صورة موضوعية
صورة موضوعية


السلطان برقوق يقع في مأزق بسبب فتوى رمضانية

أحمد صبحي

السبت، 08 أبريل 2023 - 02:58 ص

تولي السلطان المملوكي الظاهر سيف الدين برقوق حكم مصر سنة 1382م وكان محبوبا لدى الشعب بسبب كرمه وأخلاقه الحميدة مع شعبه، وقد ألغي السلطان برقوق الكثير من الضرائب فنشطت الحركة التجارية وهبطت أسعار السلع المستوردة ، الأمر الذي شجع الكثير من التجار الأجانب علي التجارة مع مصر.
وقد اتسع ملك مصر في عهده بعد فترة من الاضطرابات ويعتبر مؤسس دولة المماليك الثانية ،وقد وصل السلطان برقوق إلى درجة كفاءة وامتياز ومهارة في القيادة بين المماليك حتى استدعاه الملك الأشراف إلى مصر قبل مقتله وعينه قائد فرقة المماليك، وبعد مقتل الملك الأشراف تولى ابنه الحكم وظل برقوق يخدم ابن الاشرف بأمانه وإخلاص عرفانا بالجميل لوالده.
وبعد وفاة ابن الملك الأشراف أصبح برقوق الملك والحاكم الفعلي للبلاد رسميا ،وقام بعمل الكثير من الإصلاحات وإقامة المشروعات في الوجه البحري لتحسين الري والصرف، وكان متواضع جدا مع الفقراء ويعاملهم معاملة حسنة ويقيم لهم الموائد وكان يعتني بالعلماء والمشايخ ويغدق عليهم بالعطايا حتى ينشروا علمهم في جميع أرجاء القاهرة .
وعندما جاء شهر رمضان الكريم أعلن في المدينة ان يحضر بين يديه كل من لديه شكوى او مطلب سواء من الشعب أو الأمراء ففتحت الأبواب وامتلاء القصر بأصحاب الشكاوى. 
وكان أول من تقدم بطلب للسلطان برقوق هو السلطان "الاشرف أبو المعالى"الذي طالب بإصدار فتوى لإفطار رمضان .
فسرد عليه المشايخ والعلماء المتواجدين  بأحكام الصوم ومبيحات الإفطار ولا يوجد اى فتوى تبيح للسلطان ان يفطر، فغضب السلطان أبو المعالى وقام بإعادة توجيه طلبه إلى السلطان برقوق متعلالا بأنه مريض وضعيف ويجوز له الإفطار ،وطلب من المشايخ الفتوى لكن المشايخ لم تقتنع بالحجة  .
وغضب السلطان أبو المعالى وثار وكان مصرا على ان يحصل على عذر شرعي للإفطار ووقع السلطان برقوق في مأزق كبير ولا يدرى كيف يحل هذا الأمر بين إصرار احد أمرائه وبين رفض العلماء والمشايخ إصدار الفتوى ،  حتى اهتدى أحد المشايخ إلى حل وهو اقتراح على السلطان أن يسافر ففي السفر عذر شرعي للإفطار و في اليوم التالي أعلن السلطان أبو المعالى سفره لتفقد قلاع الإسكندرية و دمياط.
المصدر مركز معلومات أخبار اليوم

اقرأ أيضا | الروبابيكيا تأكل التراث!


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة