشاوى او المميزات دفع نفقات دراسة الأبناء، وتقديم سيارات فارهة، وهو ما ساهم في تقليل الضرائب المفروضة على المؤسسة بشكل غير قانوني، وتؤدي تلك الادانة الى مواجهة شركة ترامب صعوبات في الحصول على قروض ائتمانية أو تمويلات مستقبلية، وأدانت المحكمة شركتين مساندتين لمؤسسة ترامب، بجميع الاتهامات التي بلغ عددها 17 اتهاما، متعلقة بالتهرب من الضرائب، وتزييف المستندات، في قضية علق عليها المدعي العام لمقاطعة مانهاتن، ألفين براج قائلا: انها تعكس حجم الجشع والغش لمدة 13 عاما تم التهرب خلالها من القوانين والضرائب بحيل فساد متنوعة، وضمن قائمة الاعمال التجارية يواجه ترامب، وثلاثة من ابنائه قضايا مدنية منفصلة، رفعها الادعاء العام في نيويورك قد تمنعهم من ممارسة أي أعمال تجارية في الولاية، ويواجه ترامب دعوى الاحتيال من ولاية نيويورك بقيمة 250 مليون دولار للتلاعب بالأصول والثروة والحصول على المزيد من المكاسب.

الصحة العقلية
نعود الى خطة اعتقال ترامب التي تناولها المحامى الأمريكى مارك بوميرانتز بجانب آخر في كتاب صدر الشهر الماضي بعنوان "الشعب مقابل دونالد ترامب: رواية من الداخل"، كشف فيه خطة المدعين في نيويورك ممن أقاموا دعاوى ضد ترامب لإتمام إجراءات اعتقاله في قضايا تتهمه بالكذب بشأن ثروته لأغراض ضريبية، وتمثلت خطتهم في اظهار الرئيس بتمتعه بصحة عقلية مثالية من الناحية القانونية واستبعاد جنونه، وقرر المدعى العام ألفين براج نفى الادعاء حول معاناة ترامب من حالة عقلية تحول دون تمييزه بين الحقيقة والخيال، واشار الكاتب الى ان الادعاء ناقش فكرة ترويج ترامب لأفكار غير مجدية لسنوات عديدة حول قضايا متنوعة الا ان الكاتب يرى من خلال خبرته في مجال المحاماة ان ترامب صعد إلى الشهرة والسلطة من خلال نمط من النشاط الإجرامي على غرار جون جوتي رئيس عائلة جامبينو للجريمة المنظمة حيث يسبق القانون بخطوة واحدة طوال الوقت، واتهم محاميو ترامب ومؤيديه الكاتب بمحاولته الفاشلة للبحث عن الشهرة وبيع الكتاب على حساب ترامب.
واخيرا يتناقل الاعلام الامريكي تحذيرات حاكم ولاية نيو هامبشاير، كريس سوننو، الذي وصف المشهد حاليا بكونه "سيرك سياسي" يتكرر من خلاله احداث 6 يناير عبر لائحة اتهام غير محددة لترامب وهو ما يراه مؤيدوه امر غير مبرر محذرا من ان التاريخ يعيد نفسه حيث يدعو ترامب الى تأييده دون ضمانات حقيقية لسلمية الاحداث المرتقبة وهو ما ينذر بالفوضى.

نقلا من عدد أخبار الحوادث بتاريخ 23/3/2023

أقرأ أيضأ : ترامب ينظم أول تجمع انتخابي وسط تهديدات قانونية

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة