سورة البقرة
سورة البقرة


قصة آية.. تفسير أواخر سورة البقرة

الأخبار

الجمعة، 31 مارس 2023 - 12:02 ص

كتب: حافظ محمدي

فى هذا الباب والذى يحمل عنوان «قصة آية» نقدم لك عزيزي القارىء فى كل يوم من أيام شهر رمضان المبارك شرحا بسيطا لآية أو أكثر من آيات كتاب الله كان لها قصة وسبب. 

اليوم أواخر سورة البقرة هى توجيه ونصح من الله عز وجل ألا نفعل ما فعله السابقون من كثرة السؤال التى قد تؤدى إلى المشقة والعسر حيث يقول د، عصام الروبى أستاذ التفسير بالأزهر الشريف: شاءت إرادة الله  تعالى أن تكون شريعته سمحاء متشحة باليسر فى جميع أحوالها فهو تعالى لا يكلف إلا بما فى الوسع وما يطيقه المٌكلف، ولهذا لما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لله ما فى السموات وما فى الأرض وإن تبدوا ما فى أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله» اشتد ذلك على أصحابه، فأتوا له صلى الله عليه وسلم، ثم بركوا على الرُّكب، فقالوا: أى رسول الله! كُلِّفنا من الأعمال ما نطيق: الصلاة، والصيام، والجهاد، والصدقة، وقد أنزلت عليك هذه الآية ولا نطيقها، يقصدون قوله سبحانه:» وإن تبدوا ما فى أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله»، فقال صلى الله عليه وسلم: أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم:» سمعنا وعصينا»! بل قولوا:» سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير»، قالوا: «سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير»، فلما قرأها القوم، ذلَّت بها ألسنتهم، فأنزل الله فى إثرها: «آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله..» فلما فعلوا ذلك نسخها الله تعالى، فأنزل الله عز وجل: «لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ...» قال: نعم، «ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا» قال: نعم، «ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به» قال: نعم، «واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين» قال: نعم.

ويستفاد من هذا كله أن الله تعالى رفع الحرج عن امته وما كلف إلا ما فى الوسع وان كثرة الأسئلة قد تكون وسيلة للإثقال على النفس، والمسلم مأمور شرعا باتباع ما امره الله به دون تكلف..فاللهم ارحمنا واعف عنا واقبلنا وتقبل منا.

د. عصام الروبي أستاذ التفسير بالأزهر الشريف


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة