د. عبد الحميد البطاوى أستاذ التفسير بالأزهر الشريف
د. عبد الحميد البطاوى أستاذ التفسير بالأزهر الشريف


قصة أية

الأخبار- حافظ محمدي

السبت، 08 أبريل 2023 - 09:13 م

فى هذا الباب والذى يحمل عنوان «قصة آية» نقدم لك عزيزى القارىء فى كل يوم من أيام شهر رمضان المبارك شرحا بسيطا لآية أو أكثر من آيات كتاب الله كان لها قصة وسبب، وقصة اليوم هى تأكيد لقوله تعالى: «إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ» «9 سورة الحجر».

والتى يذكرها لنا د. عبد الحميد البطاوى أستاذ التفسير بالأزهر الشريف وهى عن رجل من إسرائيل هداه الله للإسلام، حيث يقول د. البطاوي: إنه عن يحيى بن أكثم قال: كان للمأمون وهو أمير مجلس نظر، فدخل فى جملة الناس رجل يهودى حسن الثوب حسن الوجه طيب الرائحة، فتكلم فأحسن الكلام والعبارة، فلما أن تقوض المجلس دعاه المأمون فقال له: إسرائيلى؟ قال نعم، قال له المأمون: أسلم، فقال: دينى ودين آبائي! وانصرف.

اقرأ ايضا | خواطر الإمام الشعراوي: الحق ثابت

فلما كان بعد سنة جاء للمأمون مسلماً، فتكلم على الفقه فأحسن الكلام، فلما تقوض المجلس دعاه المأمون وقال: ألست صاحبنا بالأمس؟ قال له: بلى، قال: فما كان سبب إسلامك؟ قال: انصرفت من حضرتك فأحببت أن امتحن هذه الأديان، وأنت مع ما ترانى حسن الخط، فعمدت إلى التوراة فكتبت ثلاث نسخ فزدت فيها ونقصت، وأدخلتها الكنيسة فاشتريت منى، وعمدت إلى الإنجيل فكتبت ثلاث نسخ فزدت فيها ونقصت، وأدخلتها البيعة فاشتريت منى.

وعمدت إلى القرآن فعملت ثلاث نسخ وزدت فيها ونقصت، وأدخلتها الوراقين فتصفحوها، فلما أن وجدوا فيها الزيادة والنقصان رموا بها فلم يشتروها، فعلمت أن هذا كتاب محفوظ، فكان هذا سبب إسلامي.

قال يحيى بن أكثم: فحججت تلك السنة فلقيت سفيان بن عيينة فذكرت له الخبر فقال لى: مصداق هذا فى كتاب الله عز وجل، قال قلت: فى أى موضع؟ قال: فى قول الله تبارك وتعالى فى التوراة والإنجيل:»بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ»، فجعل حفظه إليهم فضاع، وقال عز وجل عن القرآن:«إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ» فحفظه الله عز وجل علينا فلم يضيع.. حفظنا الله تبارك وتعالى ونفعنا بالقرآن.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة