خالد محمود
خالد محمود


خالد محمود يكتب : « رسالة الإمام ».. أصاب الهدف

أخبار النجوم

الجمعة، 31 مارس 2023 - 10:05 ص

يشكل مسلسل “رسالة الإمام” حالة فنية خاصة، فهو رغم انتمائه لموسم دراما شاشة رمضان، ويؤرخ لرحلة الإمام الشافعي وخاصة إلى مصر، إلا إنه يتجاوز الزمان والمكان والمواسم أيضًا، وذلك بصورته وحواره وشخصياته التى تنقل لنا مشهد طال انتظاره وتبث فينا روحًا جديدة تمزج بين العقل والمشاعر، مفجرة كيان أصيل قوامه فكر مستنير .

نعم الدراما وسيلة تسلية ومتعة كونها نوع من الفن، لكن عندما تدعونا أيضًا لإعمال العقل فى الحياة، فتكون قد أصابت هدف .
الواقع أن النجم خالد النبوى قد أحرز فى مسيرته هدفًا فنيُا جيدُا وجديدُا بتجسيد شخصية الإمام الشافعى، تقمص واستوعب وحاورنا عبر مشاهد تكمن فيها الحكمة الكبرى، وهى “لا تحاول الانتصار فى كل الاختلافات، فأحيانا كسب القلوب أولى من كسب المواقف”، جسد خالد الشخصية وهو يعرف أنها مغامرة كبرى، لكنها مغامرة محسوبة، وكم اخترق من قبل شخصيات صعبة يجعلك تعيد صورتك أمام نفسك وتتفاعل أكثر مع احساسك بذاتك، مثلما فعل فى طومان باي في “ممالك النار”، الذي أحدث انقلابا في سوق الدراما العربية، وهنا فى الإمام قدم شخصية تحمل طوفان إبداع ومشاعر وأفكار جسدها باقتدار ووعي، وإلتف الجمهور حولها وتوحد معها مستوعبًا حكمتها ودروسها، وهو ما حدث معي، وأعتقد أن أهمية مسلسل رسالة الإمام  ستظهر وستصبح أقوى خلال الحلقات القادمة، عبر المواقف والأقوال والبعد الفكرى، فالشخصية التى تقدم لديها فكر مستنير، والممثل لديه فكر ورؤية، والجمهور استوعب الأفكار لأنها بلا تحيز وهو ما أوحي به سيناريو الحلقات الأولى التي  صاغتها ورشة الكتابة بإشراف محمد هشام عبية بذكاء وهو يتنقل من موقف لآخر، وحوارًا مسترسلًا بسلاسة دون خطابة، و وضع فيه المخرج السورى الليث حجو بصماته الفنية بخبرة وحنكة وحبكة وصورة بديعة  أقرب للواقعية رغم انتمائها للتاريخ، لجأ حجو إلى أسلوب بسيط وهو يصور عالم الإمام الشافعى ومواجهاته ومواقفة الصعبة  المتعددة، مثل ذلك الموقف الذي عثر فيه على بعض كتابات الإمام ليث بن سعد، والتى كان يرغب فى تجميعها حيث يجد هذه الكتابات محروقة.
وكذلك دراما الشخصيات المحيطة بالإمام، دون حذلقة أو قولبة، والتى جسدتها أروى جودة، نضال الشافعي، خالد أنور، وليد فواز، جيهان خليل، حمزة العيلي، أحمد الرافعى، سلمى أبو ضيف والسوريين خالد القيش وهافال حمدي، والأردنية فرح بسيسو.

وربما يكمن قوة العمل والسرد الدرامى في تلك اللغة الفنية البسيطة، الذى تجلى فى مشاهد عدة، منها زيارة الإمام الشافعى بيت السيدة نفيسة فى مصر، وخلال لقائهما يحكي لها أنه جاء إلى مصر بحثًا عن رسائل الإمام الليث بن سعد ورسالة للإمام مالك، كما يحدثها عن أهمية تدوين العلم حتى إن ماتت القلوب بقي في الصدور وينفع به من يأتى بعدنا.

هناك سؤال يطرح نفسه.. هل يتناسب اختيار شخصية الشافعى فى مسلسل “رسالة الإمام” مع مرحلة تجديد الخطاب الدينى؟
والإجابة نعم، توقيت مسلسل رسالة الإمام مهم جدًا وصادق جدًا .
نحن بحاجة إلى المراجعات الصحيحة والسليمة وهو ما يحدث من خلال مسلسل “رسالة الإمام” وتجسيد شخصية الإمام الشافعى، ومثل هذه النماذج هي التى تعطى ثراء للدراما وليست النماذج  التى كانت تقدم متعصبة لفكر ما.
 فهذه الشخصية تربطها بمصر علاقة جميلة، حيث ينتمى إلى الفكر الوسطى، وكان من الذكاء تقديم هذه الشخصية فى الدراما لأننا فى حاجة إلى الفكر الوسطى، والذى يعتبر رابط حقيقى بين الدين والحياة، وأقوال الإمام الشافعى تمثل أسلوب حياة.

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة