الجمعة، 31 مارس 2023 - 02:03 م

مضت 20 سنة على الغزو الأمريكي للعراق، وعلى تلك الحرب التي دفع نحو 200 ألف عراقي حياتهم ثمنًا لها، من دون أي ذنب اقترفوه، ولكن فقط لأن إدارة البيت الأبيض يومًا ما أرادت أن تكرس مفهوم الهيمنة الأمريكية بمنظورها "الأقبح" بلغة الدماء والدمار بدلًا من لغة الريادة والنماء.

الغزو الأمريكي للعراق، الذي كان مطلبًا ملحًا لكثير من الأوساط السياسية الأمريكية قبل عقدين من الزمن، لم يعد على حاله بعد 20 سنة مرت على الحرب التي شنتها الولايات المتحدة بعونٍ من بعض حلفائها الغربيين في أراضي بلاد الرافدين.

وبعد 20 عامًا، كشفت نتائج استطلاع رأي، أنه بعد مرور عقدين من الزمن على الغزو الأمريكي للعراق، لا تعتقد ‏غالبية الشعب الأمريكي أن بلادهم اتخذت القرار الصحيح بغزو بغداد.‏

اقرأ أيضًا: دراسة: الغزو الأمريكي للعراق ساهم في تطور ظاهرة الإرهاب

قرار الغزو «الخاطئ»

ووفق استطلاع أجراه موقع "أكسيوس" الأمريكي، بالتعاون مع شركة الأبحاث "إبسوس"، تبين أن 61% من المشاركين الأمريكيين، يعتقدون أن القرار الأمريكي بغزو العراق كان "قرارًا خاطئًا".

وأشار الاستطلاع إلى أن 31% فقط من الأمريكيين يعتبرون أن حرب العراق جعلت أمريكا أكثر أمانًا، فيما رأى 36% أن الولايات المتحدة كانت على "حق في الغزو"، وفق وجهة نظرهم.

وعلى مستوى الحزبين الكبيرين في الولايات المتحدة، هناك تفاوت واضح بين الجانبين، فبحسب الاستطلاع، يعتقد 58% من الجمهوريين أن واشنطن كانت محقة في الغزو، مقارنة بتطابق ذلك مع 26% فقط من الديمقراطيين، بينما يرى 74% من الديمقراطيين، الذين شملهم الاستطلاع، أن بلادهم لم تكن محقة في اتخاذ هذا القرار من غزو العراق.

وقرار الدخول في حرب العراق اتخذه الرئيس الجمهوري جورج دبليو بوش، بينما قرار الانسحاب الأمريكي من العراق وإنهاء تلك الحرب كان من قبل سلفه الديمقراطي بارك أوباما.

الانسحاب الأمريكي من العراق

فبعد أكثر من ثماني سنوات على اندلاع الحرب انسحبت القوات الأمريكية بشكل كاملٍ من الأراضي العراقية في 18 ديسمبر 2011، إبان حقبة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما.

وفقًا لاتفاق انسحاب القوات الأمريكية في العراق، انتهت العمليات العسكرية الأمريكية داخل الأراضي العراقية بحلول 31 أغسطس عام 2010، وتم وقتها تقليص عدد الجنود الأمريكيين المتمركزين في القواعد العسكرية الأمريكية وداخل الأراضي العراقية إلى 50 ألف جندي.

وكان التواجد العسكري الأمريكي داخل العراق في أوجه عام 2007، حينما بلغ تعداد الجنود الأمريكيين في العراق 167 ألفًا، قبل نحو عام من انقضاء ولاية بوش الابن الثانية في حكم الولايات المتحدة.

وتمضي السنوات ولكن ذكرى الحرب لا تزال حاضرة في الأذهان، ولن تمحى من ذاكرة الشعوب، التي عايشت وعاصرت تلك الحرب، حتى تحترق النجوم وتفنى العوالم.