الجمعة، 07 أبريل 2023 - 08:12 م

لحسن الحظ  - أو لسوئه - فى أحيان أخرى أن نزعة التقديس والتصديق لكل ما يقوله الائمة ورجال الدين على المنابر مازالت قوية داخل نفوس المصريين وخاصة البسطاء منهم الذين لم ينالوا حظا من التعليم.

فى مصر ما يزيد على 140 ألف مسجد معظمها تابعة للأوقاف لا يمل شيوخها فى خطب الجمعة والدروس الدينية عن الحديث عن فقه العبادات وكيفية ادائها وكأن الاسلام دخل مصر منذ سنوات قليلة! ويتناسون سهوا أو عمدا الحديث عن احوال العباد معيشتهم مع الوظيفة الاهم للدين أو الاديان بوجه عام هى إصلاح أحوال المجتمعات وتعظيم القيم الأخلاقية والانسانية فى نفوس أفرادها لدرء المفاسد وإخماد الفتن والشرور.

أقصد مساجد عديدة وأستمع وأشاهد برامج دينية كثيرة، لم اضبط أحد شيوخها ونحن فى هذا الغلاء الجائر والجشع المتفشى فى الاسواق والنفوس يتحدث عن حرمة اغتصاب المكاسب الحرام من جانب بعض التجار من جيوب الفقراء والمحتاجين وانهم بذلك يأكلون فى بطونهم نارا.

أيها الذين اعتلوا منابرنا واحتلوا عقول الكثير منا، لماذا لاتتحدثون عن جرم الاحتكار ولم لا تبلغوا الحديث الشريف لنبينا الكريم فى هذا الأمر عندما قال «من احتكر حكرة يريد أن يغلى بها على المسلمين فهو خاطئ» وفى حديث آخر « الجالب مرزوق والمحتكر ملعون».

لماذا لاتفضحون بعض التجار والمسئولين الذين يفصلون الدين على مقاس صفقاتهم ومصالحهم، من يتسترون بالدين ويخلطون بين حلاله وحرامه حسب اهوائهم، ابلغوهم أن مئات رحلات الحج والعمرة التى يقومون بها لتكفير ذنوبهم وأكلهم حقوق الناس بالباطل لن تنجيهم من عذاب غليظ. وأن هذه أموالهم الحرام سيحمى عليها فى نار جنهم وستكوى بها  جباهم وجنوبهم.!

كفوا عن الحديث عن فقه الحمامات وغرف النوم واكشفوا عورات النفوس الجشعة والنهمة لكل ما هو حرام أمثال الذين يضاربون فى الدولار ويدفعون اقتصاد بلدهم إلى الانهيار ويشعلون النار فى الاسعار.

حدثوهم عن التجارة مع الله وكيف أن سيدنا عثمان بن عفان رضى الله عنه فى عام الرمادة عندما أشتد القحط والجوع على الناس تبرع بقافلة قوامها ألف جمل تحمل دقيقا وسمنا وزيتا وقال :»لا ابتغى من احد درهما ولا دينارا وأنما ابتغى ثواب الله ورضاه.

رحم الله رجل تستحى منه الملائكة ورحمنا فى هذا الزمن الصعب من تجار جشعين تستحى من أفعالهم المخزية الشياطين.